إتهام فيسبوك بمساعدة المتطرفين

0 257

العالم الآن – بينما تواجه «فيسبوك»، التي يتابعها ملياران ونصف مليار شخص، وربحت في العام الماضي 22 مليار دولار، تحقيقات في الكونغرس لدورها في تدخل روسيا بانتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016، وبينما دعا واحد من الذين أسسوها إلى تقسيمها، لأنها صارت «عملاقة وخطرة»، قالت مؤسسات محايدة تراقب الإنترنت إن «فيسبوك» توفر «تسهيلات إلكترونية» للمنظمات والأفراد الذين ينشرون التطرف والعنف. ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، أمس (الجمعة)، أن واحدة من هذه المؤسسات المحايدة، «المركز الوطني للحذر» في واشنطن العاصمة، كشفت أن «فيسبوك» تشجع جماعات مرتبطة بالإرهاب، وذلك بتقديم تسهيلات إلكترونية يمكن للإرهابيين استغلالها. وكانت «فيسبوك» بدأت في استخدام وسائل إلكترونية متطورة، وأنظمة للذكاء الاصطناعي في مواقع التواصل الاجتماعي لمراقبة النشاطات الإرهابية، وذلك لعدم نجاحها في أن تفعل ذلك بشرياً.

نشر «المركز الوطني للحذر» تقريره بعد دراسة خمسة شهور، شملت صفحات تضم ثلاثة آلاف عضو، منهم من وضع علامة «لايك» (إعجاب)، ومنهم من تواصل مع منظمات تُوصَف بأنها إرهابية من قبل الحكومة الأميركية.

توصل المركز إلى أن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» كانا «ناشطين علناً» في «فيسبوك»، وأن برنامج «فيسبوك» الجديد، بدلاً من زيادة كشف النشاطات الإرهابية، كان، في الواقع، يؤسس مقاطع فيديو «احتفالات»، أو «ذكريات»، للصفحات المتطرفة، وأن المتطرفين أقبلوا على البرنامج الجديد بسبب كثرة شعبيته، وميله نحو الإعلام الترفيهي.

وقال تقرير المركز، المكون من 48 صفحة، إن «الجهود التي بذلها (فيسبوك) للقضاء على محتوى الإرهاب كانت ضعيفة وغير فعالة». وأضاف: «يثير القلق بشكل أكبر أن (فيسبوك) كانت تعمل على إنشاء محتوى إرهابي، والترويج له، من خلال نظام النشر التلقائي الذي طُوّر أخيراً». في الجانب الآخر، نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» إن «فيسبوك» سارعت ونفت هذه الأخبار. وقالت إن البرنامج الإلكتروني الجديد «يزيل المحتوى المرتبط بالإرهاب بمعدل نجاح أعلى بكثير مما كان عليه الحال قبل عامين». وأضافت «فيسبوك»، في بيان: «لا ندعي ضبط كل شيء. لكن، نظل متيقظين في جهودنا ضد الجماعات الإرهابية في جميع أنحاء العالم».

وقالت مجلة «تايم» أول من أمس إن البرامج الإلكترونية التي وضعتها «فيسبوك» في موقعها لكشف النشاطات الإرهابية هي المسؤولة عن استغلال المنظمات الإرهابية لها، وإن المسؤولين في «فيسبوك» لم يتعمدوا تقديم أي مساعدة لأي منظمة إرهابية. من ناحية أخرى، قال تلفزيون «سي إن إن»، أول من أمس، إن كريس هيوز، المؤسس المشترك لشركة «فيسبوك»، اقترح تقسيم الشركة إلى شركات فرعية. وقال إن سبب ذلك هو أن «نجاحات (فيسبوك) تستعجل انهيارها». وذلك لأن الشركة صارت «عملاقة وخطرة»، وأنها، عكس أي شركة أخرى عالمية «تدخل البيوت، والأفكار، والعقول، والقلوب». في العام الماضي، رفض قاضٍ اتحادي في نيويورك النظر في قضيتين ضد «فيسبوك»، بأنها تدعم الإرهاب، لأنها تسمح لمنظمات فلسطينية باستخدام موقع التواصل الاجتماعي لدعم الإرهاب، خصوصاً ضد اليهود. وقال القاضي نيكولاس جاراوفيس إن الدعوى التي رفعها محامون نيابة عن 20 ألف إسرائيلي، والدعوى التي رفعها محامون نيابة عن عائلات ضحايا إسرائيل في عمليات تنظيم «حماس»، لا تعتمد على أدلة قوية. وكانت «فيسبوك» جنّدت مجموعة من المحامين للدفاع عنها أمام القاضي. وأشارت إلى جهود سابقة لها لمنع الإرهابيين من استغلال موقعها. في الوقت ذاته، تواجه «فيسبوك» انتقادات بانها تنقاد لقوانين حكومية، في دول مثل الصين، قلّلت حرية التعبير في موقعها. في العام الماضي، قال بيان أصدرته «فيسبوك» إنها تستخدم «معايير عن المسموح والممنوع بشكل لا يحدّ من حرية التعبير في الموقع»، وإنها لن تسمح بأن تكون «فيسبوك»… «منبراً لنشر لإرهاب والتطرف، والكراهية، والمواد غير الأخلاقية»، وإنها لا تدعم «قادة المنظمات الإرهابية والإجرامية، أو الإشادة بهم، أو الموافقة على نشاطاتهم»، وإنها «تحظر التعري في كثير من الحالات، عدا في حالات مثل الفن، أو في مناقشة حالات طبية أو تصوير الرضاعة الطبيعية».
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد