الشبكة السورية : هيئة تحرير الشام تقتل ناشطا كان في عداد المختفين قسريا لديها

 العالم  الان-  تقوم سياسة هيئة تحرير الشام (تحالف يضم تنظيم فتح الشام “جبهة النصرة” وعدد من فصائل المعارضة المتشددة) على تخويف وإرهاب المجتمع عبر ممارسة سياسة اعتقال تعسفي عنيفة، ثم تنكر وجود هؤلاء المعتقلين لديها ليتحول مصيرهم إلى مختفين قسرياً، ولاحظَ فريق الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن استراتيجية هيئة تحرير الشام مركزة على استهداف النشطاء البارزين والشخصيات الاجتماعية؛ بقصد تخويف بقية أفراد المجتمع، وهذا بدا بشكل أكثر وضوحاً عندما توسَّعت سيطرة هيئة تحرير الشام على محافظة إدلب منذ تموز/ 2017، حيث مارست بحقهم سياسة التهديد أو الاعتقال والإخفاء والتعذيب، أو النفي إلى مناطق سيطرة المعارضة الواقعة خارج مناطق سيطرتها، وحظرت عليهم العودة حتى بعد وفاتهم، وقد سجلنا عدداً كبيراً من الحالات التي رفضت فيها هيئة تحرير الشام دفنَ الأُسَرِ جثامين أقربائها المنفيين، وقد أدَّت هذه الاستراتيجية إلى تخفي عدد كبير من النشطاء أو فرارهم نحو تركيا ومحاولة دخولهم بشكل غير نظامي بعد أن أغلقت السلطات التركية الحدود منذ عام 2015، وبالتالي أُفرغت تقريباً مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام من الكوادر الإعلامية والطبية والمدنية بشكل عام، كما أدى ذلك إلى إيقاف عدد كبير من الدول والمنظمات الدولية الدَّعمَ عن المنظمات الإغاثية والطبية والمدنية العاملة في المناطق التي سيطرت عليها هيئة تحرير الشام خوفاً من هيمنتها على تلك المساعدات وبالتالي ربط تلك الدول أو المنظمات في التَّسبب بدعم هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابياً من قبل المجتمع الدولي ومجلس الأمن.

ولم تدفع الهجمة البربرية العنيفة التي تقوم بها القوات الروسية والسورية منذ 26/ نيسان/ 2019 على منطقة خفض التصعيد الرابعة في شمال غرب سوريا، ومع كل ما تسبَّبت به الهجمات العشوائية من قتل وتدمير ومجازر وموجات نزوح هائلة للسكان، لم تدفع هيئة تحرير الشام إلى التوقف عن عمليات الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري، بل استمرَّت في رفض مطالبات الأهالي المتكررة بالكشف عن مصير أبنائها والسماح لهم بزيارتهم ومعرفة أسباب اعتقالهم وتعذيبهم، وكانت مطالباتهم تلك دون أية جدوى، فقد استنخست الهيئة سياسة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري في اعتقالِ المواطنين دون مذكرة اعتقال أو توضيح سبب الاعتقال والجهة التي تقوم بعملية الاعتقال، ومنعِ القضاء العادل المستقل من الوجود أو العمل.

الشبكة  السورية  لحقوق  الانسان