عون: تناقضات السياسة اللبنانية وراء التأني في تشكيل الحكومة

0 225

العالم الآن – قال الرئيس اللبناني، ميشال عون، إنه كان من المفترض تشكيل الحكومة ومباشرتها عملها، وأشار إلى أن التناقضات التي تتحكم بالسياسة اللبنانية فرضت التأنّي.
وأوضح عون، في كلمة اليوم (الخميس)، بحسب وكالة الأنباء الألمانية، ذلك يهدف «للتوصل إلى حكومة تلبي ما أمكن من طموحاتكم، تكون على قدر كبير من الفعالية والإنتاجية والانتظام، لأن التحديات التي تنتظرها ضخمة».
وقال، في رسالة وجهها إلى اللبنانيين عشية احتفال لبنان بالذكرى السادسة والسبعين للاستقلال: «أكرر هنا ندائي إلى المتظاهرين للاطلاع عن كثب على المطالب الفعلية لهم وسبل تنفيذها، لأن الحوار وحده هو الطريق الصحيح لحلّ الأزمات».
وأقر الرئيس اللبناني بأن التحركات الأخيرة «كسرت.. بعض المحرمات السابقة وأسقطت، إلى حدّ ما، المحميات، ودفعت بالقضاء إلى التحرك» على خلفية ملفات فساد يطالب المتظاهرون بمحاسبة المسؤولين عنها.
إلا أنه اعتبر في الوقت ذاته «أن يتحول الإعلام والشارع والجدل السياسي إلى مدّعٍ، ومدّعٍ عام، وقاضٍ، وسجّان في آن، فهذا أكثر ما يسيء إلى مسيرة مكافحة الفساد».
وتابع: «أيها القضاة إن المطلوب منكم اليوم أن تلتزموا قسمكم فتقوموا بواجبكم بأمانة، وأن تكونوا القاضي الشريف الصادق فمكافحة الفساد، أينما بدأت، فإن حُسن ختامها عندكم، والانتصار فيها رهن شجاعتكم ونزاهتكم، ومنذ عام 2017 أحلتُ تباعا على القضاء ما يزيد على 18 ملفا تتعلق بقضايا فساد ورشاوى في إدارات الدولة، وإلى اليوم لم يصدر أي حكم بأي منها. وإذا كانت العدالة المتأخرة ليست بعدالة، فإن التأخر في بت قضايا الفساد هو تشجيع غير مقصود للفساد، ونحن نعول اليوم على التعيينات القضائية الأخيرة من أجل تفعيل دور القضاء وتحصين استقلاليته للوصول إلى سلطة قضائية مستقلة وشجاعة ومنزهة، تكون السيف القاطع في معركة القضاء على الفساد».
وأضاف: «أكرر أنني سأكون سدا منيعا وسقفا فولاذيا لحماية القضاء، وأعني بذلك أنني سأمنع كل تدخل فيه انطلاقا من قسمي المحافظة على الدستور والقوانين».
ولفت إلى أن «76 عاماً مرت منذ صار لبنان وطناً مستقلاً، عرف خلالها مراحل قاسية تعرّض فيها استقلاله للخطر، ومع كل محنة نزداد يقيناً أن المحافظة على الاستقلال أصعب من الحصول عليه»، مشيراً إلى أن «الاستقلال هو القرار الوطني الحر والمستقل، غير الخاضع لأي شكل من أشكال الوصاية».
وأوضح: «تأكيدنا على استقلال لبنان لا يعني خصومة مع أي دولة أو استعداءً لأحد، إنما نحن نسعى إلى صداقة صادقة والتعاطي بإيجابية مع من يصادقنا، ولكن انطلاقاً من قرارنا الحر وعلاقة الندّ للند… وإذا كانت السياسة فن الممكن، فهي أيضاً رفض اللامقبول».
وقال الرئيس اللبناني على حسابه بموقع «تويتر» إنه تلقى برقية من الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، أكد فيها أن الولايات المتحدة «على استعداد للعمل مع حكومة لبنانية جديدة تستجيب لحاجات اللبنانيين».
ويعيش لبنان أزمة سياسية كبيرة وسط احتجاجات حاشدة دفعت رئيس الوزراء، سعد الحريري، للاستقالة يوم 29 أكتوبر (تشرين الأول).
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد