حكمة المجنون ،بقلم : صفوت موسى

0 609

لعل أكثر الصفات التي تميز شخصا عن الآخر بين جميع الشعوب بإختلاف، ثقافتهم، و عاداتهم، وأفكارهم، ومكانتهم الاجتماعية، وحتى مناصبهم هي صفة الحكمة. والحكمة هي حالة يستطيع فيها الشخص تمييز المقبول عن غير المقبول مقترنا بالحكم العادل والبصيرة.
نعم، إن أكثر الأشخاص الذين حظوا بالاحترام والمكانة العالية على مدى التاريخ هم الحكماء، ونذكر منهم: زهير بن أبي سلمى والحارث بن عباد في الجاهلية وفي التاريخ الحديث: المهاتما غاندي، برنارد شو، فولتير، وسنيكا، وغيرهم الكثيرين والكثيرين، أشخاص بنوا أفعالهم على قدر من الحكمة ورجاحة العقل ودراية واسعة وإدراك واسع للأحداث والعواقب ولكن الحكمة ليست دائما في التأني.
إن بعض الأمور خاصة الأمور التي تهدد الكرامة والحقوق الأصيلة لا ينفع معها أي تأني وأي انتظار، فهذا لم يعد حكمة؛ وإنما هو التراخي والتخاذل، وهنا الحكمة تكمن في الجنون والإقدام على تحقيق الأهداف بشكل يضمن عدم الذهاب الى الهاوية من جهة ومن جهة أخرى، يضمن عدم ضياع الهدف والحق وخير مثال على هذا هو شيخ المجاهدين عمر المختار رحمه الله حين لم يتوانى للحظة عن الدفاع عن أرضه ولم ينتظر لأخذ المشورة من الأشخاص السلبيين والمتخاذلين بل مضى نحو هدفه يرى المجد في الموت
وأقول ، إن الحكمة هي استغلال اللحظة المناسبة وليس طول التفكير ومجنون استغل لحظته أعقل ,أكثر حكمة من فيلسوف تأنى وضاعت فرصته

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد