الموسم السابع – سهير جرادات – الأردن

0 640

العالم الآن – من الواضح أننا وصلنا إلى الموسم السابع من المسلسل اليومي الطويل ” الوطن في مهب الريح ” ، الذي بدأ عرضه منذ سنوات وقد يستمر لمدة غير محددة ، في حلقات قصيرة ومتنوعة، وأحداث سريعة ، تعاقب على اعدادها عدد من المنتجين والمخرجين ، يصلح أن يُطلق عليهم مصطلح “العقول المدبرة” .
هذا المسلسل الدرامي المؤلم ، قُسم لطوله إلى عدة مواسم ، خُصص الموسم الأول لخصخصة مؤسسات الدولة وبيعها ، والموسم الثاني لاضعاف مؤسسات الدولة ، والموسم الثالث ركزعلى تقزيم دور المسؤول ، والموسم الرابع خصص لافقار المواطن ، والموسم الخامس كان لمشروع إعادة هيكلة الجيش العربي الاردني الباسل ، الذي يجري بدعم من وزارة الدفاع الأمريكية ونظيرتها البريطانية ، التي جاهدنا عبر سنوات مضت لإخراجها ، وكف يدها عن جيشنا ، ومازلنا نحتفل بهذه المناسبة ” تعريب قيادة الجيش ” سنويا ، أما الموسم السادس فخصص للفساد ، والسير في طريق عدم كبحه ، وإيهام المواطن بأن العمل جار للحد منه ، والذي يتزامن عرضة مع الموسم السابع الذي يعرض حاليا والمخصص لاسقاط الحكومات شعبيا .

ومن ضمن الموسم السابع، تم عرض حلقة خصصت لتبادل المنافع بين السلطة التنفيذية والتشريعية ، وعُرفت بـ”فضيحة التعيينات “، إلا أن الحبكة التي أبدعها المؤلف ، عندما سُربت معلومات بأن نائب رئيس الوزراء أبلغ الملك حرفيا ، خلال زيارته المبرمجة مسبقا لرئاسة الوزراء للاطلاع على البرنامج والأعمال الحكومية المقبلة ، في رده التوضيحي حول الفضيحة،عن أحد المعنيين :” لا شفناه ، ولا قابلناه ، لكن الرئيس يقول : إنه صديق له ، وذو كفاءة !”.
حلقة هذا الأسبوع ، يراد منها توجيه رسالة للخارج قبل الداخل؛ مفادها بأن
الأمور في البلاد “خربانة” ، وذلك عندما كشفت أن الاساءة إلى مجلس النواب ، واضعاف الحكومة ، بقصد إثارة الرأي العام ضدهما، أمر مقصود ، الغاية منه اضعاف الدولة بهدف تسهيل تنفيذ المخططات الخارجية الخطيرة التي تحاك ضد الأردن ووجوده .
مجريات الحلقة على الرغم من ضعفها، كانت مثيرة للسخرية ، خاصة عند
المقطع الذي عرض ردود أفعال رئيس الحكومة ، بعد أن صرح بأنه لا يعفي نفسه من تعيينات أشقاء النواب ، وقد لا تكون جميعها صحيحة !، إلا أنه بالوقت ذاته لا يرى عيبا في تعيين شقيق نائب أو وزير” ، لتأتي المفاجأة الكبرى باصدار تعاميم صادمة حول ، “ضرورة اجراءات التعيينات في الوظائف القيادية والعليا في المؤسسات والدوائر الحكومية، دون واسطة أو محسوبية لأي كان ،وحسب الكفاءة والأحقية في التعيين ،!!؟؟” ، متجاهلا انه أول من خرق هذه التعليمات ، وبكل جرأة .
في هذه الحلقة ، سقطت الحكومة إداريا ، بعد أن سقطت سياسيا وقبلها
اقتصاديا ، ومن المعروف أن نهاية الانهيار الاقتصادي انهيار للمؤسسة أو للدولة، وبالتالي لا يوجد حل إلا فتح باب المزاد العلني على باقي الموجودات لحماية ما يمكن حمايته.
لا ندري ، إذا كانت حلقة الاسبوع الماضي تمهيدا الى حلقة رحيل الحكومة ،
وتكبيدنا المزيد من المديونية جراء تَحمل رواتب وزراء ورئيس وزراء ، بالتأكيد في حال الاصرار على عدم تغييرالنهج ، ستبقى الحال على ما هي عليه..
والآن ، بدأ الاعداد لموسم ” قبل أن تطير البلد” ، الذي يعد تقدمه للموسم الأكثر إثارة ورعبا ،وهو موسم ” البلد طارت ” ، الذي يتم حاليا كتابة السيناريو الخاص بحلقاته .
نحن نعلم إلى أي موسم وصلنا من المسلسل ، لكن عدد المواسم التي يتألف منها
المسلسل ما زالت مجهولة بالنسبة لنا ، وكلنا ينتظر بترقب وقلق شديدين وصول المسلسل إلى الموسم الذي يتم فيهالكشف عما ينتظرنا كبلد وشعب، من مستقبل مبهم ..
[email protected]

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد