15 دولة أوروبية تباشر مرحلة جديدة من إجراءات رفع العزل

0 236

العالم الآن – في حين يتوقع أن تعلن بريطانيا، الأحد المقبل، خطتها لرفع جزء من القيود التي فرضتها لمنع انتشار جائحة «كوفيد – 19»، اجتازت أوروبا، وفي مقدمها إيطاليا، أمس (الاثنين)، مرحلة جديدة من إجراءات رفع العزل، لكن مع دعوات لتوخي الحذر الشديد في مواجهة فيروس كورونا المستجد الذي تسبب في وفاة أكثر من 250 ألف شخص في العالم.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية، في تقرير أمس، أن 15 دولة أوروبية بدأت الاثنين تخفيف إجراءات العزل المفروضة منذ أسابيع على سكانها، لكن في ظل احتياطات واسعة. وأبرز هذه الدول إيطاليا، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا مع 29 ألف وفاة، حيث بات يسمح للسكان بالخروج بحسب خطط محددة تتفاوت بين المناطق.

وفي روما لم يخف ستيفانو ميلانو (40 عاماً) فرحته باستعادة بعض الحرية والتمكن من استقبال قريب له أو الاستعداد لعيد ميلاد ابنه. لكنه عبّر في الوقت نفسه عن «خوفه» من احتمال أن تؤدي موجة ثانية من الوباء إلى إصابة والديه المسنين.

وفي حين قالت وزيرة الداخلية الإيطالية لوتشيانا لأمورغيزي، إن «الطوارئ لم تنته بعد»، كتبت صحيفة «كورييري ديلا سيرا»، أن «مسؤولية» الشعب «وحدها» يمكن أن تمنع حصول موجة ثانية. وأشار تقرير الوكالة الفرنسية إلى أنه لا تزال متاجر التجزئة، وكذلك الحانات والمطاعم مغلقة في إيطاليا، كما تحظر التجمعات العائلية الكبرى أو الخروج بنزهات في الطبيعة.

ومن البرتغال وصولاً إلى صربيا، خففت دول عدة أيضاً الاثنين إجراءات العزل في حين تستعد النمسا التي كانت رائدة في إعادة فتح البلاد، لعودة مدرسية جزئية وكذلك بعض المقاطعات الألمانية. وتمكنت المقاهي والمطاعم من إعادة فتح أبوابها في سلوفينيا والمجر باستثناء العاصمة بودابست. وفي بولندا، فتحت فنادق ومراكز تجارية ومكتبات وبعض المتاحف أيضاً. أما في لشبونة، فقد قال ميغيل غارسيا وهو صاحب صالون لتصفيف الشعر: «دفتر المواعيد بات ممتلئاً».

وخارج أوروبا، رفعت نيجيريا وتونس ولبنان أيضاً الاثنين بعض القيود. وعلى العكس مددت اليابان حال الطوارئ الصحية السارية حتى 31 مايو (أيار). وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن التوصل إلى لقاح أو علاج فقط يمكنه وقف الوباء الذي ظهر في الصين في أواخر 2019، وبات منتشراً في كل أنحاء العالم متسبباً في ركود غير مسبوق.

وأطلق نحو مائة مشروع لصنع لقاح في مختلف أنحاء العالم، بينها عشرة مشاريع في مرحلة التجارب السريرية. وإلى حين التوصل إلى لقاح، يبقى من الضروري الالتزام بالقيود السارية والتباعد الاجتماعي.

وثمة معضلة كبرى تواجه الدول التي تفكر في إعادة فتح المدارس، على غرار فرنسا، حيث بلغت الحصيلة نحو 25 ألف وفاة وحيث يثير هذا القرار الذي يفترض أن يبدأ تطبيقه في 11 مايو، جدلاً.

في إسبانيا، حيث تسبب الوباء في وفاة أكثر من 25 ألف شخص، عاد السكان للتنزه في الشوارع أو ممارسة الرياضة اعتباراً من السبت على أن تواصل البلاد تخفيف إجراءات العزل تدريجياً على مراحل حتى نهاية يونيو (حزيران).

في ألمانيا، حيث بات رفع القيود في مرحلة متقدمة، قال وزير الداخلية والرياضة الألماني هورست سيهوفر في مقابلة مع صحيفة «بيلد» الألمانية الأحد، إنه يؤيد استئناف دوري كرة القدم (بوندسليغا).

وفي لندن، أفيد بأن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون سيطرح الأحد المقبل خطته لتخفيف الإغلاق المرتبط بفيروس «كورونا» على مستوى البلاد، حسبما ذكرت تقارير إعلامية، مع مناقشة ضوابط جديدة حول كيفية الحفاظ على التباعد الاجتماعي في أماكن العمل. وستخضع تدابير الحجر الصحي التي فرضت في أواخر مارس (آذار) للمراجعة الخميس في بريطانيا، إحدى الدول الأكثر تضرراً جراء جائحة «كوفيد – 19»، لكن الحكومة أعلنت بالفعل أن الإجراءات سيتم تخفيفها، لكن تدريجياً.

وتتضمن الإجراءات الجديدة التي تم وضعها مع رؤساء الشركات والنقابات العمالية، واطلعت عليها شبكة «بي بي سي» وصحيفة «فاينانشال تايمز»، تشجيعاً للعاملين في المكاتب على البقاء في منازلهم لأشهر عدة لتجنب إرهاق نظام النقل.

لكن في الأماكن التي تتطلب حضوراً للموظفين، سيتم حث الشركات على تقليص الدوامات، ومنع مشاركة المكاتب والأدوات المكتبية بين أشخاص مختلفين وتعزيز تدابير النظافة وإبقاء مقاصف الموظفين مغلقة وتقليل عدد الأشخاص في المصاعد.

ومن بين الضوابط الجديدة، فرض حماية عمال المتاجر أو فروع المصارف المتعاملين مع العملاء بشاشات بلاستيكية، رغم عدم وجود تفاصيل حول نوع معدات الحماية التي قد يحتاج إليها الموظفون الآخرون.

وطلبت السلطات البريطانية من مواطنيها حالياً البقاء في المنزل ما لم يحتاجوا إلى العمل أو شراء الضروريات أو ممارسة التمارين اليومية، لكن يجب عليهم البقاء على بعد مترين على الأقل من الأشخاص الآخرين.

غير أن الحفاظ على هذا التباعد الاجتماعي أثناء إعادة تشغيل الاقتصاد سيؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة.

وقال الرئيس التنفيذي لمطار هيثرو بلندن جون هولاند كاي، إن هذه الضوابط «لن تنفع في مجال الطيران أو أي شكل آخر من وسائل النقل العام. المشكلة ليست في الطائرة (بل) في نقص المساحة في المطار». وكتب في صحيفة «ديلي تليغراف»: «طائرة جامبو واحدة فقط ستحتاج إلى طابور طوله كيلومتر».

وسجّلت بريطانيا 28446 وفاة جراء الجائحة، وهو ما يضعها على قدم المساواة تقريباً مع إيطاليا، البلد الأكثر تضرراً في أوروبا.

وفي باريس، ذكرت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، أن الحكومة الفرنسية تعرضت أمس لانتقادات على خلفية خطتها لتخفيف إجراءات الإغلاق المفروضة لمواجهة فيروس «كورونا» جزئياً ابتداء من 11 مايو.

وطالبت عمدة باريس آن هيدالغو وأكثر من 300 عمدة آخر في المنطقة حول العاصمة الفرنسية الحكومة بإرجاء العودة المقررة لبعض طلاب المدارس في اليوم نفسه. وكانت المدارس الفرنسية قد أغلقت أبوابها منذ منتصف مارس الماضي. ويقول وزير التعليم جان ميشيل بلانكير، إن نحو 4 في المائة من الأطفال فقدوا التواصل مع مدرّسيهم منذ ذلك الحين.

وكتب العمد في خطاب مفتوح للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونشرته صحيفة «تريبيون»، إن الإطار الزمني «في معظم المقاطعات، غير واقعي وغير مقبول». وقال العمد، إنهم لم يحظوا بالوقت الكافي للإعداد لاستئناف الدراسة، في ظل تغيير خطط الحكومة ومسائل لوجيستية مثل توفير الكمامات للمدارس وطلاب مدراس المراحل العليا.

كما أعربت شركات النقل العام عن مخاوفها بشأن خطة تخفيف إجراءات الإغلاق.

وأفادت صحيفة «لو باريزيان» بأن الشركات الرئيسية حذرت الحكومة من أنها لا تستطيع ضمان التباعد الاجتماعي الكامل للركاب في 11 مايو.

وعرض رئيس الوزراء إدوارد فيليب أمس خطة تخفيف الإجراءات أمام مجلس الشيوخ، الذي تهيمن عليه المعارضة.
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد