اللعبة الاقتصادية من فيروس كورونا!- بقلم مراد الزير

0 1٬260

العالم الآن – بالنظر لفيروس كورونا فهو وباء تم ابتكاره وليس من إنتاج الطبيعة، لأنه لو أخذنا المقاربة بينه وبين الطاعون مثلاً فإنّ الأمرَ مختلفٌ تماماً، فالطاعون انتشر من خلال القوارض والفئران وأشهره طاعون عمواس الذي تفشى في عمواس الفلسطينية ومن ثم انتشر لبلاد الشام، وكذلك الطاعون الذي تفشى في أوروبا، وذلك بعد قتل القطط في أوروبا في القرون الوسطى بمرسومٍ باباوي، والذي أدى لانتشار القوارض مُسبّباً الطاعون أو ما تم تسميته لاحقاً بـ”الموت الأسود” على أن هذه الحقيقة يرفضها بعض المؤرخين بسبب التباعد الزمني بين المرسوم وانتشار الطاعون، لكن كورونا لم يُنتج بفعل الطبيعة، فهو مبتكر وهو لغايةٍ غامضة، فبالإشارة لآدم سميث الذي أشار للمبدأ الخسيس وهو الذي يهتم بـ “الذي يحكم سلوكيات أسياد البشرية- كل شيء لأنفسنا ولا شيء لغيرنا”، فمن وراء ذلك؟
الجميع استغرب لماذا هي الصين بالذات التي حدث بها الفيروس؟، ولم يحدث ذلك لدولٍ أخرى، ففي الحقيقة فسّر الجميع حسب مستويات تحليله الفكري، لكن السبب الأول هو أنها ضربة للاقتصاد الصيني، ولكن يمكن فعل ذلك بأمورٍ وطرقٍ أخرى كأسلوب التخويف النووي بين الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية لتلجأ الصين للتسليح وتصرف النظر عن النمو الاقتصادي، لكنّ الفكرة التي حللتها وفق تحليلي الشخصي بأنني وجدت الكساد الاقتصادي بعباءة الوباء، فمن خلال آخر قراءة لمؤشر السياحة الدولية فإنّ الصين تشهد سياحة بمقدار 62.9 مليون سائح وهذا يعني بأن فرصة انتشار الفيروس كبيرة جداً، لأن الصينيين يسافرون لبلادٍ أخرى سواء كانت بالمحيط أو بالمناطق التي تُنشط تجارتها بها، وفي الحقيقة لو نرجع للتاريخ، فإنّ رحلات الصينيين للخارج في القرون الثلاثة من (1550-1850) كانت لا تزيد عن خمسين صينياً، لكنها تضاعفت في ظل أيديولوجية استعمارية فُرضت عليها بضرورة اكتساب “العلم الغربي- العلم الجديد” وهذه ما يسميه نعوم تشومسكي بالصحوة المطردة، حيث أدى بعد عام 1890 بأولى الرحلات للخارج، هنا بدأ العالم يستفيد من استقطاب الصينيين، حتى أصبح اليوم من الدول الأكثر للرحلات الخارجية والداخلية وهي الأكثر إنفاقاً وصرفاً في العالم، وهذا يعني بأن اكتساب شخص للعدوى يمكن نشرها في العالم، والحقيقة هناك دول عالمية أكثر سياحةً من الصين، لكن بالنظر للتبادل التجاري بين الصين ودول العالم فأنها تفوق البقية، فمثلاً حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والصين يزيد عن 240 مليار دولار سنوياً.
بالحديث عن الصين فهي ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، وتُقدّر صادرتها في عام 2018 بـ(2) تريليون دولار أمريكي، وهي من الدول المساهمة في نمو الاقتصاد العالمي بنسبة (35%) وهي أكبر مُصدّرةً للسلع حول العالم، وحينما تفشى الفيروس هنا بدأت اللعبة الاقتصادية، كيف ذلك؟ فمن خلال متابعتي لسوق البورصة والمؤشرات الاقتصادية العالمية، فإنّ سعر البترول الخام انخفض، وذلك لأن الصين الأكثر استهلاكاً للنفط والغاز الطبيعي في العالم، وهذا يعني بأن الدول المنتجة للنفط ستخسر خسائر فادحة، وهذا يعني بأنه “يا دول الخليج كنزكم يمكن تدميره في أي لحظة” هذه الرسالة لا يفكر بها إلا رجل اقتصادي، وسنتحدث عن ذلك فيما بعد، وبالحديث عن أهمية انخفاض سعر البترول، ففي الحقيقة تعتبر الصادرات الصينية للولايات المتحدة الأمريكية الأكبر والأكثر تأثيراً في الاقتصاد الأمريكي؛ لأن ارتفاع سعر النفط يؤثر في الاقتصاد الأمريكي بشكلٍ طفيف، فعندما تشتري دولة النفط بأسعار عالية وتلك الدولة لها علاقة تجارية مع الولايات المتحدة الأمريكية هنا ستكون مُجبرة على بيع منتجاتها في السوق الأمريكي بسعرٍ مرتفع، وعندما ترتفع تلك الأسعار هنا ينقلب الميزان التجاري لمصلحة هذه الدول، ومن ثم يدخل الاقتصاد الأمريكي لحالات ركود مؤديةً لارتفاع البطالة وتقليل ميزانية الدافع وعواقب أخرى، هذا يعني أن الولايات المتحدة الأمريكية لها خطة، فالفيروس يؤدي لركودٍ وانخفاض البترول لا يؤدي لركودٍ، فما هي اللعبة يا ترى؟
أتذكّر “إجماع واشنطن” الذي ركّز على إنهاء التضخم المالي من خلال استقرار الاقتصاد الكلي، فهذا يمكن أن يُفهم بطريقةٍ ما، لكن ما نعرفه بأن الولايات المتحدة الأمريكية حريصةٌ جداً على اقتصادها، فحينما انتشر الفيروس فقد استفادت من ذلك شركات الأقنعة والكمامات والأمصال وغيرها، بالإضافة لاستفادة شركات ألعاب الفيديو والاتصالات واستهلاك الشبكة العنكبوتية بسبب “حظر التجوال- جلوسك بالمنزل”، لكن لو قمنا بالتركيز مثلاً على شركات الأدوية فالأكثر رواجاً هي شركات أمريكية مثل “انوفيو- Inovio” و”جونسون أند جونسون- Johanson & Johanson”، و”مودرنا- Moderna”، والملاحظ بالأمر بأن هذه الشركات ازدادت أرباحها وكذلك ارتفعت أسعار أسهمها، هنا تبدأ الشكوك، قمت بتحليل الشركات، ومن بينها شركة “مودرنا- Moderna”، فالرئيس التنفيذي لهذه الشركة والمستفيد الأكثر من هذا الوباء هو “ستيفان بانسل” ومن خلال تحليلي لعلاقة هذا الشخص مع رجلٍ اقتصادي، فقمت بالتحليل بين “ستيفان بانسل” و”ترامب” فوجدت بأن هناك علاقة بينهم في إيجاد الحل للفيروس، ولكن استغربت جداً بأن الرجل قد قَدم للشركة في مارس 2011 وكان عضواً في الشركة، وفي أكتوبر من نفس العام أصبح مديراً تنفيذياً، لا شك بأن هناك مؤهلات، لكنني حللت خطابه مع ترامب في 2 مارس بأنه قال لترامب “إن المرحلة الثانية تستغرق بضعة أشهر لإيجاد لقاح لفيروس كورونا قبل أن نتمكن من الانتقال للمرحلة الثالثة” هذا يعني أن اللقاح سيستمر لستةِ أو سبعة أشهر من الآن، على أن اللقاح من خلال الخطاب موجود، ولكن هناك جشع لتدمير البشرية، على أن تجاهل ترامب للأزمة يعتبر مقلقاً لكنه بسبب الرأي العام حاول الاهتمام بالأمر، وهذا يزيد من القلقِ أيضاً، لكن هذا الشخص لا يمكن تصديقه لأنه رجل اقتصادي ويفكر بمستويات عليا من التفكير، وتدعيماً لتوجهي هذا، ما تم الإشارة إليه بمؤشر الحقائق المُشار إليها بـ”واشنطن بوست” و”تورنتو ستار” و”سي إن إن” بتجميع البيانات حول إدعاءات ترامب وفق آخر مؤشر في شهر 2 يناير، والتي تبّين بأن الإدعاءات الكاذبة أو المضللة تقريباً (680) إدعاء مضلل أو كاذب، والإدعاءات الكاذبة تقدّر بـ (200) إدعاء كاذب، وهذا يجعل أن السرَّ لم يُكشف عنه بعد.
هنا يبدأ الشك، فالدور الاقتصادي الليبرالي يُركز على تحفيز حوكمة الشركات أي التزام الشركة بالإدارة الجيدة، فكلما التزمت الشركة بقواعد الحوكمة كلما زادت ثقة المستثمرين فيها، وبالنظر لشركة ” مودرنا- Moderna” فإنّها تهتم بنظام الحوكمة الجيدة، والحقيقة أن الشركة ترتبط بسوق ناسداك للأوراق المالية والتي تستقطب المستثمر، وهي في البورصة تتغير بطريقة غير مطمئنة في ظل الظروف الحالية، ولكن البورصة الأمريكية في تاريخ 25/3/2020 انتعشت في ظل حزمة تحفيز بتريليوني دولار من أجل مساعدة الشركات وملايين الأمريكيين المتضررين من التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، وكانت أرباح داو جونز الصناعي لغاية الساعة 21:24:25 تفوق 2000 نقطة، وهذه قفزة لم تحدث منذ عام 1993، حيث يكون مؤشر البورصة موجباً حينما يكون عدد الأسهم التي ارتفعت أسعارها أكثر من عدد الأسهم التي انخفضت أسعارها خلال اليوم ذاته، ففي ظل الرأسمالية الليبرالية المتوحشة فقد سعت لتحقيق المزيد من الأرباح والامتيازات، مما أقلقت الشركات الكبرى التي تخاف على أرباحها، وهذا ما يجعل جشع الشركات متعددة الجنسيات هي ورقة رابحة في أيدي الاقتصاديين العالميين، حتى يتسنى لهم شراء الأسهم المنخفضة على حساب البشرية، فأعين أوروبا مركزةً على البورصة، في ظل هبوط خليجي جماعي، والدولار الأمريكي يتراجع قليلاً بفعل تحفيز مالي أمريكي ضخم، حيث أن قوة العملة هي مؤشر على اقتصاد الدولة وحجم التبادل التي يتم بين هذه العملة والعملات الأخرى؛ كون الدولار الأمريكي غير مرتبط بالذهب وذلك منذ عام 1971 حينما قرر الرئيس الأمريكي حينها بفك ارتباط الدولار بالذهب.
كل ما سبق يتضح بأن الولايات المتحدة الأمريكية تلعب دوراً كبيراً في الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي بقيادة رجل اقتصادي اسمه “ترامب”، فالأمور كلها وليدة الفكر الاقتصادي الليبرالي، فوباء السارس أدى لخسائر تقدّر بـ (40) مليار دولار، وأنفلونزا الخنازير بـ (50) مليار دولار أمريكي ووباء كورونا أكثر من (160) مليار دولار حتى الآن، وهذا يعني بأنّ العالم قادمٌ على موجةِ كساد وركود اقتصادي غامض، لأن اللقاح موجود والمعادلة الاقتصادية للكساد لم تتحقق، فحينما تتحقق سيُكشف عن اللقاح ويفوز الاقتصاد الليبرالي.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد