ترامب يهاجم السفيرة الأميركية السابقة في كييف خلال جلسة الاستماع في الكونغرس

0 228

العالم الآن – وصفت السفيرة الأميركية السابقة في أوكرانيا ماري يوفانوفيتش الجمعة بـ”الترهيب” انتقادات حادة وجهها إليها دونالد ترامب فيما كانت تدلي بإفادتها في الجلسات العلنية في الكونغرس في إطار إجراءات عزل الرئيس.

ورأى الديموقراطيون في انتقادات ترامب ضغطا يمارس على شاهد، ما يمكن أن يغذي ملف الاتهام ضد الرئيس الذي يشتبه أساسا باستغلاله السلطة لطلبه من كييف إجراء تحقيق حول أحد خصومه السياسيين.

وكتب ترامب في تغريدة بعد ساعة من بدء جلسة الاستماع للدبلوماسية “في كل مكان حلت فيه ماري يوفانوفيتش ساءت الأوضاع”. واضاف “بدأت عملها في الصومال، انظروا إلى ما آلت إليه الأمور”، في إشارة إلى الفوضى في هذا البلد الواقع في منطقة القرن الإفريقي.

وكانت يوفانوفيتش، الدبلوماسية منذ 33 عاما المعروفة بنزاهتها، استدعيت على عجل إلى واشنطن في أيار/مايو الماضي بأمر من الرئيس. ويشتبه بالديموقراطيون بأنه أراد أن يتيح للمقربين منه العمل بحرية لممارسة ضغوط على أوكرانيا.

وفي تغريداته، دافع الرئيس الأميركي عن “حقه المطلق” في اختيار سفرائه.

وفي مجلس النواب، لم تمر انتقاداته بدون تعليق. فقد تلا النائب الديموقراطي آدم شيف الذي يدير التحقيق ضد الملياردير، التغريدات وطلب من الدبلوماسية الرد.

وبعد تردد لاختيار كلماتها، صرحت يوفانوفيتش “هذا أمر مخيف جدا”.

وخلال استراحة دان آدم شيف ما وصفه بأنه “ترهيب مباشر لشاهد” أثناء الإدلاء بإفادته، ما يمكن أن يشكل “عرقلة” لعمل القضاء.

ورد البيت الأبيض “لم يكن ترهيبا لشاهد بل مجرد رأي الرئيس” الذي قال بدوره “يحق لي التعبير عن رأيي”.

– “صدمت بسماع ذلك” –

يواجه ترامب آلية عزل بعدما طلب في 25 تموز/يوليو من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي التحقيق بشأن الديموقراطي جو بايدن الذي يبدو في موقع متقدم لمواجهته في الانتخابات الرئاسية في 2020.

وورد اسم يوفانوفيتش في الاتصال الهاتفي الذي نشر مضمونه في أيلول/سبتمبر بعدما أفاد عنه مبلّغ، إذ قال ترامب “ستحصل لها أمور”.

وقالت السفيرة الأميركية خلال جلسة الجمعة “صدمت بسماع ذلك” موضحة “كان الأمر أشبه بتهديد غير صريح”.

واضافت الدبلوماسية التي حافظت على هدوئها على الرغم من انفعالها الواضح، أنها شعرت بالقلق جراء حملة لتشويه صورتها قام بها محامي ترامب الشخصي رودي جولياني لأشهر.

وبعدما أكدت أنها “غير منحازة لأي طرف سياسي”، قالت يوفانوفيتش إن استدعاءها “شكل ضربة لمعنويات” الدبلوماسيين الأميركيين في كييف وبقية العالم.

وبعد جلسة استغرقت خمس ساعات وتخللتها إشارات التقدير لها بالإجماع، غادرت السفيرة الأميركية القاعة وسط تصفيق حاد.

ولم يشكك الجمهوريون في صدق يوفانوفيتش لكنهم ركزوا أسئلتهم لها حول أعمال نجل جو بايدن في أوكرانيا عندما كان والده نائبا للرئيس. واعترفت بأن ذلك “يمكن أن يشبه تضاربا في المصالح”.

– “في الجيب” –

شدد البرلمانيون الجمهوريون على أنها لا تملك أي معلومات عن وقائع مرتبطة بالتحقيق لأنها كانت غادرت السفارة عند حصول الوقائع قيد التحقيق.

والواقع أنها لم تتمكن من ذكر أي تفاصيل عن مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار تم تجميدها بأمر من الرئيس في بداية الصيف.

وكان وليام تايلور القائم بالأعمال الأميركي في كييف صرح الأربعاء في أولى هذه الجلسات العلنية في الكونغرس أنه علم من سفير آخر أن ترامب اشترط إجراء تحقيق حول هانتر بايدن للإفراج عن الأموال.

من جهة أخرى، تحدث موظف في سفارة الولايات المتحدة في كييف ديفيد هولمز في جلسة مغلقة، عن اتصال هاتفي أجراه السفير الأميركي لدى الإتحاد الأوروبي غوردون سوندلاند الذي كان جالسا بالقرب منه، في تموز/يوليو مع ترامب من مطعم في العاصمة الأوكرانية.

وحسب نص إفادته الذي حصلت عليه شبكة “سي إن إن”، قال سوندلاند لترامب إنه تمكن من إقناع زيلينسكي، مستخدما عبارة “أصبح في جيبي”.

ويبدو أن ترامب سأله “هل سيحقق؟”، فأجاب سوندلاند أن الرئيس الأوكراني مستعد لأن يفعل “كل” ما يُطلب منه.

ويمكن أن تثبت هذه الإفادة تورط ترامب المباشر في حين أنه يدين باستمرار الإجراءات معتبرا أنها “حملة شعواء”، لكن من المرجح أن يفلت من العزل نظرا لهيمنة الجمهوريين على مجلس الشيوخ.

لكن اتهامه المرجح جدا في مجلس النواب الذي يشكل الديموقراطيون أغلبية فيه، سيؤثر بالتأكيد على حملته للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2020.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد