هل تنجح حافلة مورينيو في إيقاف قطار الغانرز؟ الكلاسيكو الأول في غياب الأساتذة….

العالم الآن – منير حرب – على الرغم من تراجع الفريقين أخيراً، تظلّ القمّة التي تجمع مانشستر يونايتد بأرسنال إحدى أهم مباريات الدّوري الإنكليزي الممتاز، لما تحمله العلاقة التاريخية بين الفريقين من تنافسٍ ونديّةٍ. (المباراة الأربعاء 22:00 بتوقيت عمان).
تعدّ المواجهة بين الفريقين من كلاسيكيّات الدّوري الإنكليزي. في العقد الماضي، سيطر مانشستر يونايتد على إنكلترا، حيث هيمن فريق السير أليكس فيرغسون على أغلب المسابقات المحليّة طيلة فترة ولايته. في ظل السيطرة المطلقة آنذاك، شكّل رجال المدرّب آرسين فينغر المنافس الأوّل لشياطين مانشستر. يعدّ فيرغسون و فينغر أحد أعمدة البريميرليغ، حيث ساهم المدرّبان بشكلٍ كبير في بروز الدوري الإنكليزي وتصدّره للائحة أكثر الدوريات مشاهدةً في أوروبا، هذا ما أكده السير أليكس عندما قال: «على الرغم من تكوينه موسم 1992/1993، فإنّ الدوري الإنكليزي الممتاز لم يبرز إلّا بفضل مواجهات آرسنال ومانشستر يونايتد».
قاد الرجلان فريقيهما قرابة العقدين من الزمن، ليصبحا مع الوقت صورة الفريق. لطالما عرفت المواجهة في حقبتهما ندّيّةً كبيرة، فبعيداً عن المنافسة الأزلية التي شهدت علوّ كعب أبناء مانشستر، عرف الكلاسيكو الكثير من المشاحنات التي أعطت للمواجهة نكهةً خاصّة. لعلّ أبرز الأحداث الحاصلة بين الفريقين، هي واقعة «معركة البوفيه» عام 2004. شهدت المباراة وقتها العديد من التوتّرات بين اللاعبين، على خلفيّة معركة حصلت بين باتريك فييرا ورود فان نيستيروي في الموسم الذي سبقه. في تلك المباراة كان آرسنال بحاجة لفوزٍ في سبيل الوصول لـ50 مباراة دون هزيمة، استكمالاً للموسم الذهبي الذي حقّق فيه فينغر دوري اللاهزيمة. تمكّن مانشستر وقتها من إنهاء السلسلة بفعل هدفي فان نيستيروي وروني. لم تحدث الإثارة ضمن المستطيل الأخضر، بل خارجه. حيث استغلّ اللاعب سيسك فابريغاس صراع الفريقين في النفق المؤدّي إلى غرفة الملابس ليرمي قطعة بيتزا على السير أليكس فيرغسون. منذ ذلك الوقت، عرفت المواجهة التي تجمع الفريقين على الأولد ترافورد بـ«معركة البوفيه»، تيمّناً بالمباراة التي أوقف بها يونايتد رقم المدفعجية التاريخي. شهدت مواسم آرسنال بعد ذلك العديد من التأرجحات بين المراكز الأربعة الأولى، دون أن يتمكّن فينغر من إعادة أيام المجد، فيما هبطت أسهم مانشستر مقارنةً بأندية النخبة بعد تنحّي السير عن عرش التدريب. أعاد مورينيو الضوء للكلاسيكو من جديد بعدما تسلم الدكة الفنية لمانشستر يونايتد، وذلك لما تحمله مسيرته في لندن من ندية مع فينغر، لينتهي ما تبقّى من إرث «معركة البوفيه» مع رحيل فينغر عن آرسنال في نهاية الموسم المنصرم.
الندية لا تزال حاضرة، ويستقبل مانشستر يونايتد على أرضيّة الأولد ترافورد نادي آرسنال ضمن منافسات الجولة الخامسة عشر من مسابقة الدوري الإنكليزي الممتاز. يشهد الكلاسيكو غياب المدربين الكبيرين لأوّل مرّة منذ قرابة عقدين من الزمن، ليخلفهما كلّ من جوزيه مورينيو مع المانشستر وأوناي إمري مع الغانرز، والهدف إعادة الأمجاد. في أقلّ من نصف موسم، تمكّن المدرّب الإسباني أوناي إمري من بناء منظومة متماسكة قادرة على المنافسة على اللقب. على الرغم من توتر الأجواء في السنتين الأخيرتين بين فينغر واللاعبين من جهة، وفينغر والجماهير من جهةٍ أخرى، تمكن المدرب الجديد من خلق أجواءٍ رائعة داخل قلعة الإمارات، محقّقاً بالعناصر المتوفّرة سلسة لاهزيمة وصلت لـ19مباراة متتالية، كان آخرها الفوز الكبير برباعية مقابل هدفين في ديربي الشمال أمام توتنهام. بفوزه الأخير، صعد آرسنال إلى المركز الرابع بفارق 8 نقاط عن المتصدر مانشستر سيتي.
على الجانب الآخر، يعاني مورينيو الأمرّين مع مانشستر يونايتد، حيث يستكمل مسلسل التخبّطات بالنتائج في موسمٍ آخر للنسيان. خيبةٌ جديدة أمام ساوثهامبتون أعادت تصويب أصابع الانتقاد للمدرّب البرتغالي، الذي اقترب من حافة الإقالة أكثر من أي وقتٍ مضى. بتعادله الأخير أمام ساوثهامبتون، يقبع مانشستر يونايتد في المركز السابع برصيد 22 نقطة مبتعداً عن أرسنال بـ8 نقاط. فوزٌ على الضيف الأحمر يعني تقليص الفجوة بينه وبين المقعد المؤهل لدوري الأبطال لـ5 نقاطٍ فقط. بعيداً عن أهمية المواجهة كونها تندرج ضمن إطار مباريات الـ6 نقاط، فإنّ إيقاف مسار انتصارات آرسنال سيعطي جرعة معنوية لرجال مورينيو، في سبيل تصحيح المسار قبل فوات الأوان. انتصارٌ على أرض الأولد ترافورد من شأنه تهدئة الأمواج في وجه المدرب البرتغالي، حيث سيبقى ضمن دائرة المنافسة على أغلب المسابقات المهمة في ظل ضمان تأهله إلى دور الـ16 من دوري أبطال أوروبا. في حقبة فينغر، كان لمورينيو الكعب الأعلى في المواجهات، حيث فاز البرتغالي بأغلب مباريات الفريقين عندما كان على رأس الجهاز الفني لنادي تشيلسي. الوضع الراهن لا يصب في مصلحة جوزيه نظراً لمواجهته أفضل نسخة لآرسنال منذ موسم 2004، فهل تنجح حافلة مورينيو في إيقاف قطار الغانرز؟ أم أنّ إيمري سيكتب فصلاً جديداً في كتاب الكلاسيكو؟





