وفاة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك عن 86 عاما

0 341

العالم الآن – توفي الخميس الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك، احد اقطاب اليمين والرجل الذي قال “لا” لحرب العراق عام 2003، عن عمر 86 عاماً، وتوالت ردود الفعل الدولية التي اشادت بمزاياه الشخصية والسياسية.

وكان شيراك واحداً من أكبر شخصيات اليمين الفرنسي، وأظهر طوال حياته السياسية الطويلة والغنية بالنجاحات الباهرة ولكن ايضاً بالاخفاقات، قدرات استثنائية على تجاوز الصعوبات والحضور مجددا.

وارتبط اسمه أيضاً بعدة قضايا قضائية، وكان اول رئيس فرنسي يحكم عليه القضاء.

وقال سالا-بارو زوج ابنته كلود شيراك لوكالة فرانس برس إن “الرئيس جاك شيراك توفي هذا الصباح بين عائلته، وبسلام”.

وعلى الفور، لزمت الجمعية الوطنية الفرنسية ومجلس الشيوخ دقيقة صمت في ذكراه.

وسارع قادة العالم إلى الإشادة به، وأشار بعضهم بتأثر إلى صداقاتهم مع هذا الرجل الذي حكم فرنسا لمدة 12 عاماً، بين 1995 و2007.

وعبّرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن “حزنها البالغ”، واشادت ب”شريك رائع وصديق”، فيما تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن زعيم “حكيم وصاحب رؤية”.

ووصفه رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الذي كانت تجمع شيراك صداقة متينة بوالده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، بأنّه “رجل من أعظم الرجال الذين أنجبتهم فرنسا”.

كذلك، عبرّ رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر عن “التأثر البالغ”، وتحدث عن “رجل دولة عظيم وصديق مقرب”.

بدوره، أشار رئيس وزراء اسبانيا بيدرو سانشيز إلى “قائد طبع السياسة الأوروبية”، فيما أشاد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون ب”زعيم سياسي رائع رسم مصير” فرنسا.

وفي فرنسا، عبّر الرئيس الاسبق نيكولا ساركوزي عن “الحزن البالغ”. وقال إنّ شيراك “لم يتنازل عن أي شيء بشأن استقلاليتنا، كما لم يتنازل عن التزامه الأوروبي العميق”.

وقال رئيس الوزراء الفرنسي الاسبق فرنسوا فيون ان شيراك كان احد “اسود السياسة الفرنسية”.

-“بيتنا يحترق”-

لم يظهر شيراك علنا في السنوات الماضية الا نادرا، وتولى خلال حياته السياسية رئاسة الوزراء مرتين، فيما ترأس بلدية باريس ثلاث مرات، وأسس حزباً وشغل مناصب وزارية في عدد من المناسبات.

وسيذكر العالم شيراك بشكل أساسي بسبب معارضته الولايات المتحدة برفضه الدخول في حرب العراق عام 2003. وفي حينه، قاد وزير خارجيته دومينيك دو فيلبان المعركة الدبلوماسية في الأمم المتحدة باسم “بلد قديم، فرنسا، وقارة عجوز (…) أوروبا (…) عرفت الحروب والاحتلال والوحشية”.

على الصعيد الداخلي، تميزت رئاسته بإنهاء التجنيد العسكري وباعترافه بمسؤولية الدولة الفرنسية عن جرائم من كانوا متواطئين مع النازية وبجعله ولاية الرئيس خمس سنوات، وايضاً بتوجيهه نداءه البيئي الشهير خلال قمة الأرض عام 2002: “بيتنا يحترق”.

وتولى شيراك رئاسة الجمهورية الفرنسية لـ12 عاما، ما جعله الرئيس الفرنسي الذي قضى اطول فترة في السلطة بعد الحرب، بعد سلفه الاشتراكي فرنسوا ميتران.

ظل يحظى بشعبية كبرى بعد مغادرته السلطة، لكنه تعرّض خلال حياته السياسية لهزائم انتخابية قاسية. وفي العام 1988 هزمه فرنسوا ميتران الى حد أنّ زوجته برناديت صرحت يائسة “ان الفرنسيين لا يحبون زوجي”.

وبعد 12 عاماً، أدى حل الجمعية الوطنية الذي كان يفترض ان يعزز غالبيته في هذا المجلس الى هزيمة قاسية لليمين في فرنسا.

في عام 2007، اضعفته جلطة دماغية كانت قد أصابته للمرة الأولى عام 2005. وخلال ذلك العام، شهد على انتصار نيكولا ساركوزي بالرئاسة بعدما تدهورت علاقاتهما في السنوات القليلة السابقة.

بعد ذلك، بدأ ظهوره العلني يقلّ، ومن تداعيات المرض الذي ألم به مؤشرات الى فقدان الذاكرة وحالات غياب عن الوعي، بالإضافة إلى الصمم.

كما عرف شيراك متاعب مع القضاء بعد انسحابه من الحياة السياسية. ففي العام 2011 اصبح اول رئيس سابق يحكم عليه في فرنسا بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ في قضية وظائف وهمية في بلدية باريس حين كان يتولى رئاستها.

ومنذ مغاردته قصر الاليزيه، كان شيراك يعيش مع زوجته برناديت في باريس. وهو أب لابنتين، لورنس التي توفيت في نيسان/ابريل 2016 وكلود التي كانت مستشارته الاعلامية.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد