خشية من موجة وبائية ثانية إثر اكتشاف بؤرة جديدة في الصين

0 232

العالم الآن – كشفت الصين الأحد ارتفاع عدد الإصابات الجديدة بكوفيد-19 على أراضيها، ما أثار خشية من موجة وبائيّة ثانية، في وقت تستعدّ دول أوروبّية لفتح حدودها مجدّداً بعد بروز مؤشّرات مشجّعة.

وأعلنت الصين اكتشاف 57 إصابة جديدة بالفيروس في 24 ساعة، بينها 36 مرتبطة بسوق كبيرة في بكين، في أعلى حصيلة يوميّة منذ نيسان/أبريل.

ويُعدّ النبأ مقلقاً لبقيّة العالم، إذ يُلقي الضوء على صعوبة السيطرة على وباء لا يزال يجتاح أميركا اللاتينية وإيران وجنوب آسيا.

وكانت الصين دخلت مرحلة التعافي من الوباء الذي ظهر نهاية العام الماضي في ووهان (وسط)، مستعينةً بإجراءات تتدرّج من وضع كمامات واقية إلى إقرار الإغلاق والعزل.

في العاصمة الصينية، عزلت السلطات 11 منطقة سكنيّة قريبة من السوق، وشرع 24 مركزا في إجراء فحوص شملت عشرة آلاف شخص. وتتطلّع السلطات إلى إجراء فحوص لـ46 ألفا آخرين يسكنون أحياء محيطة بالسوق.

وقالت غيو الثلاثينيّة بينما كانت تنتظر إجراء فحص “كنتُ قد توجّهت إلى السوق، لذا أريد التأكّد من عدم إصابتي”.

وأودى فيروس كورونا بـ431 ألفاً و193 شخصاً على الأقل حول العالم منذ ظهوره في الصين. كما سُجّلت رسميّاً أكثر من سبعة ملايين و848 ألفا و160 إصابة في 196 بلداً ومنطقة.

وفي مؤشر إلى أنّ السيطرة على الوباء لا تزال عسيرة، أعلنت إيران الأحد أكثر من مئة وفاة جراء كوفيد-19 في 24 ساعة، في حصيلة لم تسجّل البلاد مثيلا لها منذ شهرين وترفع العدد الإجماليّ للوفيات على أراضيها إلى 8,837.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الصحة في إيران التي تعدّ الأكثر تأثراً بالوباء في الشرق الأوسط، “إنه فيروس متوحش لا يمكن التنبؤ به، يمكن أن يفاجئنا في أي لحظة”.

ووضع الوباء الأنظمة الصحية في العالم أمام امتحان، خصوصا في الهند حيث قالت وسائل إعلام إنّ مرضى كثيرين يتوفون خارج المستشفيات التي تعاني نقصا في الأسرّة. وتُسجّل أكثر من ألف إصابة يومياً في نيودلهي.

وتروي ابنة اشواني جايين، تاجر في نيودلهي في منتصف الأربعينات، أنّ والدها توفي إلى جانبها في سيارة إسعاف بينما كانت تبحث بلا جدوى عن مستشفى يستقبله. وتقول الفتاة العشرينية “لا يهمهم إن عشنا أو متنا”.

وفي الهند التي سجّلت رسمياً نحو تسعة آلاف وفاة وأكثر من 300 ألف إصابة، تكتظ المشارح بالجثث بسبب عجز عاملي المدافن والمحارق عن مجاراة مسار الوفيات.

في باكستان، حذّر وزير التخطيط الأحد من أنّ عدد الإصابات بالفيروس في البلاد قد يتضاعف بحلول نهاية حزيران/يونيو ويتجاوز مليونا بعد شهر واحد فقط.

-أوروبا تعيد فتح حدودها-

تزامناً، تستعيد ألمانيا وبلجيكا وفرنسا واليونان، وهي بلدان يتراجع فيها المرض بشكل واضح، حرّية التنقل صباح الإثنين مع دول الاتّحاد الأوروبي كافّةً. وستقوم النمسا بالأمر نفسه منتصف ليل الإثنين الثلاثاء.

كما قرّبت إسبانيا هذا الإجراء إلى 21 حزيران/يونيو بعدما ما كان مقرّراً في الأول من تموز/يوليو، ولكنّها استثنت حدودها البرّية مع البرتغال.

في فرنسا التي سجّلت رسميا نحو 30 ألف وفاة بكوفيد-19 وحيث تُواصِل حصيلة الإصابات الجديدة تراجعها، أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون الأحد عودة البلاد إلى الحياة شبه الطبيعية اعتبارا من الإثنين بعد ثلاثة أشهر من الإغلاق، متعهّدا “استخلاص العبر” من الأزمة.

كما أعلن الرئيس الفرنسي عودة دور الحضانة والمدارس والمعاهد إلى العمل اعتبارا من 22 حزيران/يونيو، ما يفعّل دوران العجلة الاقتصادية. إلى ذلك ستعمل مقاهي باريس وحاناتها اعتبارا من الإثنين بكامل طاقاتها.

وأعلن وزير الصحة الفرنسي الأحد أنّ فرنسا سجّلت أقلّ من 10 وفيات جديدة جراء كوفيد-19 في 24 ساعة.

في إيطاليا التي سجّلت أكثر من 34 ألف وفاة بكوفيد-19 وفتحت حدودها في الثالث من حزيران/يونيو، اكتُشفت في الآونة الأخيرة بؤرتان جديدتان للمرض في روما، الأولى داخل مستشفى والثانية في مبنى فرض عليه حجر.

في المملكة المتحدة، أُحصيت 36 وفاة إضافية الأحد، وهي الحصيلة اليومية الأدنى المسجّلة في البلاد منذ 21 آذار/مارس، أي قبل يومين من فرض الإغلاق التام.

وصارت بؤرة الوباء حالياً في أميركا اللاتينية حيث يتفاقم الوضع خارج البرازيل أي في دول مثل المكسيك وتشيلي، فيما يبدو النظام الاستشفائي في هندوراس “على وشك الانهيار”، وفق ما قال الأستاذ في الجامعة الوطنية ماركو توليو ميدينا.

في البيرو، قررت السلطات حصر عدد زوار الموقع السياحي ماتشو بيتشو في تموز/يوليو بربع الأرقام التي كان يستقطبها قبل الجائحة.

وبتسجيلها في المجمل 42720 وفاة حتى مساء السبت، تُعدّ البرازيل ثاني دول العالم الأكثر تضرراً بعد الولايات المتحدة.

في الأثناء، بدأت ملاعب كرة القدم الأوروبية باستعادة الحياة في نهاية الأسبوع، مع استئناف المنافسات في إيطاليا وإسبانيا وغيرهما، بعد ثلاثة أشهر من الانقطاع.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد