” شلن ” الوالدة – هيثم العجلوني – فلوريدا

0 660

العالم الآن – كانت والدتي اطال الله في عمرها تُبخششني دون اخوتي سرّاً كل يوم جمعه مبلغ وقدره ( شلن ) وذلك نظير مساعدتي لها طوال الاسبوع !! ” شلن ” كان يكفي يومها لحضور فيلم اضافة الى ؛ أمّا أجرة السرفيس او زجاجة كولا او يا محتار قطعة حلْوى ولجنابك حرية الاختيار ، وقد كانت ارصفة الساحات المؤديه الى دور السينما حينئذٍ يفترشها بالتساوي المتسولون وبائعي الكتب القديمه ، ولجنابك ثانية القرار وحرية الاختيار ، انه شلن ، له لحم ولكن الحقير كان بلا شحم ، فإن نجا قصير العمر من تسونامي الصدمات العاطفيه او الشفقه ، كان احياناً أما يجعلني ( أنحرف ) ! فاشتري بكلّه كتاب غالباً ما يحتوي على ما تيسّر من بكائيّات او احزان ، او ان نجوت به ثانية وأكملت الطريق الى السينما يكون الفيلم بُكائيّة اخرى ، شيء من البؤس ، او نوع من انواع ( البؤساء ) ، هكذا كنّا ، جيلاً بأكمله ، نذهب الى السينما لنبكي أحزانها ، او نقرأ الكتب لنزداد حزناً او لنزيد حزنها حزناً ! وكأنها متلازمة حزن سريه يا مولانا ، فالذين يفقدون أمّهاتهم كانوا يبكون مع فاتن حمامه ، والذين تهجرهم حبيبه ، يبكونها مع عبد الحليم حافظ ، والذين يريدون ان يفشّوا خلقهم في المرأة يقرأون ل نيتشه ، ومن كان منا على سفر ويريد تغيير العالم في نحو ساعتين او اقل ، يقرؤون جبران خليل جبران ، اطلنا عليكم ؟ ومن كان له في فن التحليق دون طيران يقرأ يا طويل العمر لتوفيق العظيم ، المعروف ايضاً بتوفيق الحكيم !! وإذا نجونا من عصف المزاج وخرجنا من جدلية اهل الكهف بنجاح ، نستثمر الشلن في فيلم ” كاوبوي ” نخرج منه أبطالاً لا يعوزنا بعده سوى الخيل والبقر والمسدسات ، وطبعاً حينئذٍ بلا شقراوات ، ولكن كان لا غنى لنا ابداً عن صدى المتنبّي ” الخيل والليل والبيداء تعرفني ” ………..🦅🌴
لمن يتابع سيتبع…….

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد