بوتين يعرض على البرلمان حزمة الإصلاحات الدستورية المقترحة

0 229

العالم الآن – قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين حزمة تعديلات دستورية إلى البرلمان ليسرع بذلك وتيرة إصلاح مفاجىء أعلنه الأسبوع الماضي ما يزيد التكهنات حيال مستقبله السياسي بعد انتهاء ولايته.

ويحدد مشروع القانون المرتبط بالإصلاحات الذي نشر على موقع مجلس النواب (الدوما)، بالتفاصيل سلسلة اجراءات يعزز أحدها دور البرلمان في تسمية رئيس الوزراء فيما يحد آخر ولاية الرئيس بفترتين، بدلا من فترتين متتاليتين.

وبين الاجراءات أيضا قيام الرئيس بانشاء مجلس دولة يكلف بحسب مشروع القانون، “تحديد أبرز توجهات السياسة الداخلية والخارجية في الإتحاد الروسي”.

وكان بوتين أثار مفاجأة كبرى الأسبوع الماضي في خطابه أمام البرلمان عبر إعلانه هذه التعديلات الدستورية التي ادت الى استقالة رئيس الوزراء ديمتري مدفيديف وحكومته.

وعزا هذا الأمر آنذاك الى واقع “ظهور طلب تغيير بوضوح من داخل المجتمع” الروسي.

لكن هذا الإصلاح المعلن أثار تكهنات حول المستقبل السياسي لبوتين بعد انتهاء ولايته عام 2024، اذ لا يحق له نظريا الترشح بعدها.

– “إصلاح النظام”-

وعبر تقديمه الاثنين التعديلات الدستورية التي اقترحها، فاجأ الرئيس الروسي مرة جديدة الجميع فيما شكلت مجموعة عمل لدرس هذا الموضوع الأسبوع الماضي.

وأعلن فياتشيسلاف فولودين رئيس الدوما أن اللجنة البرلمانية المكلفة هذه التعديلات الدستورية ستجتمع اعتبارا من الثلاثاء. وقلل من أهمية انتقاد زملائه بانهم يتقدمون بسرعة كبرى.

وقال للصحافيين “لقد ألقى الرئيس خطابه الى الأمة، وكل شيء أعلن بشكل واضح ولقد تلقينا اليوم المبادرات القانونية. ماذا كان يجب أن نفعل بها، طمسها؟”.

وأوضح أحد مساعديه ويدعى ايفان ملنيكوف أن اقتراحات الرئيس ستبحث خلال جلسة عامة تعقد اعتبارا من الخميس بحسب وكالة ريا نوفوستي.

والنص الذي عرض الاثنين يبدو أيضا انه يستبعد أي عودة الى الكرملين بعد توقف في مهام أخرى، كما فعل بوتين عند توليه مهام رئيس الوزراء من 2008 الى 2012 بعد ولايتين رئاسيتين متتاليتين.

واذا كان بوتين لم يتطرق أبدا مباشرة الى مستقبله ما بعد 2024 ولا تحدث عن خليفة محتمل له، فان المراقبين للساحة السياسية يتفقون على القول إنه سيسعى للاحتفاظ بنفوذه.

وقال المحلل غليب بافلوفسكي “بوتين يريد أن يكون كل شيء تحت سيطرته وبشكل سريع” مضيفا “يريد حل كل هذه الأمور في 2020 لأنه إما يقوم بترسيخ النظام الحاكم واما سيكون عليه الرحيل”.

ويذهب البعض الى القول إن بوتين قد يتولى دورا أعلى يتجاوز المواجهات السياسية كما فعل نور سلطان نزارباييف في كازاخستان حين اضطلع عام 2019 بدور “أبي الأمة” تاركا الرئاسة لشخصية وفية ومطيعة له.

وقال الكسي نافالني أبرز معارض للكرملين الاثنين “بوتين يريد أن يكون قائدا للبلاد لمدى الحياة”.

من جهته قال معارض آخر هو ايليا ياشين ان المعارضة تنوي تنظيم تظاهرة في 29 شباط/فبراير ضد اقتراحات الرئيس.

وكتب على فيسبوك “قد تكون أكبر تظاهرة في السنوات الماضية”.

وسبق أن شهدت موسكو خلال صيف 2019 أكبر حركة احتجاج روسية منذ تلك التي واكبت عودة بوتين الى الكرملين عام 2012 رغم القمع الذي مارسته الشرطة.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد