ناقلة نفط إيرانية تعرضت لضربتين صاروخيتين قبالة السعودية بحسب الشركة المالكة

0 253

العالم الآن – تعرضت ناقلة نفط إيرانية الجمعة إلى ضربتين يشتبه أنهما صاروخيتان قبالة سواحل السعودية، وفق الشركة المالكة لها، في أول حادثة استهداف لسفينة تابعة للجمهورية الإسلامية منذ سلسلة هجمات شهدتها منطقة الخليج وحمّلت واشنطن طهران مسؤوليتها.

وأفادت شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية أن هيكل السفينة التابعة لها والتي عرّفت عنها على أنها “سابيتي” تعرّض لانفجارين منفصلين على بعد 100 كلم قبالة ميناء جدّة السعودي، مشيرة إلى أنهما “كانا على الأرجح نتيجة ضربات صاروخية”.

وذكرت شركة ناقلات النفط الوطنية الإيرانية المالكة للسفينة أن هيكل الناقلة “سابيتي” اصيب بانفجارين منفصلين قبالة ميناء جدة السعودي، وأشارت “يرجح أن يكون سبب الانفجارين ضربات صاروخية”.

وارتفعت أسعار النفط بأكثر من اثنين بالمئة على وقع الحادثة، التي أثارت مخاوف جديدة بشأن الإمدادات وسط ارتفاع منسوب التوتر بعد هجمات الشهر الماضي التي استهدفت منشأتين نفطيتين في السعودية.

وقال المحلل في مجموعة “إس إي بي” بيارن شيلدروب لفرانس برس إن الهجوم “يصب الزيت على النار في الشرق الأوسط”.

وأضاف “بعد الهجوم على السعودية قبل عدة أسابيع، لا تتعلق المسألة بشأن إن كانت ستحصل أحداث جديدة مماثلة — بل متى وكم”.

وذكر المحلل في شركة “نورديا ماركتس” ثينا مارغيثي سالتفيدت ان ما يثير قلق المتعاملين ليس حيثيات الحادث الأخير بل ما يمكن أن ينتج عنه”.

واضاف “التأمين على المخاطر يرتفع .. ليس لأن الناقلة تحتوي على كمية من النفط يمكن أن تضغط على السوق، ولكن بسبب المخاوف من حدوث هجمات أخرى في ايران أو السعودية أو العراق”.

وقالت الشركة المالكة للناقلة أن جسم السفينة تعرض لانفجارين منفصلين على بعد نحو 100 كلم من الساحل السعودي ما أدى إلى الحاق أضرار بأحد صهريجي الناقلة.

وذكرت أن الناقلة هي “سابيتي” ورجحت ان يكون الانفجاران ناجمين عن “ضربات صاروخية” إلا أنها نفت تقارير الإعلام بأن الهجوم جاء من الأراضي السعودية.

وأكدت أن “جميع أفراد الطاقم سالمون والسفينة مستقرّة كذلك”، مضيفة أن العمل جارٍ لإصلاح الناقلة التي تسرّب النفط منها إلى البحر الأحمر.

ويأتي الانفجاران بعد أسابيع فقط من تعرّض منشأتين نفطيتين في السعودية تابعتين لمجموعة أرامكو إلى هجمات تسببت بخفض الإنتاج العالمي للنفط بنسبة خمسة بالمئة.

من جهتها، أوضحت وزارة الخارجية الإيرانية أن الناقلة تعرضت للهجوم “من موقع قريب من الممر حيث كانت تبحر، شرق البحر الأحمر”، من دون أن تذكر السعودية.

وقال المتحدث باسم الوزارة عبّاس موسوي إن “مرتكبي هذا العمل المتهوّر يتحملون مسؤولية هذه الحادثة، بما في ذلك التلوّث البيئي الجدّي” الذي تسببت به، مضيفًا أن التحقيقات لا تزال جارية.

وأفاد موقع “تانكر تراكرز” المتخصص في تعقّب حركة ناقلات النفط أن الناقلة كانت محمّلة بمليون برميل نفط وكانت وجهتها الأخيرة منطقة الخليج.

بدوره، لم يستبعد التلفزيون الإيراني الرسمي أن تكون الحادثة ناجمة عن “هجوم إرهابي”.

وأظهرت صور بثّها التلفزيون الرسمي الإيراني سطح السفينة بدون أن تظهر أي أضرار واضحة.

ويأتي الهجوم المفترض بعد سلسلة هجمات لا تزال حيثياتها غامضة استهدفت حركة الملاحة في منطقة الخليج وحولها انخرطت فيها قوى غربية.

وفي هجوم استهدف ناقلة نفط يابانية في حزيران/يونيو، اتّهمت واشنطن طهران باستخدام ألغام بحرية لمهاجمة السفينة، وهو أمر نفته طهران بشدة.

– هجمات على منشأتي أرامكو –

وشهدت المنطقة خلال الشهور الماضية عمليات شملت احتجاز سفن إيرانية وغربية على حد سواء إلى جانب هجمات تبناها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران على منشأتين نفطيتين سعوديتين.

واتّهمت كل من واشنطن والرياض طهران بالوقوف وراء هذه الهجمات بينما نفت إيران أي دور لها فيها.

وفي مسعى لتأمين حركة الملاحة في المنطقة، شكّلت الولايات المتحدة تحالفًا بحريًا لمرافقة السفن التجارية التي تمرّ عبر مضيق هرمز الاستراتيجي.

وانضمت كل من أستراليا والبحرين وبريطانيا والسعودية والإمارات إلى التحالف.

وكانت حادثة الجمعة هي الأولى المرتبطة بسفينة إيرانية منذ تعطّلت سفينة “هابينس 1” قرب المنطقة ذاتها في مطلع أيار/مايو.

وتم إصلاح هذه السفينة في السعودية وبقيت في المملكة حتى 21 تموز/يوليو، رغم تصاعد حدة التوتر بين إيران والسعودية.

وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران في 2016 بعدما تعرضت بعثاتها الدبلوماسية في الجمهورية الإسلامية إلى هجمات خلال تظاهرات خرجت للاحتجاج على إعدام المملكة لرجل الدين الشيعي البارز نمر النمر.

ويأتي الهجوم كذلك قبيل زيارة مقررة لرئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى كل من إيران والسعودية، حيث يتوقع أن يبذل جهوداً لنزع فتيل التوتر بين البلدين.

وفي أول رد فعل دولي على الحادثة، دعت الصين جميع الأطراف إلى “ضبط النفس” في ظل وضع “معقّد وحساس للغاية” في الخليج.

– سجال إيراني أميركي –

وتصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة وحلفائها في الخليج منذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي تم تخفيف العقوبات عنها بموجبه مقابل وضعها قيوداً على برنامجها النووي.

وأواخر الشهر الماضي، وصلت ناقلة النفط “ستينا إمبيرو” التي كانت ترفع العلم البريطاني إلى دبي بعدما احتُجزت مع أفراد طاقمها في إيران لأكثر من شهرين.

واحتجز الحرس الثوري الإيراني السفينة في مضيق هرمز بتاريخ 19 تموز/يوليو واقتادها إلى ميناء بندر عباس. واتهمتها طهران بتجاهل نداءات الاستغاثة وإطفاء جهاز الإرسال بعدما اصطدمت بقارب صيد.

لكن رأى كثيرون في عملية الاحتجاز خطوة انتقامية بعدما احتجزت سلطات جبل طارق ناقلة نفط إيرانية للاشتباه بأنها كانت تنقل النفط إلى سوريا في خرق للعقوبات المفروضة من الاتحاد الأوروبي.

ونفت إيران مراراً وجود أي صلة بين الحادثتين.

وفي أوج الأزمة، أمر ترامب بشن ضربات انتقامية ضد إيران بعدما أسقطت الجمهورية الإسلامية طائرة أميركية مسيّرة قبل أن يتراجع في اللحظة الأخيرة.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد