أزمة مصر وإثيوبيا تشتد.. كيف يمكن منع وقوع الحرب؟

0 215

العالم الآن – مع بدء أولى اجتماعات حل أزمة سد النهضة الأحد، قالت مجلة فورين بوليسي إن جهود إثيوبيا المستمرة لسد نهر النيل قد تنتهي بحرب مع مصر، مقترحة بعض الحلول التي من شأنها أن تمنع اندلاعها.

ونال رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد جائزة نوبل للسلام لبدء مفاوضات سلام مع جارته إريتريا، لكن بلاده لا تزال في خضم خلاف عميق آخر مع مصر قد ينتهي بحرب بسبب أزمة سد النهضة.

وبالنظر إلى أن الخلاف يقع بين بلدين هما الأكثر عددا في القارة الأفريقية بعد نيجيريا، وبالنظر إلى قوتهما أيضا، فإن الأزمة قد تشكل تهديدا عميقا للسلام، بحسب تحليل لمجلة فورين بوليسي، مضيفة أن المجتمع الدولي ينبغي أن يسعى لتسوية عادلة لقضية نهر النيل وسد النهضة.

وتسعى القاهرة منذ سنوات إلى حل أزمة السد، الذي بدأت أعماله في أبريل 2011 بكلفة أربعة مليارات دولار، من خلال مباحثات مع الخرطوم وأديس أبابا، لكن حتى الآن لم يتم التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل خزان السد.
وتقول إثيوبيا إنها تهدف من بناء سد النهضة الكبير إلى تأمين ستة آلاف ميغاواط من الطاقة الكهرومائية، ولا تهدف إلى تخزين المياه أو الحاق ضرر بدول المصب.

وتصل حصة مصر من مياه نهر النيل، الأطول في العالم، إلى 55.5 مليار متر مكعب سنويا. وتعتمد مصر بنسبة تتجاوز 95 في المئة على مياه النيل للشرب والري.
التهديد بالحرب

الاختلاف الكبير بين موقفي البلدين دعا فورين بوليسي للسؤال حول جدية الخيار العسكري الذي يطرحه بعض الخبراء الاستراتيجيين في مصر كحل للأزمة، خاصة وأن بعض وسائل الإعلام الموالية للحكومة تفضل الخيار العسكري على الخيار الدبلوماسي للبرهنة على أن القوات المسلحة المصرية تقف إلى جانب مصالح الشعب في ظل محاولات زعزعة ثقة المصريين بالجيش، بسبب مزاعم بالفساد داخل المؤسسة العسكرية.

وفي المقابل، وبعد أقل من أسبوعين من استلامه جائزة نوبل للسلام، ألمح رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إلى استخدام الخيار العسكري في 22 أكتوبر، عندما قال إنه “لا توجد قوة يمكن أن تمنع” بلاده من إكمال بناء “سد النهضة”، مضيفا أنه قادر على “تأمين الملايين” في حال نشوب حرب مع مصر.
تشير المجلة إلى أنه من الحماقة اللجوء للحل العسكري، وقد يكون له تداعيات وخيمة على مصر سواء دوليا أو حتى من جانب إثيوبيا التي تتحكم في المنبع ويمكن لها أن تضع مخططات لا حصر لها لتحويل مياه النهر.

كيف يمكن منع الحرب؟

تؤكد المجلة أن إزالة التصعيد، وتعزيز الوساطة الدولية أمران ضروريان، وينبغي للأصدقاء المؤثرين للبلدين مثل الولايات المتحدة وروسيا أن يساهموا فيهما.

تقترح المجلة أنه يمكن نزع فتيل الأزمة من خلال استخدام المجتمع الدولي للخبرات التقنية من الأمم المتحدة والبنك الدولي والمنظمات متعددة الأطراف الأخرى، لإنتاج خطة منتصف الطريق لمعالجة المخاوف الآنية بدون تلبية المطالب المتقاطعة بالكامل، حيث يجب على كل طرف أن يتنازل للآخر.
” الحرة”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد