الأقليات … مجرد مصطلح أم داء – هيثم العجلوني – فلوريدا

0 434

العالم الآن – يجوز لي ان احتقر مصطلح ” الأقليّات ” ، ليس فقط لانه يخلو من الثوابت الانسانيه ، تماماً كخلوّه المنطقي والرياضي من الثوابت النسبيه من حيث أقلية مَن لِمَنْ ، ولكن لان قانون الطبيعة هو بدوره ايضاً لا يعترف بالتمايز اصلاً ، خُذ مثلاً قطعة ارض من الف متر ، وجَرّب ، سوف تعطيك قمحاً وعنباً و وروداً وجرجير إن شئت !! وليس يُماحك الاقل عدداً الاكثر عدداً بإنجازاته وعبقرية ابنائه ومبلغ مساهماته ، فالعطاء والوفاء للأوطان ليس بالعدد بل بالعتاد ، وهنا يسهل علينا الاتفاق بان معظم عظماء الشعوب ولدوا في اوطان سواهم ، ويجوز لنا ان ننبهر عندما نشاهد اناساً لا وطن يشتركون به ولا عرق ولا ديانه مع من يتبّرعون لهم بجهودهم وبأموالهم الخاصه ! اليس اذن في قدرة العروبه ان تتسع لكل من هو على ارضها وبين حناياها من اعراق وطوائف وانساب ، ام انها تقهقرت الى الوراء وعادت الى حيث كانت تحارب أربعين عاماً من اجل فرس وأربعين مثلها من اجل ناقه ؟ ساستثني العظماء على كثرتهم من العلماء والفنانين والاُدباء الذين أثْروا البلاد التي قدموا اليها فزادوها ألقاً وفخاراً ، واعرج فقط على الشعراء ، الم يكن أمير الشعر العربي كردي – تركي ، وامير فرنسا ” ابولينير ” بولندياً ؟ ولكن مهلاً ، هل تعلمون ان امير الشعر الروسي وفارسه الذي قُتِل في الثلاثينات من العمر في مبارزة دفاع عن الشرف كان من الحبشه ؟ لقد كان ” بوشكين ” يوزّع من ثرواته على الفقراء دون تمييز بعد ان ادّخر لروسيا ثروة من الأدب اكثر لمعاناً من الذهب ، وترك لعشاق الشعر حول الكوكب مؤلفات حارقه مثل البخّور ، لها رماده كما لها عطره وسحره ، وأثره في النفس والحواس ، حتى اصبح الروسي اليوم يفتخر بأشعاره اكثر ما يفتخر بعدد مقاطعات روسيا !! في بلاد التآخي يا ساده نتفق ان الوطن للجميع ، فلا يمكن ان تجد حذاء عتيق لم يجد صاحبه مكاناً يرميه فيه غير طريقك الى العمل او الى الحديقه ! وفي بلاد الانسانيه يا ساده لا يمكن الاّ ان نتفق بان البط وجد لكي نرمي له بالخبز لا ان نرميه بالرصاص ، وان الزهر زُرع ليُبهح وليس للرعي ، وان الضوء الاحمر إشارة للوقوف وليس له علاقة بداء السّكّر ، واخيراً يجوز لي وانا الذي حملتني مهنتي وفضولي الى ارجاء العالم ان أظل أُدهش كالأطفال …..؟؟؟

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد