الأدب والموسيقى … حياة أخرى – هيثم العجلوني – فلوريدا

0 520

العالم الآن –  رُويَ ان القائد ” كراسوس ” قد صرّح ذات جدل الى شريكه في الحكم يوليوس قيصر بأنه لا يثق في وزيره الاول ، فأجابه القيصر ، عجباً لرأيك ، بل هو اعزّ صديق لي وخير سنَدٍ فكيف عساني لا اثق به ، فقال له ؛ ليس من الحكمة يا سيّدي ان يُؤتمن من لا يتذوّق الشعر ولا يحب الموسيقى ، وان بروتُس هو كذلك !! وقد روى لنا شكسبير بقية القصه في مسرحيته المأساوية ( يوليوس قيصر ) ، والتي استعرض فيها مقتل القيصر من قبل مجموعة من قادته ، كان الرأس المُدبّر للجريمه ، وصاحب الطعنة الأخيره في جسده ، المُؤتمن ” بروتُس ” ، ثم اختتمها شكسبير بصرخة القيصر الشهيره ” حتى انت يا بروتُس … ؟ الفارق بين السياسي والأديب يا ساده ، ان في حياة الاول العمليه اشياء مهمه واخرى غير مهمه ، فيما لدى الثاني اشياء جيده واخرى ربما لا لزوم لها ، نُطالع ونسمع هذه الايام باشمئزاز وقرف ترك بعض السياسيين العمل السياسي والتشريعي الذي إنْبروا اليه بمحض ارادتهم ، الى تكريس عقولهم الضحْله لمعاركة الفن والموسيقى في البلد ، عوضاً عن محاربة الفقر والبطاله وغلاء الاسعار !! ظنّي ان هؤلاء الجهله اصحاب العقول المريضه والكروش المُتخمه ، قد صدقوا فعلاً بان مجرد نجاحهم في استقطاب اصوات سكّان حارةٍ مع ازقّتها ، لكي نقول خدعوها او اشتروا اصوات البسطاء نقداً او وعوداً ، بأنهم يمثلون كافة شرائح الوطن ! ألم نقل ان الغرور جهل والجهل عتمه ؟ ألا تبّاً لهكذا سياسيّين بائسين ، وبئس هكذا جهله لهم داعمين ، وبئس هكذا مرضى متخلفين ، ان السياسي العاقل والناجح هو من يحترم مشاعر ورغبات كافة شرائح الشعب ، والذكي هو الذي ينبغي عليه ان يضع أمامه دوماً سيناريو ” يوم الخروج ” وليس فقط ساعة الدخول ، ولكن التقدير الذي نعرفه دوماً ، حينما تمتلىء الجيوب والكروش ، تصبح ( النذالة ) هي فن المُمكن وليس السياسه ،، يقول سقراطيس وقد صدق ” ان في الموسيقى حياة ” ، ونحن يا ساده مطالبون اليوم بان نُكثر من سماع الموسيقى ، ومن زيارة المتاحف لنفهم معاني الحياة ، ومطالبون بالتذكّر دوماً بأن ثمة استعمالات اخرى للحذاء عند العرب ، غير المشي به.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد