شركة تتجنب استقالات موظفيها بطريقة مبتكرة

0 231

العالم الآن – ترفض شركات عالمية كثيرة الاعتراف بأن موظفيها يرغبون في أوقات معينة في مغادرتها والاستقالة، وتسعى – في المقابل – جاهدة لإرضائهم وفعل كل ما بوسعها للتمسك بموظفيها، بأساليب مختلفة، كالسماح بتواجد الكلاب في مقر العمل، وعرض إجازات مدفوعة الأجر، وتمليك الموظفين أسهماً في الشركة، ورغم ذلك يستقيل الموظفون في نهاية المطاف، وذلك وفقاً لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية.
شركة أميركية صغيرة تعمل في مجال التكنولوجيا حاولت أن تبتكر طريقة جديدة، للتغلب على قضية استقالة الموظفين، ومحاولة ربطهم بها؛ خصوصاً بعد أن أعلنت شركة «لينكد إن» أن صناعة التكنولوجيا لديها أعلى معدل استقالات عن أي صناعة، بنسبة 13 في المائة من الموظفين في المتوسط سنوياً.
وكانت شركة «باراجوس» الواقعة في ولاية ماساتشوستس مكونة من 30 موظفاً عندما استقال أحدهم، وشعر الرئيس التنفيذي للشركة بالفشل والقلق البالغ حيال كيفية رؤية الموظفين لفكرة مغادرة زملائهم، إلى درجة أنه عقد اجتماعاً مع الموظفين لمناقشة الموقف وسماع أفكارهم.
ويقول ديلي د. بين، الرئيس التنفيذي للشركة، إن رفع المرتبات لدرجة عالية لجعل الموظفين لا يرغبون في المغادرة لم يكن أمراً ممكناً؛ خصوصاً في ظل التنافس مع الشركات العملاقة التي يمكنها أن تدفع أكثر بكثير، لذلك اتبعت الشركة طريقة أخرى، وهي قبول حقيقة أنه سيكون هناك دائماً معدل استقالات ستكون شفافة حوله، والأهم من ذلك، ستحاول احتضانه واحتواءه.
وصممت الشركة «حائط شهرة» في المبنى، تُكرم عليه الموظفين الذين تركوا الشركة بعد أن قدموا مساهمات إيجابية خلال فترة عملهم، وأشارت إلى المغادرين كـ«خريجين»، واحتفلت بهم في حفلات وداع، وبدلاً من تعيين موظف واحد للتعامل مع العميل، أصبح هناك فريق من 4 موظفين، إذا غادر أحدهم، فسوف يقوم عضو آخر في الفريق بمواصلة عمله بالسرعة والكفاءة ذاتها.
أيضاً، كانت الشركة أكثر وضوحاً أثناء عملية التوظيف، فعندما جاء المرشحون للمقابلات، تم التعامل معهم بصراحة مطلقة بشأن أنهم إذا أرادوا الحصول على أعلى راتب في الصناعة، فالشركة ليست المكان المناسب لهم، وتم إخبارهم بمميزات الشركة الفعلية، مثل خطة ملكية الموظف للأسهم، والامتيازات الممتعة، مثل ألعاب الفيديو المتاحة في فترات الاستراحة.
وحسب الرئيس التنفيذي للشركة، فقد أصبح معدل قبول العروض الوظيفية ثابتاً عند 98 إلى 99 في المائة منذ عام 2016، مع تنفيذ الاستراتيجية الجديدة، مقابل 90 في المائة قبلها.
وبعد دراسة الأبحاث المنشورة حول الموظفين، أدركت الشركة أن التطوير المهني والتعليم أمران مهمان للغاية بالنسبة للموظفين، فحاولت جذب أفضل الفرص المتعلقة بهما لموظفيها، من أجل مساعدتهم في التدرج الوظيفي بصورة سليمة، بعد اكتسابهم المهارات والخبرات التي يحتاجون إليها قبل ترقيتهم.
وأنشأت الشركة خطة لمشاركة الأرباح مع أفضل الموظفين؛ حيث يشارك أفضل 15 موظفاً بنسبة في الأرباح، وتقول الشركة إنه لا يوجد موظف غادر في السنوات الخمس الماضية، إلا وكان «عاطفياً» بشأن قرار المغادرة.
وأعلنت الشركة أن خطتها لاحتواء الموظفين ساعدتها على التوسع، على الرغم من التحديات التي تواجهها سوق العمل. فقد زاد عدد الموظفين إلى 50 موظفاً، وحققت عائدات قدرها 7 ملايين دولار هذه السنة، مقارنة بـ40 موظفاً وإيرادات 4.5 مليون دولار عام 2016.
وفي الوقت نفسه، وجدت الشركة أن بعض الموظفين الذين غادروها تقدموا بطلب للعودة للعمل فيها مرة أخرى. فبعدما غادر نحو 25 إلى 30 موظفاً منذ عام 2016، عاد ثمانية موظفين سابقين للعمل فيها، بعد تجربة العمل في شركات أخرى.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد