الكرة الفلسطينية بين الماضي والحاضر … منير حرب / الأردن …

0 13٬858

العالم الآن – تتجه انظار ملايين الفلسطينيين في فلسطين والشتات الى دولة الامارات العربية المتحدة لمتابعة المشاركة الثانية لمنتخبهم في البطولة القارية الارفع و تشكل مشاركة منتخب فلسطين أو ” الفدائي ” كما يحب الفلسطينيون اطلاقه على منتخبهم نقطة مضيئة في تاريخ هذه الكرة التي صارعت وقاتلت لتثبت تواجدها عربيا واسيويا وعالميا وهي المشاركة الثانية وعلى التوالي في هذه البطولة الكبيرة في تجسيد حي على تواجد هذا الشعب الحي وعشقه للحياة .

الكرة الفلسطينية ليست وليدة اليوم فقد  عرفت فلسطين كرة القدم مع بداية القرن العشرين وتشكل أول فريق كروي عام 1908 في مدرسة الروضة في القدس.وازدهرت كرة القدم في بداية العشرينات ابان فترة الاحتلال البريطاني لفلسطين وتأسس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم عام 1928 في مدينة القدس وانضمت فلسطين رسمياً للاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1929 وشاركت فلسطين في تصفيات كأس العالم سنة 1934 والذي أقيم في إيطاليا وكانت نتيجة مباراتي فلسطين امام مصر هي الفاصلة في الوصول إلى نهائيات مونديال إيطاليا 1934 وخسرت فلسطين مباراتيها امام مصر في القدس والقاهرة وتأهلت مصر إلى النهائيات. وشاركت فلسطين في تصفيات كاس العالم 1938 وعلى ضوء ذلك كان المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم أول منتخب عربي آسيوي يشارك في تصفيات كأس العالم.

 

وازدهرت الكرة الفلسطينية في بداية الثلاثينات والأربعينات وأنشأت العديد من الفرق الفلسطينية منها نادي الدجاني والأرثوذكسي في القدس، ونادي إسلامي يافا وإسلامي حيفا، وفي عكا النادي القومي وعكا الرياضي، وفي غزة نادي غزة الرياضي والنادي العربي والنادي الأرثوذكسي ومن أشهر اللاعبين الفلسطينيين في تلك الفترة جبر الزرقة، جورج مارديني، ميشيل الطويل، عبد الرحمن الهباب ،رشاد الشوا، حيدر عبد الشافي ،جورج رشماوي.

ولربما سمع العديد عن مباراة كرة القدم التي خاضها المنتخب الفلسطيني أمام المنتخب الأسترالي في مدينة سيدني الأسترالية عام 1939.

هذه المباراة بين فلسطين واستراليا، ستخلق سؤالاً سيبدو للوهلة الأولى سهلاً. من لعب المباراة في المنتخب الفلسطيني، هل هم أحياء، جميعهم أم بعضهم، والأهم أين هم الآن، وإلامَ آلت حياتهم؟

 

جلال جرار، أحد اللاعبين في المنتخب الفلسطيني بتلك المباراة، وهو لاجئ فلسطيني يسكن مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة. بالـ “ضرورة” لا يعرف جلال إلا قلة، ….جلال اليوم رجل تسعيني، ولديه أحفاد وزوجة تقدمت في السن أيضا، انضم لفريق سجن عكا في السابعة عشر من عمره، لقبه “الحية” لقدرته على المناورة والمراوغة خلال لعب كرة القدم، ترأس فريق النادي القومي في عكا في أربعينيات القرن الماضي، قبل النكبة.

على ان الانطلاقة الحقيقية للكرة الفلسطينية كانت مع عودة السلطة الوطنية الفلسطينية إلى الوطن عام 1994 دخلت الكرة الفلسطينية عهدا جديدا بإعادة تشكيل وانتخاب الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم وإعادة عضويته في الاتحاد الدولي لكرة القدم ((الفيفا)) والاتحاد الآسيوي بمساعدة رئيس الاتحاد العربي الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز والاتحادات العربية.

و في العام 1998 انتظمت المسابقات الرسمية المحلية وعادت الكرة الفلسطينية للمشاركة في البطولات العربية من خلال بطولات الاندية والبطولات العربية وفي المسابقات الدولية والقارية.

وسجلت أول مشاركة رسمية للمنتخب الوطني عربيا في تصفيات كأس العرب التي اقيمت في لبنان 1998. كما شارك المنتخب الوطني الفلسطيني في الدورة العربية التاسعة التي اقيمت في الأردن عام 1999 حيث تمكن المنتخب من الحصول على الميدالية البرونزية فيها، كما اختار الاتحاد الآسيوي لكرة القدم منتخب فلسطين كأحسن فريق في آسيا عن شهر أغسطس 1999، وشارك المنتخب الفلسطيني في كأس آسيا 2000 في قطر وفي بطولة غرب آسيا الأولى (كأس الحسين) في الأردن.

 

وفي عام 2001 وبعد أكثر من 66 عاماً، عادت فلسطين إلى المشاركة في تصفيات كأس العالم وحصل المنتخب الفلسطيني على المركز الثاني في المجموعة التي ضمته بعد قطر واختير كأحسن فريق آسيوي عن شهر مارس 2001، كما شارك في دورة ألعاب غرب آسيا بالكويت وفي بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم 2002 والتي أقيمت في سوريا وشارك المنتخب الأولمبي الفلسطيني في دورة الألعاب الآسيوية (بوسان).

وعلى صعيد بطولات الأندية الآسيوية، شاركت الأندية الفلسطينية في تصفيات آسيا للأندية أبطال الدوري والكأس حيث صعد فريق الأقصى الفلسطيني للدور الثاني لبطولة الأندية أبطال الكؤوس على حساب فريق القوة الجوية العراقي وصعد أيضاً فريق القدس إلى الدور الثاني على حساب فريق أهلي صنعاء اليمني.

 

وعلى صعيد منتخبات الناشئين شارك منتخبا فلسطين للشباب والناشئين في تصفيات آسيا للشباب والناشئين في الإمارات العربية المتحدة واليمن.

وقدمت الكرة الفلسطينية في حقبة التسعينات أي منذ عودة الكرة الفلسطينية إلى الكرة العربية والأسيوية العديد من لاعبي المنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم أمثال صائب جندية كابتن المنتخب الذي احترف في صفوف الحسين اربد الأردني وفادي أبو لطيفة الذي احترف في صفوف الفيصلي الأردني وخلدون فهد ومحمد السويركي في الجزيرة، وزياد الكرد الوحدات الأردني وجمال الحولي وعبد الله الصيداوي ورمزي صالح.

 وشارك المنتخب الوطني الفلسطيني في بطولة كأس العرب (بطولة الأمير فيصل بن فهد الثامنة لكأس العرب) والتي اقيمت في الكويت في ديسمبر 2002 وحقق المركز الثالث.

وصل الفدائي للتصنيف 85 عالمياً و12 آسيويا وعربياً وذلك بعد فوزه بلقب بطولة كأس التحدي التي أقيمت في جزر المالديف عام 2014، مما أسفر عن تأهله لأول في تاريخ كرة القدم الفلسطينية إلى نهائيات بطولة أمم آسيا في استراليا 2015، وحصل على جائزة أفضل منتخب في القارة الآسيوية لعام 2014 خلال الحفل السنوي الذي يقيمه الإتحاد الآسيوي.

 

شارك الفدائي في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، واحتل الترتيب الثالث في مجموعته خلف المنتخبين السعودي والإماراتي، رغم عدم حصوله على حقوقه كاملة باستضافة منتخبات المجموعة، لكنه قارع المنتخبين الخليجيين القويين واقتنص التعادل من المنتخب الإماراتي على ستاد الشهيد فيصل الحسيني بالرام، ومن المنتخب السعودي على ستاد عمّان الدولي، كما حقق الفوز على منتخبي ماليزيا وتيمور الشرقيةوليتاهل بكل جدارة للنهائيات .

وهاهو اليوم يخطف اول نقطة في تاريخ مشاركاته الاسيوية مؤكدا ان القادم اجمل .

مقالات ذات الصلة

اترك رد