الزواج حرية وليس تقييد للطموحات والآمال – بسام العريان

0 311

العالم الآن – الزواج حرية وليس تقييد للطموحات والآمال؟

والإسلام او الزواج ليس عائقا أمام التحرر والتنوير واكتساب المرأة حقوقها ونيل حريتها، كما تزعم المدرسة الاستعمارية وورثتها الجدد؛ الذين يزدرون الإسلام ويمقتونه في بواطن نفوسهم

إذ يقوم الإسلام على مبدأ تكريم النفس البشرية والمساواة الكاملة في المكانة الوجودية والأخلاقية للإنسان، دون تمييز بين الإناث والذكور. لذلك كثيرا ما يتردد في القرآن نداء “يَا أَيُّهَا النَّاسُ”، وَ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا”، ولا نجد خطابا حصريا موجها للرجال أو النساء، إلا في حالات نادرة ومحدودة. وعلى هذا الأساس، نحن لا نرى تناقضا بين الالتزام بالدفاع عن المرأة وحقوقها كاملة غير منقوصة من جهة، واحترام الإسلام وتقدير دوره، في إطار ما أسميته سابقا “النسوية إسلامية”.

الإسلام دين تحرري في جوهره، منح المرأة مساحة واسعة من الحقوق ورفع عنها القيود والأغلال الاجتماعية، وإن كان الكثير مما في المدونات الفقهية وليد عصره وبيئته، وَذَا منزع رجولي محافظ لا ينسجم مع موقع المرأة في المجتمع الحديث. من هنا تتأتى أهمية تجديد الاجتهاد في قضايا المرأة؛ بما يستجيب لروح العصر والتحولات الناشئة في أوضاع الاجتماع البشري وأصول الإسلام ومقاصده العليا.

إن الإسلام ليس عائقا أمام التحرر والتنوير واكتساب المرأة حقوقها ونيل حريتها، كما تزعم المدرسة الاستعمارية وورثتها الجدد؛ الذين يزدرون الإسلام ويمقتونه في بواطن نفوسهم، جرّاء عقد الاستعلاء والتمركز حول الذات، أو لنزوع يساري متطرف. ودع عنك خدعة “ديننا الحنيف” التي تدبج بها خطابات بعض السياسيين لتجنب مصادمة الرأي العام..

نحن مع مبدأ المساواة ورفض كل أشكال التمييز أو الانتقاص من حقوق المرأة بأي مبرر من المبررات، ولكن من الخطأ التاريخي والسياسي بعث رسالة مفادها أن النضال من اجل تمكين المرأة وتحسين أوضاعها معركة ضد الدين والهوية، بزعم أن الإسلام يضطهدها ويحط من شأنها ويغمطها حقوقها. والمعادلة بهذا المعنى حادة قاسية: فإما أن تختار المرأة خط التحرر أو خط الإسلام. ما يجهله متبنو هذا التوجه، هو أن قراءتهم هذه من شأنها أن تضعف الحركة النسوية، وتغذي الشكوك ضدها لدى قطاعات واسعة باي بلد مسلم

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد