إغلاق سكك حديد هونغ كونغ أمام 5 ملايين مستخدم يومياً

0 220

العالم الآن – على إثر أحداث العنف التي اجتاحت هونغ كونغ، المستعمرة البريطانية السابقة، يوم أول من أمس الجمعة، والاحتجاجات المستمرة، اتخذت الشركة المشغلة للسكك الحديدية خطوة غير مسبوقة وأمرت بإغلاق كامل الشبكة التي يستخدمها نحو خمسة ملايين شخص يوميا، فيما ظلت المراكز التجارية والمتاجر الكبيرة مغلقة. وقالت الشركة المشهورة بإدارة إحدى أكفأ شبكات القطارات في العالم إن المحتجين أضرموا النار في محطات بالإضافة إلى قطار خال.

وأضرمت مجموعة من المتظاهرين النار في مدخل إحدى المحطات في مقاطعة التسوق الفاخرة «كوزواي باي» ثم شكلوا سلسلة بشرية لمنع رجال الإطفاء من الوصول إلى الحريق.

وخرج المتظاهرون في أنحاء هونغ كونغ في تحد لحظر على ارتداء الأقنعة أعلنته لام الجمعة بينما شُلّت الحركة في المدينة السبت مع توقف القطارات السريعة وإغلاق الكثير من المتاجر ومراكز التسوّق أبوابها. وعمّت الفوضى خلال الليل حيث خرّب متظاهرون عشرات محطات القطارات والمتاجر التي تربطها علاقات بالبر الصيني الرئيسي وأضرموا النيران وأغلقوا الشوارع. واحتشد المئات الذين ارتدى معظمهم الأقنعة في حي «كوزواي باي» الشهير حيث هتفوا: «لا مثيري شغب، استبداد فقط» وغيره من الشعارات.

واستخدمت السلطات الغاز المسيل للدموع في عدة مواقع ورفعت الشرطة أعلاما تحذيرية تشير إلى أنه سوف يتم إطلاق رصاص مطاطي في حال لم تتفرق الحشود. وأغلقت كل المحطات في ساعة متأخرة من مساء الجمعة ما أدى إلى تقطع السبل بالركاب واضطرار كثيرين للعودة لمنازلهم سيرا على الأقدام وهو وضع من المتوقع أن يتفاقم مع دخول المدينة في عطلة خلال مطلع الأسبوع.

وقالت شركة «إم تي آر» إن شبكتها ستظل مغلقة في الوقت الذي أغلقت فيه أيضا المراكز التجارية والمتاجر العملاقة (السوبر ماركت)، في ضربة جديدة لبائعي التجزئة والمطاعم في مدينة على حافة الركود. وأضافت الشركة في بيان، اقتبست منه رويترز: «لم نعد في وضع يسمح لنا بتوفير خدمة آمنة وموثوق بها للركاب في هذه الظروف ولم يعد أمام الشركة خيار سوى اتخاذ قرار تعليق خدمة شبكتها بالكامل». وقال أكثر من 12 مركزا تجاريا وسوبر ماركت وفروع بنك الصين (هونغ كونغ) وبنك شرق آسيا وبنك الصين الصناعي والتجاري والتي استهدفها المحتجون إنها لن تفتح أبوابها السبت.

ومن المتوقع تنظيم المزيد من الاحتجاجات في أنحاء المدينة حتى يوم الاثنين وهو يوم عطلة رسمية لكن لم يتضح كيف سيؤثر إغلاق شبكة المترو على تلك الاحتجاجات. وكانت «إم تي آر» قد أغلقت في السابق خطوطا أو محطات بالقرب من مواقع الاحتجاجات؛ حيث استهدف المحتجون المحطات بعمليات تخريب. ولعبت شبكة مترو الأنفاق دورا مهما في وقت سابق في هذا الصيف حيث سمح للمحتجين بالتحرك سريعا حول المدينة لتجنب الشرطة.

وبررت رئيسة هونغ كونغ التنفيذية كاري لام المدعومة من بكين فرض حالة الطوارئ، التي بدأ تطبيقها ابتداء من أمس السبت بعد يوم من الاشتباكات العنيفة مع المحتجين، بسبب «العنف المفرط»، الذي استخدمه المحتجون في التعبير عن مطالبهم. وقالت لام في أول تصريحات لها منذ بدء حظر أقنعة الوجه الجمعة بموجب بنود قانون الطوارئ «السلوك المتطرف للمحتجين جعل هونغ كونغ تعيش ليلة حالكة السواد وترك مجتمعنا في حالة شلل نصفي اليوم».

ورغم الحظر المفروض على الاحتجاجات والأقنعة في المظاهرات تحدى مئات من المحتجين السلطات وشاركوا في مسيرة غير مرخصة، عبر منطقة تسوق كبرى بعد ظهر أمس السبت، فيما توشك المظاهرات المناهضة للحكومة على دخول شهرها الرابع.

وارتدى الكثير من المشاركين أقنعة سوداء أو أقنعة زرقاء من تلك التي يستخدمها الجراحون لتغطية وجوههم، على الرغم من أن انتهاك الحظر الجديد يتضمن توقيع عقوبة السجن عاما واحدا وغرامة قيمتها 25 ألف دولار هونغ كونغي (3 آلاف دولار أميركي).

ودانت لام المحتجين المطالبين بالديمقراطية الذين «خرّبوا محطات للقطارات السريعة ومتاجر» خلال الليل ووصفتهم بأنهم «مثيرو شغب» أثاروا الخوف وشلوا حركة المدينة. وقالت لام في بيان متلفز إن «أفعال مثيري الشغب المتشددة تسببت بليلة حالكة الظلمة بالنسبة لهونغ كونغ وتركت مجتمع هونغ كونغ نصف مشلول اليوم. الجميع يشعرون بقلق كبير حتى أنهم خائفون».

وأضافت، كما جاء في تقرير الصحافة الفرنسية: «لا يمكننا السماح لمثيري الشغب بمواصلة تدمير هونغ كونغ الغالية على قلوبنا»، داعية المواطنين للنأي بأنفسهم عن المتظاهرين المتشددين.

وهذه المرة الأولى منذ 50 عاما التي تواجه فيه المستعمرة البريطانية السابقة قانون الطوارئ بعد ليلة من الاحتجاجات العنيفة؛ خصوصاً مع قيام السلطات في المدينة بمنع المحتجين من ارتداء الأقنعة التي تخفي وجوههم.

وأضافت لام في كلمة مسجلة بثها التلفزيون: «العنف المفرط يظهر بوضوح أن الأمن العام في هونغ كونغ مهدد على نطاق واسع. هذا هو السبب الملموس الذي دفعنا لإعلان حالة الطوارئ أمس لتطبيق قانون حظر الأقنعة». وتشهد هونغ كونغ احتجاجات مدافعة عن الديمقراطية منذ أربعة أشهر اتّخذت منحى عنيفاً بشكل متزايد. وأطلق ضابط يرتدي ملابس مدنية النار على متظاهر، 14 عاما، يوم أول من أمس الجمعة في مدينة يوين لونج؛ حيث اندلعت المظاهرات ردا على إعلان الحكومة فرض حظر على أقنعة الوجه. وأضرم متظاهرون في هونغ كونغ النار ونصبوا حواجز وحطموا واجهات المتاجر في الكثير من المواقع بهونغ كونغ مساء الجمعة، بعدما أعلنت السلطات حظرا على ارتداء الأقنعة.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد