قصيدة … “عن الشعر” …. للشاعر : أكثم حرب ( التيابي ) – الأردن –

0 3٬179

العالم الآن – “عن الشعر”

طَيفٌ مِنَ الهَمِّ ، بَابي أَمسَ قَد طَرَقَا

فَقَرَّحَ الهُدبَ ، والأَجفَانَ ، وَالحَدَقَا

بَدري الَّذي ، طولَ عُمري كَانَ مُؤتَلقًا

مِنْ زَائرِ الهَمِّ ، هَل أَلقاهُ مُؤتَلِقَا ؟

عَلى جِراحِ الهَوى ، صَبَّرتُ قَافِيَتي

تِلكَ الّتي خَلَّفتْ رُوحي هُنَا مِزَقَا

وعَاتَبَتْني عَلى لَهوي ، وقَد كَشَفَتْ

ضَفَائري ، عَنْ بَيَاضٍ بَانَ ، واتَّسَقَا

وَصَاحَبَتني إلى الأَرجَاءِ قَاطِبَةً

كَمْ أَطعَمَ البُعدُ أَشعاري ، كَذا وَسَقى

شِعري ، وَأَشهَدُ ، كَمْ سَرَّيتَ عَنْ نَفَسي

مِنْ بَعدِ مَا ضَاقَ ، أَسبابَ الهُمومِ رَقَا

وَطَالعَتْهُ وُجوهٌ ، خَالَها أَمَلًا

يَرجُوهُ ، فارتَدَّ مَخدُوعًا ، قَدِ انزَلَقَا

كَمْ مَرَّةٍ ، دُبِّجَتْ فِيهمْ ، ومَا فَتَرَتْ

قَصَائِدي ، وَغَدَا الدِّيوانُ مُحتَرِقَا

وَنَازَعتني طَويلًا ، لَهفَةٌ لَهُمُ

فِي سُرعَةِ السَّهمِ ، مَرَّ الحُبُّ ، أَو مَرَقَا

بَرُّ الهَوى لُجَّةٌ كَالبَحرِ خَادِعَةٌ

فَكيفَ يَرجُو الهَوى أَنْ أَحذَرَ الغَرَقَا ؟

وَكيفَ يبحثُ عنْ ذَاتي ، وَبادِيَةٌ

مَلامحي ، كُلُّها تُنبِيكَ أَيَّ شَقَا

وَأَيَّ حُزنٍ ، وحِرمانٍ يُرافِقُني

مِنْ أَوَّلِ الدَّربِ ، إذْ مَلَّ الحَزينُ بَقَا

يَا مَارِدَ الشِّعرِ ، إِنَّ الشِّعرَ أَرهَقَني

هَلَّا خَرَجْتَ بِلا سِحرٍ ، بِغَيرِ رُقَى ؟

قَالوا : لَقَد جُنَّ ، يَهذي دَهرَهُ ثَمِلًا

مَهلًا ، جُنُوني جُنونَ العَقلِ قَد سَبَقَا

مِدَادُهُ البَحرُ ، وَالأَموَاجُ شَاهَدَةٌ

كَذَا وَيجعَلُ مِنْ أَصدَافهِ وَرَقَا

أَنقَى القَصَائِدِ ، ما كَانَ الجُنونُ لَها

صِنوًا ، وهَلْ مِثلُ أَشعارِ الجُنونِ نَقَا ؟

الشِّعرُ مِثلُ رَصاصٍ تَستَجيبُ لَهُ

أَعتَى الرِّقابِ ، إِذا جُدرانهَا اختَرَقَا

الشِّعرُ أَقوى سِلاحٍ ، في مُوَاجَهَةٍ

مَعَ الظَّلامِ ، إذا أبوابهُ طَرَقَا

هُوَ الحياةُ ، إذا ما المَوتُ غَيَّبَني

يَبقى ، لَيسقيَ قَبريَ كُلَّما بَرَقَا !

مقالات ذات الصلة

اترك رد