اختفاء جمال خاشقجي: تركيا تعتزم تفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول

0 623

العالم الآن -أعلنت تركيا أنها ستفتش مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول في إطار التحقيقات حول اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقالت وزارة الخارجية التركية إن المملكة العربية السعودية “منفتحة على التعاون”، ويمكن الآن إجراء تفتيش لمبنى القنصلية.

وقد شوهد خاشقجي لآخر مرة وهو يزور القنصلية السعودية الأسبوع الماضي، ويخشى مسؤولون أتراك من أنه “قُتل” داخلها.

لكن السعودية تنفي ذلك، وتقول إن خاشقجي غادر مقر القنصلية بعد وقت قصير من وصوله إليها.

وطلبت تركيا من السعودية أن تثبت أنه غادر المبنى – رغم عدم تقديم أدلة على الادعاء بأنه “قُتل” فيها.

وكان خاشقجي منتقدا لبعض سياسات السعودية، وظل يعيش في منفى اختياري بالولايات المتحدة، ويكتب مقالات رأي لصحيفة “واشنطن بوست” قبل اختفائه.

وكانت بي بي سي قد أجرت مقابلة مع خاشقجي قبل ثلاثة أيام فقط من زيارته للقنصلية، وسُئل في محادثة مسجلة عما إذا كان سيعود إلى السعودية.

وقد أذاعت بي بي سي تسجيلا لهذه المحادثة، قائلة إنه على الرغم من أنها لا تفعل ذلك الأمر في العادة، فإنها قررت استثناء هذه المحادثة “في ضوء الظروف” الحالية.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه قلق حيال مصير خاشقجي، في حين حث وزير خارجيته، مايك بومبيو، الرياض على تقديم “الدعم من خلال إجراء تحقيق شامل” حول اختفائه و”التحلي بالشفافية فيما يتعلق بالنتائج”.

وخلال الأسبوع الماضي، قال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لوكالة بلومبرغ نيوز إن حكومته “حريصة للغاية على معرفة ما حدث له”، مشيرا إلى أن خاشقجي قد غادر “بعد بضع دقائق أو ساعة واحدة”.

عُرف خاشقجي، الذي ولد في عام 1958، بانتقاداته لبعض سياسات السعودية مؤخرا.

وتولى منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “أراب نيوز” في أواخر التسعينات، وبقي في ذلك المنصب مدة أربعة أعوام.

وعمل مستشاراً إعلاميا للأمير تركي الفيصل، واستمر في عمله ذلك لسنوات. وكان تركي الفيصل مديرا للمخابرات السعودية لفترة طويلة (1977-2001) وبعدها تقلد مناصب مهمة في السلك الدبلوماسي حيث تولى منصب سفير المملكة في بريطانيا وبعدها الولايات المتحدة.

وفي عام 2015، عُين مديراً عاماً لقناة “العرب” الإخبارية التي كان مقرها في المنامة بالبحرين، والتي كان يمتلكها الأمير الوليد بن طلال، ولكنها سرعان ما أغلقت.

وعمل خاشقجي أيضاً معلقاً سياسياً، وظهر في عدد من القنوات السعودية والعربية.

وفي ديسمبر/ كانون الأول 2017، أنهت صحيفة “الحياة” اللندنية علاقتها به ومنعت كتاباته التي تنشرها الصحيفة بدعوى “تجاوزات ضد السعودية”.

أعرب مسؤولون أتراك عن اعتقادهم بأن خاشقجي “قُتل” في القنصلية السعودية، ونُقلت جثته بعد ذلك.

وقال توران كشلاقجي، رئيس بيت الاعلاميين العرب في تركيا، لصحيفة “نيويورك تايمز”، إن ضباط الشرطة الأتراك المسؤولين عن حراسة القنصلية فحصوا كاميراتهم ولم يروا الصحفي يغادرها على قدمه. لكنه أضاف أن سيارات دبلوماسية شوهدت وهي تدخل وتخرج من القنصلية.

وتحدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان السعودية، مطالبا إياها بتقديم دليل يثبت مغادرة خاشقجي لقنصليتها في مدينة إسطنبول يوم الثلاثاء.

ما هو موقف السعودية؟

قال الأمير محمد بن سلمان لوكالة بلومبيرغ “إنه (خاشقجي) مواطن سعودي، وحريصون على معرفة ماذا حدث له، وسنواصل اتصالاتنا بالحكومة التركية لمعرفة ماذا حدث لجمال هناك”.

وتابع “على حد معرفتي أنه دخل القنصلية وخرج منها بعد دقائق معدودة أو ساعة، لست متأكدا، نجري تحقيقاتنا في هذه القضية من خلال وزارة الخارجية لمعرفة تحديدا ماذا حدث في ذلك الوقت”.

وقال سلمان “القنصلية أرض سيادية، لكننا سنسمح لهم (الأتراك) بالدخول والتفتيش والقيام بما يريدون، إذا طلبوا ذلك، بالطبع، سنسمح لهم، ليس لدينا أي شيء نخفيه”.

وعند سؤاله حول ما إذا كان خاشقجي قد واجه اتهامات في السعودية، قال الأمير إن بلاده سترغب أولا في معرفة مكان اختفائه.” BBC “

مقالات ذات الصلة

اترك رد