ملوك الطوائف في الأندلس والخليج العربي .. إسقاط تاريخي ..فاديا نايف – الأردن

0 349

العالم الآن – الماضي مفتاح الحاضر ؛ نظرية معروفة في التأريخ الجيولوجي وعلم الطبقات ، ويمكن تطبيقها على تاريخ الحضارات الانسانية ؛ فالانسان يشبه الارض كثيرا منها تخلق وإليها يعود ، ومن هذا التاريخ الممتد تستحضر الأذهان حقبة زمنية تميزت بالازدهار الاقتصادي والعلمي والفكري إنها فترة الحكم العربي الاسلامي في الاندلس وكما هو معهود في سنن الامم فإن اي حضارة تقوم تبدأ بالارتقاء حتى تصل إلى الذروة ومن ثم تنحدر حتى السقوط ؛ دولة الاندلس بدأت مع عبد الرحمن الداخل الذي جدد الحكم الاموي فيها فحينما دخلها كانت تتأجج بالنزاعات القبلية عندها بدأ بتأسيس الدولة و قضى فترة حكمه التي امتدت قرابة ٣٣ عاما في القضاء على التمردات والثورات المضادة للحكم مؤسسا دولة مدنية متينة استطاعت الصمود لثلاثة عقود متتالية بعده .
انتهت كما بدئت !
ومن النهاية أبدأ بالاسقاط التاريخي على الواقع القائم حاليا في الخليج العربي فما اشبه الماضي بالحاضر آلت الاحوال بالاندلس الى دويلات وإمارات صغيرة وكثيرة متناحرة يستقوي كل منها على الاخر بمملكة قشتالة في الشمال التي بدورها استغلت هذا النزاع لتحقيق غاياتها التوسعية ولكبح جماح هذه القوة المسيطرة في شبه الجزيرة الايبيرية ؛ حيث كانت الاندلس قوة عظمى متحكمة في ذروة عهدها ، كانت اشبيلية اهم واكبر ممالك الطوائف وكان ملكها الشاعر المعتمد ابن عباد خاضع لاملاءات قشتالة كغيره من ملوك الطوائف وكنتيجة حتمية كانت الكارثة ؛ إنها سقوط طليطلة ، منذرة بسقوط الاندلس كاملة ..
ما الامس عنا ببعيد ؛ فهاهي شبه الجزيرة العربية تتأجج بالصراع بين تناحر وتنازع للصدارة اشبه ما يكون بالحرب الباردة ، يجدر بالذكر ان الاندلس في فترة حكم ملوك الطوائف كانت مزدهرة اقتصاديا وفكريا ولكن ملوكهم الذين كانوا يعيشون في ترف وبذخ ومجون حكمهمتهم اهوائهم ورغباتهم الشخصية وشتتهم عن الحفاظ على ارثهم وحضارتهم وثلاثمئة عام من الحكم والازدهار والقوة اضاعوه في بضع سنين !
بالعودة الى الواقع نجد في بادرة السعودية ودعوة قطر لحضور القمة في الرياض استدراك للكارثة ، كارثة الفرقة ؛ التي لا تحصد سوى الدمار والشتات ، على أمل ان تلم الشمل هذه الاخت الكبرى ويعود البيت الخليحي إلى لحمته المعهودة وتندثر هذه الغمة وترجع الهيبة للأمة !
في التاريخ العديد من الدروس والعبر ، من الحكمة الاعتبار بها ، ولعله خير معلم ؛ قد تختلف الاسماء والأزمان ، ولكنها النفس البشرية ؛ لم تتغير على مر العصور ، فسلوك الانسان ثابت ومعاييره لا تتأثر بالزمكان ، في التاريخ المحكي والمكتوب كان الإنسان من عهد آدم وحتى الان في صراع ازلي على وجوده .. وسيبقى حتى آخر الزمان !

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد