مراكز تدريبية لتأهيل المتشددين دينيا فى الصين

كتبت – فاطمة بدوى
الصين دولة متعددة القوميات، تتعايش فيها 56 قومية مثل قومية هان ومان ومنغوليا وهوي والتبت وتشوانغ ومياو ويي ، الخ. ويشكل تعداد قومية هان 94% من أبناء الشعب الصيني، بينما يشكل تعداد القوميات الأخرى التي تسمى بالأقليات القومية في الصين 6% . ومن بين هذه القوميات الستة والخمسين 10 قوميات تعتنق الإسلام، هي قومية هوي ( 8.6 ملاييننسمة) وقومية الويغور (7.21ملايين نسمة) وقومية القازاق (1.11 مليون نسمة) وقومية دونغشيانغ ( 374 ألف نسمة) وقومية القرغيز ( 142 ألف نسمة) وقومية سالار ( 88 ألف نسمة) وقومية الطاجيك (34 ألف نسمة) وقومية الاوزبك ( 14.5 ألف نسمة) وقومية باوآن ( 12 ألف نسمة) وقومية التتار ( 4.8 آلاف نسمة). ومجموع عدد أبناء هذه القوميات اكثر من 17.597 مليون نسمة. هذا الرقم جاء نتيجة الإحصاء عام 1990.
وتنتشر القوميات المسلمة الصينية في منطقتي شينجيانغ ونينغشيا ومقاطعات قانسو وتشينغهاي وشنشي بصورة رئيسية . وانتشار بناء قومية هوي واسع نسبيا، حيث ينتشرون في مدينة بكين ومقاطعة خبي ولياونينغ وآنهوي وشاندونغ وخنان ويوننان بأعداد كبيرة إضافة إلى المناطق السابقة الذكر. اما في المناطق والمقاطعات الخمس السابقة الذكر فكثافة السكان المسلمين قليلة، ذلك لأن مساحتها شاسعة. ولكن السكان المسلمين يحتلون نسبة معينة في مناطقهم حتى أن بعض القوميات المسلمة يحتل نسبة كبيرة نوعا ما. فالمسلمون في منطقة شينجيانغ مثلا يشكلون حوالي 60% من سكانها.
ويعد تطبيق سياسة الحكم الذاتي الإقليمي القومي من سياسات الصين الأساسية لحل مشاكل القوميات، وهو أيضا النظام السياسي الأساسي لتحقيق المساواة والوحدة والاتحاد بين مختلف القوميات الصينية. وتعني سياسة الحكم الذاتي الإقليمي القومي أن تقام في مناطق يتجمع فيها أبناء الأقليات القومية مناطق ذاتية الحكم خاصة داخل حظيرة بلادنا الكبيرة وتحت قيادة الدولة الموحدة ليكون أبناء هذه الأقليات القومية سادة لأنفسهم يديرون الشؤون المحلية ويعالجونها داخل قومياتهم.
أجازت الدورة الثانية للمجلس الوطني السادس لنواب الشعب عام 1984 ((قانون الحكم الذاتي الإقليمي القومي)) الذي يعد قانونا أساسيا يضمن بصورة ملموسة تطبيق المبادئ الأساسية واللوائح الأساسية حول الحكم الذاتي الإقليمي القومي في الدستور. وحتى النصف الأول من سنة 1990 تم تطبيق الحكم الذاتي الإقليمي القومي بين اكثر من 90% من السكان في المناطق التي يتجمع فيها أبناء الأقليات القومية. وأقيم الحكم الذاتي الإقليمي في 154منطقة في أرجاء الصين، منها 5 مناطق ذاتية الحكم و30 ولاية ذاتية الحكم و119 محافظة او راية ذاتية الحكم. ورئاسة اللجنة الدائمة لمجلس نواب الشعب للمنطقة الذاتية الحكم الإقليمي ونيابة رئاسة اللجنة الدائمة يجب ان يتولاهما مواطنون من أبناء القومية او القوميات التي تمارس الحكم الذاتي الإقليمي. كما أن منصب رئاسة المنطقة الذاتية الحكم والولاية الذاتية الحكم والمحافظة الذاتية الحكم يجب ان يتولاه مواطن من القومية او احدى القوميات التي تمارس الحكم الذاتي الإقليمي. وفي المناطق التي لا تتوفر فيها ظروف إقامة الحكم الذاتي الإقليمي، والتي يساوي حجمها حجم الناحية التي يتجمع فيها أبناء الأقلية القومية، تقام فيها الناحية القومية بصورة عامة. ويمكن القول أن إقامة الناحية القومية تعد تكملة لتطبيق الحكم الذاتي الإقليمي القومي.
ان في الصين 10 قوميات تعتنق الإسلام وتطبق في مناطق تجمعاتها سياسة الحكم الذاتي الإقليمي القومي ايضا، وتقام فيها أجهزة محلية للحكم الذاتي القومي تمارس سلطة الحكم الذاتي القومي.
فيما قالت الحكومة الصينية مؤخرا إنها اعتقلت حوالي 13000 “إرهابي” – على حد وصف بيان الحكومة الصينية – في منطقة شينغيانغ المضطربة في أقصى غرب البلاد منذ عام 2014 ، في وثيقة حكومية جديدة للدفاع عن إجراءاتها حول ما تقول إنه “القضاء على التطرف الإسلامي”.وتقول الحكومة الصينية إن السلطات تبنت سياسة “تحقق التوازن الصحيح بين التعاطف والصرامة”.وأضافت أنه منذ عام 2014 فككت شينغيانغ 1588 عصابة عنيفة وارهابية واعتقلت 12995 ارهابياً وصادرت 2052 عبوة ناسفة وعاقبت 304545 شخصاً على 4585 نشاطاً دينياً غير قانوني وصادرت 345229 نسخة من مواد دينية غير شرعية.وقالت الحكومة الصينية إن أقلية صغيرة فقط من الناس يواجهون عقوبة صارمة، مثل زعماء الجماعات الإرهابية، بينما يتلقى الذين يتأثرون بالتفكير المتطرف التعليم والتدريب لتعليمهم الخطأ في طرقهم.من خلال مراكز للتدريب المهني.وتقول بكين إن شينغيانغ واجهت تحدياً خاصاً منذ هجمات 11 سبتمبر 2001 فى الولايات المتحدة، حيث كثف متطرفو تركستان الشرقية أنشطتهم فى الصين، فى إشارة الى مصطلح الذي تطلقه الصين على للمتطرفين والانفصاليين الذين تقول إنهم ينشطون في شينغيانغ.شينغيانغ بحسب الوثيقة الحكومية كانت لفترة طويلة جزءاً لا يتجزأ من الاراضى الصينية، وتطورت جماعة الإيغور العرقية من عملية طويلة من الهجرة والاندماج العرقي.و دحض نائب وزير الخارجية الصيني تشانج هان هوي، بيانات عن وجود نحو مليون من الإيجور في ما يسمى “معسكرات إعادة التأهيل” في منطقة شينجيانج الإيجورية، وقال المسؤول الصيني في مؤتمر صحفي في مدينة شينجيانج إنّ البيانات ملفقة ومفبركة بالكامل، ونشرها “الزومبي” المتبقون من عهد الحرب الباردة، الذين لا يريدون رؤية تطور جمهورية الصين الشعبية.وأوضح الدبلوماسي أنّ “الحكومة الصينية تتفهم تماما الإجراءات التي اتخذتها السلطات المحلية لمنطقة شينجيانج ذاتية الحكم للحفاظ على الأمن والاستقرار الاجتماعي في المنطقة، وكذلك الجهود الرامية لضمان المصالح الأمنية للسكان المحليين وتطورهم”، مضيفًا: “بعض الأشخاص يقومون منذ بعض الوقت بحملة لتشويه سمعة الحكومة الصينية وسياساتها في شينجيانج، ويسمون مراكز التعليم المهني التي أُنشئت هناك (مراكز لإعادة تأهيل الإيجور)، حتى أنّهم اختلقوا بعض الأرقام، زاعمين أنّنا احتجزنا مليون شخص في هذه المراكز، وهذا بالطبع هراء مطلق





