نظام رسمي عربي على دكة الإحتياط – أيمن الخطيب – الأردن

0 863

العالم الآن –

” نظام رسمي عربي على دكة الإحتياط ،ِ
مينيب وهرميس وحوارات الموتى ،
ونساء لن يدخلنّ دكاكين الشعراء ”

لن يستطيع النظام الرسمي العربي أن يستمر في حضوره سياسيا وأمنيا و إقتصاديا على مستوى النظام العالمي الجديد وخارطته السياسية الثقافية الجديدة مهما توافرت لديه مقومات الدولة ، 
وعلى الأغلب أنه لن يستمر في إطار مشروع فكفكة الدول واعادة تركيبها جزيئيا
ولن يكفيه أبدا إستجداء شرعيات تاريخية له أو وطنية أو قومية مهما بلغت شدة خطاباته الحامية ومهما تكاملت سلطاته و أدواته في استهلاك الجماهير ؛
ذلك أن النظام العالمي الجديد يتحرك وسط ميكانزيم متسارعة لا تتوافر فيها ولم يعد أن يقبل أصلا مفاهيم الايدولوجيا والعقائد ولا سلطات اللون الواحد ولا
كاريزما الزعيم و المخلّص .
يجدر بالذكر أن تحرر العالم الاول والثاني من أزماته وترجيح كفة التكنولوجيا على حساب الأيدولوجيا
أتى أكلُه منذ سبعينات القرن الماضي ونموذج ذلك
الصين الشيوعية التي رفعت شعارا
“ليس المهم ما لون القطط المهم أن تصطاد الفئران ” في دعوة واضحة لمغادرة مواقع الجمود و الإنفتاح أكثر
وإنتقلت من المركز الرابع والثلاثين في الناتج الاجمالي المحلي الى المركز الثاني في ظرف زمني لم يتجاوز
ثلاثين عاما .
ما يبدو واضحا أن مرحلة ما بعد مأسسة الدولة وعولمة العالم سيكون عنوانها البارز نظام عالمي
جديد يقوده مركز مالي واحد بشكل تصير معه الدول مجموعة من شركات مساهمة عامة ترشح لتصب في صالحه .
بينما نجد نظام رسمي عربي على دكة الاحتياط
ذات جمود عقائدي وتمترس واضح في مواقعه
الأولى حيث تسود بدائية الوعي و ما قبل الدولة
ومصاب بحالات تأخر و فوات حضاري مخيف .

…..

عودة الى تاريخ الميثولوجيا الاغريقية وموادها الدسمة ،
نجد حوار الموتى الذي جمع بين مينيب وهرميس في رحلتهم عبر القارب الى الخلود ،
نجد أنها تشكل درسا حيويا وقابلا للاحتواء على مستوى الوعي في الوقت الراهن ،
الحوار يوضّح الشروط اللازمة للخلود التام ،
إذ أن مينيب كان يطلب من هرميس أن يجعل الموتى يتعرون من كل ما يملكونه قبل الصعود الى القارب ،
سوى من أرواحهم ،
فيتجرد الحاكم من سلطانه والشاعر من بيانه
ورجل الدين من كذبه ،
و الفيلسوف من خياله ومخياله ،
والعاشق من رغباته حتى الرجل البدين الذي لم يكن يملك شيئا سوى ” كرشه ” تخلى عن كتل اللحم في جسده .
في تأكيد أن الرحلة لن تستمى ولن ينجو أحدا إلا اذا تم التخلي عن كل الزاوئف والتعري تماما سوى من الروح بتجردها.
فهل نستطيع نحن الذين نتبنى ونمتلئ خرافة وهزائما وكذبا دون طائل ولا جدوى
أن نتعرّى ونصعد الى قارب الخلود ،
وأن يكتبنا التاريخ لمرة واحدة دون استهزاء .!!!

….

التحية للنساء البطلات جدا ،
أول الوعي و ربّ المرحلة
وفتنة والدلال ،
البهيات للغاية ،
أعلى من الفكرة ،ِ
المزدحمات بالأنوثة والياسمين
والمجد والبلاد ،
اللاتي بقينّ حسرة في قلوب الرجولات الزائفة ،
و أصرنّ أن يستمررنّ نساء ،
ولن يدخلنّ بخفة مصيدة القصيدة
و دكاكين الشعراء .

……

أيمن الخطيب ” أ.خ ”
الحكيم

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد