بوتين يستضيف أول قمة روسية إفريقية في سوتشي

0 242

العالم الآن – يفتتح الرئيس فلاديمير بوتين الأربعاء “قمة روسية إفريقية” هي الأولى من نوعها وترمز إلى طموحات موسكو المتزايدة في منطقة تقدم فيها الصينيون والأوروبيون بفارق كبير.

وسيفتتح بوتين مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي رئيس الاتحاد الإفريقي، القمة التي يحضرها عشرات من رؤساء الدول والحكومات الإفريقية.

ويتضمن برنامج القمة التي تشكل نسخة عن “منتديات التعاون الصينية الإفريقية” التي سمحت لبكين بأن تصبح الشريك الأول للقارة، يومين من المناقشات التي تتناول سلسلة من القضايا بدءا من “التقنيات النووية في خدمة تنمية القارة” إلى جعل “المناجم الإفريقية في خدمة شعوب إفريقيا”.

مثل النسخة الصينية، ستعقد هذه القمة كل ثلاث سنوات.

وقال المستشار في الكرملين يوري أوشاكوف للصحافيين إن “43 بلدا يمثلها قادتها و11 أخرى سيمثلها نواب رؤساء أو وزراء خارجية أو سفراء”، أي كل الدول الإفريقية ال54.

ومن أبرز القادة رؤساء جنوب إفريقيا سيريل رامابوزا ونيجيريا محمد بخاري وكذلك شركاء تاريخيين مثل الرئيس الأنغولي جواو لورينشو والأحدث عهدا رئيس إفريقيا الوسطى فوستان أرشانج تواديرا.

وستحضر دول تبدو روسيا غائبة بشكل شبه كامل فيها مثل ساحل العاج ممثلة برئيسها الحسن وتارا الذي يطمح إلى إبرام اتفاق للتعاون العسكري.

– لا تدخل سياسيا –

يعتبر الرئيس الروسي الذي يتضمن برنامج عمله 13 لقاء ثنائيا، أن المنتدى سيشكل فرصة ليظهر اهتمامه الكبير بالمصالح الإفريقية، مع أنه لم يقم بأكثر من ثلاث زيارات لإفريقيا جنوب الصحراء، وكلها إلى جنوب إفريقيا.

وقال في مقابلة نشرتها وكالة الأنباء الروسية تاس الإثنين “نقوم حاليا بإعداد وإنجاز مشاريع استثمارية بمساهمات روسية بمليارات الدولارات”.

وموسكو تحتاج بعد خمس سنوات من العقوبات الغربية، لشركاء وأسواق لتعزيز نموها المتباطئ.

وفي أجواء التوتر المتزايد مع الدول الغربية، ستشكل قمة سوتشي فرصة لروسيا لتظهر أنها قوة عالمية نافذة، بعد عودتها الكبيرة إلى الشرق الأوسط مستفيدة من نجاحاتها في سوريا.

وقد ولى الزمن الذي كان النفوذ السوفياتي يمارس في كل مكان في القارة. وكانت موسكو قد أمنت لنفسها موقعا هاما بفضل دعمها للنضال من أجل أزالة آثار الاستعمار، لكن سقوط الاتحاد السوفياتي سبب انكفاء كبيرا.

وبلغت قيمة المبادلات التجارية بين روسيا وإفريقيا في 2018 عشرين مليار دولار، أي ما يعادل نصف قيمة المبادلات مع فرنسا وأقل بعشر مرات من المبادلات مع الصين. وتشمل هذه المبادلات بشكل أساسي الأسلحة، وهو من المجالات النادرة التي تتصدر فيها روسيا السوق.

ولعكس المسار، يؤكد بوتين على تعاون “بدون تدخل سياسي أو غيره” بينما بدأت بعض الدول الإفريقية القلقة من تبعيتها المالية، تشعر ببعض الملل حيال الصين.

وصرح وزير خارجية الرأس الأخضر لويس فيليبي تافاريس لوكالة فرانس برس قبل أسابيع أنه “من الطبيعي والعادي أن تسعى روسيا إلى تعميق علاقاتها مع إفريقيا، كما فعلت الصين واليابان والولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي”.

لكن طريق موسكو لمنافسة الصين أو الغربيين طويل. وقال بول سترونسكي من معهد كارنيغي في موسكو إن “روسيا ليست الاتحاد السوفياتي. تنقصها موارد وعقيدة وجاذبية سلفها”.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد