سكون قاتل إنما ضجيج هائل – يارا الغزاوي – الأردن

0 687

العالم الآن -في مكان ما من هذا العالم، وفي تلك البقعة الصغيرة من غرفتها ؛ يقبع في داخلها ذلك السكون القاتل على مضض ؛ يقابله في الداخل من روحها وجسدها ضجيج هائل ؛ لتلتقي بهما رياح عاتية على حين غفلة آتية من عالم مجهول ، محملة بضحكات وابتسامات ساخرة لكنها مثقلة أيضا بالألم والإحتقان والوجع ؛ مكبلة بأنين داخلي وبكاء خجل ، وصراخ عال سيهز الشجر والحجر.

تلك الرياح قد تكون الأخيرة من نوعها وقد تكون الأولى في آن واحد ، لتقتلع ذلك السكون القاتل من جذوره وتغذي ذلك الضجيج الداخلي الهائل فتحمله معها مسافرة به نحو التمرد، نحو عالم جديد أقل قسوة، أخف ألما، أرحم وجعا.

عالم غير عالمنا بل هو ذلك العالم الخفي الذي لا نعرف عنه شيئا عنه إلا في الكتب ، عالم العدالة لا الظلم ، عالم التسامح والرحمة لا القتل بالكلمة وتدمير الروح .

عالم قد تفترق فيه الروح الساكنة عن الجسد الغاضب لتبقى تلك الروح محلقة في سماء الحرية والعدالة والكلمة الطيبة في سماء من نور، لا تلك الأرض البالية التي ابتعلت الجسد المنهك المثقل بالهموم والأحزان والطعنات من هنا وهناك .

على تلك الرياح أن تأتي؛ لتشتت غضب تلك الغيمة السوداء التي أصبحت هي المسيطرة على الروح والجسد ، على الزمان والمكان.

لا بد للمطر أن ينزل مستجيبا للريح العاتية؛ التي أثارت الفوضى وقلبت الموازين، ليطهرنا من ذنوبنا ويغسل آلامنا ويمحي أوجاعنا، ليرطب أنين قلوبنا ، ويداعب ضحكاتنا المصطنعة بقليل من الأمل الذي سيطر عليه اليأس منذ زمن بعيد .

ذلك اليأس القاتل بطبيعة الحال و الذي بدأ يأكل
الجسد ، ويتغذى على الروح بألامها وأوجاعها وأنينها.

بطبيعة الحال لا زلت أصمت عندما يؤلمني أمر ما..
ثم يسألوني بهدوء: هل أنت غاضبة ؟..
فأجيبهم بابتسامة: لا.. ولماذا الغضب..
اعلم جيداً إن الحياة ربما تقسوا علينا.. وربما الحظ أحيانا لا يقف بجانبنا.. ولكن عندما ندرك ان كل شيء مكتوب نرضى بالواقع..

لا أنكر يوماً إني سئمت الحياة .. ولا أنكر ضعفي من بعض الظروف.. ولكن بداخلي روح تمنحني القوة كُلما تذكرتُ أن الله إذا أحب عبداً إبتلاه..

عيشوا حياتكم فالأفواه لن تصمُٺ ۈالألسُن لن تتوقف..
تغيرنا كثيراً أصبحنا لانعرف عن بعضنا سوى أننا على قيد الحياة ..

يعجبني الذي يخبرني بغضبه ..أو بانزعاجه من تصرف بدر منّي ..لأنه يفتح لي طرق لـتوضيح السبب..عكس الذي يكتُم و ينهش لحمي بالخفاء.

كونوا صادقين فليس لأعمارنا أوقات مؤجلة للتوضيح…
لا يوجد فرق بين لون الملح ولون السكر.. كلاهما نفس اللون.. لكن ستعرف الفرق بعد التجربة.. كذلك هم البشر..
تعجبني الأرواح الراقيه التي تحترم ذاتها وتحترم الغير.. عندما تتحدث تتحدث بعمق.. تطلب بأدب.. تمزح بذوق.. وتعتـذر بصدق..

لسنا مجبرين على تبرير المواقف لمن يُسيء الظن بنا.. من يعرفنا جيداً يفهمنا جيداً.. فالعين تُكذب نفسها إن أحبّت.. والأذنُ تُصدّق الغير إن كَرهت..

نصادف أناس يحبوننا ..وأخرين نحن أحببناهم
احرص على من يحبك ..أكثر ممن أحببته..
فمن احببته هيأ نفسه ليأخذ فقط
ومن أحبك هيأ نفسه ليعطيك فقط

كُن آعمى لكل شيء لايعجبك.. وكُن آصم لكل شيء يجرحك.. وكُن متبلدا لكل شيء يؤلمك.. هكذا تعيش سعيد..

الحياة قصيرة جداً لا تستحق الحقد والحسد.. البغض والنفاق وقطع الأرحام.. غدا سنكون ذكرى.. فقط أبتسموا وسامحوا من أساء إليكم.. فالجنة تحتاج قلوبا سليمة…. ….

#يارا_الغزاوي

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد