السراويل الواسعة عمرها نحو قرن ولم يؤثر الزمن على أناقتها

0 343

العالم الآن – 2019 كان عام الأزياء الفضفاضة، ومن ضمنها السراويل التي قدمت للمرأة خياراً يحقق الراحة والأناقة على حد سواء.
وجاء ظهور دوقة كامبريدج، كيت ميدلتون، ببنطلون مستقيم وواسع ليؤكد هذه الصيحة، خصوصاً أنها معروفة بميلها عادة إلى التصاميم المفصلة والمحددة على الجسم.
كيت ميدلتون اعتمدت أكثر من تصميم من هذا النوع، بعضها بتصميم كلاسيكي وخصر مرتفع، وبعضها «كاجوال» مستوحى من أزياء البحارة.
كما احتل البنطلون واسع الساق مكانة بارزة في خزانة الممثلة والمغنية الأميركية جينفر لوبيز، بينما اعتمدته المصممة فيكتوريا بيكهام في عدة مناسبات.
وعلى منصات عروض الأزياء ظهر البنطلون الفضفاض بأكثر من أسلوب؛ كانت البداية بالتصميم المطوي عند الخصر، وبخامات ناعمة، ثم تطور إلى خيارات «سبور»، مثل تصميم «البايبر باغ» المزود بحزام يضم الخصر، كذلك سروال «الكارغو» المصمم بجيوب وظيفية لمناسبات النهار.
وقدمته دار «جيفنشي» ضمن تشكيلتها للربيع والصيف بخصر عال وتصميم مطوي، وهو الاتجاه نفسه الذي سارت عليه دار «سيلين» التي قدمت مجموعة من البدلات الرسمية ببنطلونات واسعة الساق، وأخرى «سبور» اعتمدت فيها على الدنيم المغسول.
أما المصمم مارك جاكوبس، فطرحه من الساتان والحرير، الأمر الذي أدخله مناسبات المساء بسهولة. ولا يبدو أن هذه الصيحة ستختفي بعد انتهاء الصيف، فقد ظهرت أيضاً في تشكيلات الخريف والشتاء المقبلين.
مفهوم آخر يمثل اتجاهاً لهذا الموسم، وربما يظهر كاتجاه في الموسم المقبل، وهو ما يراه بعض المصممين كنهاية التمييز بين الأزياء الرجالية والنسائية. فكثير من المصممين قدموا إبداعات تناسب الجنسين، ليدللوا على أن الموضة لم يعد لها جنس معين.
ومن هذا المنظور، قُدمت السراويل واسعة الساق ضمن تشكيلة دار «غوتشي»، التي نسقتها مع قمصان تناسب الجنسين، وفي بدلات عصرية قدمتها دور أزياء مثل: بالنسياغا، وفالنتينو، وأوسكار دي لا رنتا، وتيبي، ونينا ريتشي، وروكساندا، وألكساندر وانغ.
وبدت السراويل الفضفاضة في تشكيلة كلوي لخريف وشتاء 2019 ناعمة ومريحة بشكل خاص، مع شد منطقة الخصر حتى تضفي على الإطلالة المزيد من الإثارة.
والعملية كانت ضمن أزياء تلك الحقبة التي كانت متأثرة هي الأخرى بموضة الثلاثينات، مما يشير إلى أن هذه السراويل لها تاريخ طويل حمل رسائل لها دلالات عن وضع المرأة عبر التاريخ.
وكانت الأرجل العريضة والسراويل عالية الخصر عنصراً رئيسياً في الأزياء من عشرينات إلى خمسينات القرن الماضي. ففي العشرينات، ساهمت المصممة الأيقونية كوكو شانيل في ظهور السراويل كاتجاه نسائي، رغم أنها كانت اتجاهاً مرفوضاً وقتها.
أما ظهور السراويل الواسعة بالتحديد، فكانت مستوحاة من الملابس الآسيوية، حيث لم تجرؤ النساء في العشرينات على اعتماده خارج المنزل، بينما اقتصر الأمر على بيجامات تسمح بالحركة داخل المنزل، في حين أنه كان قطعة مميزة للأزياء الرجالية. وتدلل صحيفة «الغارديان» على ذلك بنشر صورة تعود إلى عام 1925 للمغني الراقص الاسكوتلندي جاك بوشانان يرتدي سروالاً بأرجل مستقيمة وواسعة.
وتطور الأمر في الثلاثينات، وبدأ السروال واسع الساق المصمم من الحرير يتحول إلى قطعة مرتبطة برحلات الشاطئ، وأطلق عليه في ذلك الوقت «بيجامة الشاطئ»، وظهرت هذه القطعة كغلاف لأحد أعداد المجلة النسائية الشهيرة «Mccalls» عام 1930.
وفي أواخر الثلاثينات، ظهر تصميم التنورة المقسمة أو «كولوتيس»، وتحول إلى قطعة تناسب الخروج للعمل. واكتملت هذه الحركة في الأربعينات، تزامناً مع الحرب العالمية التي دفعت كثيراً من النساء إلى الخروج إلى العمل بدلاً من الرجال.
وهناك صورة تعود إلى أربعينات القرن الماضي للممثلة الأميركية كاثرين هيبورن معتمدة سروالاً مطوياً بتصميم قريب لما قدمته الموضة في 2019. لكن في الخمسينات، اختفى البنطلون لصالح التنورة المستديرة، ليعود مرة أخرى في السبعينات. وبين الاختفاء والعودة، عادة ما تصبح الموضة أكثر جنوناً ودراماتيكية، وهو ما شاهدناه بالفعل في أزياء السبعينات التي ما زالت تلهب حس المصممين حتى وقتنا هذا.
نصائح للتنسيق
ترى مستشارة الموضة ميار بديع أن البنطلون الفضفاض خيار مناسب لهذا العام، وتقول: «يمكن أن يكون أنيقاً للغاية إذا كان محدداً عند الخصر». ففي هذه الحالة، يُبرز جمال الخصر، ويعزز الأنوثة، وفي الوقت ذاته يزيد من طول السيقان، لا سيما إذا تم تنسيقه مع حذاء بكعب عال».
بيد أن ميار تنصح بضرورة اختيار البنطلون بمقاس مناسب من ناحية الخصر، وتنسيقه مع قطعة محددة على الصدر لتبرزه أكثر، وتتابع: «البنطلون الواسع قطعة مناسبة لجميع الأجسام تقريباً».
ومن ناحية أخرى، أشارت ميار بديع إلى أن هذا التصميم بمثابة «جوكر» يُمكن تنسيقه نهاراً ومساءً، في المناسبات العادية وفي أماكن العمل أيضاً، وتقول: «يمكن للمرأة أن تنسق سروالاً بساق عريضة مع تي شيرت لإطلالة سبور، كذلك يمكن اعتمادها مع سترة جلدية. أما لإطلالات العمل، فلا مانع من اختيار سترة رسمية».
ورغم أن الألوان الداكنة هي المفضلة دائماً بالنسبة للمرأة لأنها تُشعرها بالأمان، فإن ألوان الصيف تميل إلى الألوان الفاتحة، بما فيها الأبيض الذي يمكن أن يكون إضافة رائعة لخزانة أي امرأة.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد