تجدد الصدامات في هونغ كونغ تزامنًا مع احياء ذكرى “حركة المظلات”

0 208

العالم الآن – اندلعت مواجهات جديدة في هونغ كونغ السبت حيث استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين ألقوا قنابل المولوتوف والحجارة بعدما احتشد عشرات الآلاف في تظاهرة سلمية بحديقة قريبة.

وتجمّعت حشود ضخمة لإحياء الذكرى الخامسة لـ”حركة المظلات” المدافعة عن الديموقراطية والتي فشلت في تحقيق مكاسب لكنها أسست للاحتجاجات الواسعة التي تهزّ المدينة حاليًا.

وتجمّع عشرات الآلاف في حديقة خارج برلمان المدينة، وهو الموقع ذاته الذي كان مركز تظاهرات العام 2014.

واحتشدت مجموعة أصغر على الطريق قبالة المبنى حيث ألقى ناشطون ملثمون الحجارة وقنابل المولوتوف على مقر الحكومة القريب.

وردّت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع وباستخدام خراطيم المياه التي أضيف إليها غاز الفلفل. وسرعان ما تم تفريق الحشد.

وأعادت المشاهد إلى الأذهان “حركة المظلات” عندما خرجت حشود بعد إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع على مسيرة قادها الطلبة قطعت الطريق ذاتها. وعرف الحراك بهذا الاسم نسبة للمظلات التي استخدمها المتظاهرون لحماية أنفسهم من الشرطة.

واندلعت التظاهرات السابقة والحالية جرّاء مخاوف من خنق الحريّات في ظل نفوذ بكين في المدينة الصينية التي تتمتع بحكم شبه ذاتي وانتشار مشاعر الإحباط من غياب الانتخابات المباشرة.

لكن يبدو أن التظاهرات اتّخذت طابعًا أكثر تشدداً مع مرور السنوات. فمقارنة مع الاحتجاجات الحالية، كانت تظاهرات العام 2014 أقل حدة إذ كان المشاركون يدرسون في المخيمات ويعيدون تدوير نفاياتهم بينما تجنّبت الشرطة الدخول في مواجهة مباشرة معهم خلال احتلالهم الذي استمر 79 يومًا عند ثلاثة تقاطعات طرق رئيسية.

– “لا انجازات” –

وقالت المهندسة يوان (29 عامًا) لفرانس برس “أعتقد أن الناس استعدوا لمعركة طويلة الأمد. الحصول على الديموقراطية من الحزب الشيوعي الصيني ليس أمراً سهلاً”.

وأضافت أنها لم تشارك كثيراً في تظاهرات 2014 لكنها شعرت هذا الصيف بضرورة النزول إلى الشارع خصوصا بعدما اتُّهمت الشرطة بالرّد بشكل بطيء للغاية على مجموعة من أنصار بكين هاجمت المحتجين في أواخر تموز/يوليو.

وقالت إن “سلوك الشرطة كان حافزا رئيسيا لتظاهر الناس”.

ودافع كثيرون ممن شاركوا في تجمّع السبت عن لجوء الناشطين الأكثر تشدداً الى العنف وتحدثوا بمرارة عن الأجواء الأكثر احتفالية التي طبعت “حركة المظلات”.

لكنّهم أشاروا إلى أن رفض بكين منحهم الديموقراطية، إضافة إلى تراجع الحريّات، دفعهم لتشديد مواقفهم.
وقالت الطالبة تشان (20 عامًا) “لو أن أهالي هونغ كونغ نجحوا في تحقيق مطالبهم عبر الحراك السلمي والعقلاني بدون عنف، ما كنّا احتجنا لاتّخاذ نهج أكثر راديكالية.”

وأضافت “لم يتحقق أي إنجاز من خلال حركة المظلات السلمية”.

لكن حركة المظلات قدّمت جيلاً جديداً من أهالي هونغ كونغ لقيادة التحرّك.

وفي وقت سابق السبت، أعلن القيادي البارز السابق في الحراك الطلابي الذي سجن لمدة وجيزة بسبب دوره في تنظيم احتجاجات 2014 جوشوا وونغ أنه سيترشح لانتخابات المجلس المحلي المقبلة.

وعاد مؤخراً من الولايات المتحدة حيث أدلى بشهادته أمام لجنة بالكونغرس عن تراجع الحريّات في هونغ كونغ، ما أثار حفيظة بكين.

– ذكرى تأسيس جمهورية الصين الشعبية –

واندلعت احتجاجات الصيف رفضا لقانون ألغي لاحقًا كان سيسمح بتسليم المطلوبين للسلطات في البر الصيني.

لكنها تحوّلت لاحقًا إلى حراك أوسع يدعو إلى الديموقراطية ومحاسبة الشرطة بعدما اتّخذت بكين ورئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام موقفًا متشدداً.

ويعتزم الناشطون تكثيف احتجاجاتهم خلال الأيام المقبلة.

وتستعد بكين لعرض عسكري ضخم الثلاثاء لإحياء الذكرى الـ70 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية، احتفالاً بتحولها إلى قوة عظمى على الصعيد العالمي.

لكن منظمي التظاهرات عازمون على سرقة بريق الاحتفالات إذ هتف كثيرون لدى تفريقهم “حافظوا على طاقتكم”.
ومن المقرر أن تخرج مسيرات الأحد بمناسبة “اليوم العالمي لمناهضة الشمولية”.

وينوي الطلبة الامتناع عن حضور دروسهم الاثنين وسط دعوات عبر الانترنت لعرقلة احتفالات الصين.

وتشمل مطالب المحتجين فتح تحقيق مستقل في جهاز الشرطة والعفو عن 1500 شخص تم توقيفهم وإجراء اقتراع عام.

لكن بكين ولام تجاهلتا مراراً هذه المطالب. وفي وقت سابق هذا الأسبوع، وصف مندوب صيني رفيع إلى المدينة التظاهرات بأنها “ابتزاز سياسي”.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد