كل شئ عن الجدار الذي اختلف عليه الأمريكان وترامب مع المكسيك
العالم الآن – أدى الخلاف بشأن تمويل الجدار الحدودي الذي وعد بإقامته الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفصل بين حدود بلاده والمكسيك إلى أطول فترة إغلاق للجهاز الحكومي في تاريخ الولايات المتحدة.
ويقول ترامب إنه يلزم الحصول على تمويل قدره 5.7 مليار دولار لمواجهة “أزمة إنسانية وأمنية” في الحدود الجنوبية، محذرا من أن الإغلاق الحكومي قد يستمر إلى أن يحصل على الأموال.
ويصف الديمقراطيون الجدار بأنه إهدار لأموال دافعي الضرائب، متهمين إدارة ترامب بأنها تتحدث عن “أزمة مفتعلة”.وفيما يلي سبع خرائط توضيحية تهدف إلى شرح الجدار المقترح والوضع الحدودي بين الولايات المتحدة والمكسيك.
1. لم يقم ترامب ببناء الكثير من جداره
قبل تولي ترامب السلطة، كان يوجد 654 ميلا (أكثر من ألف كيلومتر) من الحواجز القائمة على طول الحدود الجنوبية، 354 ميلا من الحواجز لمنع المارة و300 ميل عبارة عن سياج حاجز لمنع المركبات.ووعد ترامب خلال حملته الانتخابية لرئاسة البلاد ببناء جدار على طول الحدود الممتدة لألفي ميل.
ثم تحدث بعد ذلك موضحا أن البناء سيقام على نصف المسافة فقط، لأن التضاريس الطبيعة، كالجبال والأنهار، تساعد في تغطية المسافة المتبقية.
بيد أن ترامب عندما تولى السلطة، وعلى الرغم من استبدال بعض الحواجز الموجودة بالفعل، لم يبدأ بالبناء على أي امتداد للجدار.
وصدق الكونغرس حتى الآن على توفير 1.7 مليار دولار لتمويل 124 ميلا للحواجز الجديدة والبديلة منذ دخول ترامب البيت الأبيض.
كما بنيت حواجز بديلة أو بدأت عمليات بناء على طول 40 ميلا. ومن المتوقع بدء عمليات بناء حواجز بديلة على طول أكثر من 61 ميلا في عام 2019. وهو ما يعادل أقساما جديدا بنسبة 15 في المئة للهياكل المقامة حاليا.
ويبدأ أول بناء لأي امتداد للهياكل الحالية، والتي يمكن إطلاق تسمية حاجز جديد عليها، في فبراير/شباط المقبل في وادي ريو غراند في ولاية تكساس.
وسوف يغطي المشروعان مساحة بإجمالي طول 14 ميلا: حاجز يمتد ستة أميال وآخر يمتد ثمانية أميال أخرى.
وعلى الرغم من إصرار ترامب على بناء جدار على امتد الحدود بين البلدين، أشار مسح أجراه مركز “بيو” للبحوث الشهر الماضي إلى أن غالبية الأمريكيين، 58 في المئة، يعارضون الفكرة، فيما يدعمها 40 في المئة.
2. لا يعرف أحد كم هي كلفة البناء بالفعل
تفاوتت تقديرات مؤسسات رسمية وغير رسمية بشأن كلفة الجدار الخرساني بين 12 مليار دولار إلى 70 مليار دولار.وأثارت الكلفة المبدئية التي حددها ترامب، وتراوحت قيمتها بين 8 مليارات دولار و 12 مليار دولار لبناء جدار يغطي نصف الشريط الحدودي، خلافا واسع النطاق.
وكان سياج بطول 650 ميلا قد بني خلال فترة حكم الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش بكلفة 7 مليارات دولار، ولا يمكن وصفه بأنه يفي بوعود ترامب الرامية إلى بناء حاجز “طويل وقوي وجميل”.
بيد أن ترامب يطلب حاليا 5.7 مليار دولار بالإضافة إلى مبلغ 1.7 مليار دولار مخصصة بالفعل للحواجز الجديدة والبديلة.
وكانت وزارة الأمن الداخلي قد قدرت سابقا كلفة جدار يقام على نصف المساحة الحدودية بنحو 25 مليار دولار، لكنها قالت حاليا إنها مازالت تبحث عن خيارات لتحديد الكلفة.
وتقول هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إن متوسط كلفة الجدار تصل تقريبا إلى 6.5 مليون دولار للميل الواحد لبناء جدار حدودي جديد أو استبدال السياج القديم الموجود بالفعل.
3. ترامب أراد جدارا خرسانيا، ويتحدث الآن عن جدار فولاذي
تراجع ترامب عن رأيه بشأن مادة بناء الجدار.
كان ترامب قد وعد ببناء “جدار كبير وجميل” بين الولايات المتحدة والمكسيك، وكان ذلك بمثابة نداء حشد خلال حملته الانتخابية، وكان يتحدث في البداية عن جدار خرساني.
بيد أنه بدأ يتحدث، بعد انتخابه رئيسا للبلاد، عن حاجز فولاذي، يستطيع أفراد الأمن على الحدود الرؤية من خلاله.
وعندما كشفت إدارة ترامب، في أكتوبر/تشرين الأول 2017، عن ثمانية نماذج مبدئية لتصميم جدار بارتفاع 30 قدما، جاءت مزيجة بين الخرساني والمعدني.
ويتحدث ترامب، منذ ديسمبر/كانون الأول، عن كونه لا يرغب في بناء جدار خرساني على الإطلاق، بل يرغب بدلا من ذلك في بناء “صفائح فولاذية مصممة بطريقة فنية”.
ونشر ترامب تغريدة قبل الإغلاق الحكومي تضمنت صورة تصميم “حاجز من صفائح الفولاذ” وقال إنها “فعالة جدا وجميلة في ذات الوقت”.
وقال مسؤولون في هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية إنه لا يوجد أي من النماذج التي قدمتها إدارة ترامب، وخضعت لاختبار في 2017، تستوفي متطلبات العمل.
وأضافوا أنها لم تتح “بيانات قيمة” تساعد في اختيار عناصر التصميم في المستقبل.
4. تراجعت المخاوف من الحدود الجنوبية بمرور الوقت
قال ترامب في خطاب وطني بداية يناير/كانون الثاني الجاري إن ثمة حاجة لجدار يهدف إلى وقف “أزمة إنسانية وأمنية متزايدة على حدودنا الجنوبية”، بما في ذلك وقف تدفق “آلاف المهاجرين غير الشرعيين”.
كما تحدث ترامب في سجال مع الزعيمة الديمقراطية في مجلس النواب، نانسي بيلوسي، وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، تشارلز تشومر، عن “تدفق مواطنين إلى بلادنا”.
بيد أن الأرقام تشير إلى تراجع العبور غير الشرعي للحدود منذ عام 2000.
كان 1.6 مليون شخص قد عبروا الحدود بطريقة غير شرعية في عام 2000، في حين لم يتجاوز العدد العام الماضي 400 ألف شخص.
وسجل العدد خلال عام 2017، العام الأول من تولي ترامب السلطة، أدنى تراجع له منذ عام 1971.
ويعارض أعضاء الكونغرس، الذين يمثلون منطقة الحدود الجنوبية، بناء الجدار الحدودي، ويقولون إنه لن يفضي إلى تحسين الأمن.
وقال الجمهوري، ويل هورد، ممثل أكبر مساحة للمنطقة الحدودية الجنوبية مقارنة بأي عضو آخر في الكونغرس :”أعتقد أن بناء هيكل خرساني على الشريط الحدودي يعد باهظ التكلفة وأقل فعالية بالنسبة للأمن في المنطقة الحدودية”.
5. الاعتقالات وطلبات اللجوء سجلت ارتفاعا جديدا عامي 2017 و 2018
سجلت حالات الاعتقال بين عامي 2017 و 2018 في المنطقة الحدودية بين المكسيك والولايات المتحدة زيادة بنحو 100 ألف، كما سجلت طلبات اللجوء زيادة بنحو 16 ألفا، بزيادة نسبتها 43 في المئة.
كان من بين هذه الفئات عدد متزايد من الأسر الفارة من أعمال العنف في أمريكا الوسطى، التي سلمت أنفسها إلى السلطات الأمريكية عند الحدود. وقال كثيرون للمسؤولين إنهم يخشون العودة إلى بلدانهم.
وأنحى البعض باللائمة على قرار خفض عدد اللاجئين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة في إطار برنامج قبول اللاجئين، كسبب وراء زيادة طلبات اللجوء عند الحدود.
وتُرسل مثل هذه الطلبات إلى مسؤولي اللجوء في إدارة الخدمات الأمريكية الخاصة بالمواطنة والهجرة.
ولن يمنع على الأرجح أي حاجز حدودي جديد هؤلاء المهاجرين من المطالبة قانونيا باللجوء عند معبر الدخول، على الرغم من مزاعم ترامب،
6. معظم الهجرة غير القانونية سببها “تجاوز” المدة المحددة للتأشيرة وليس عبور الحدود
وعلى الرغم من كون ترامب كان قد أنحى باللائمة على الحدود الجنوبية كسبب للهجرة غير الشرعية، إلا أن معظم الزيادة المسجلة بالفعل كانت بسبب تجاوز المدد المحددة في تأشيرات الدخول.
وعلى الرغم من اعتقال نحو 400 ألف شخص حاولوا عبور الحدود الجنوبية بطريقة غير شرعية العام الماضي، إلا أن أكثر من 700 ألف شخص ممن دخلوا إلى الولايات المتحدة بطريقة قانونية تجاوزوا تاريخ مغادرتهم المتوقع والمحدد في التأشيرة عام 2018، بحسب وزارة الأمن الداخلي.
وسجل الكنديون أعلى معدلات أولئك الذين تجاوزوا المدة المحددة في التأشيرة، بحسب أرقام وزارة الأمن الداخلي، يليهم في المرتبة المكسيكيون والبرازيليون.
وعلى الرغم من تراجع عدد الذين تجاوزوا المدد المحددة في التأشيرات إلى نحو 420 ألف شخص في مايو/أيار 2018، إلا أنه مازال أعلى من عدد المعتقلين الذين سعوا إلى دخول البلاد بطريقة غير شرعية عن طريق الحدود المكسيكية والولايات المتحدة.
7. الجدار ليس من المحتمل أن يمنع دخول المخدرات إلى الولايات المتحدة
زعم ترامب أن 90 في المئة من الهيروين يأتي عبر الحدود الجنوبية، وأن بناء جدار سيساعد في مكافحة المخدرات.
وكان حجم المضبوطات من الهيروين قد بلغ 7979 كيلوغراما عام 2017، 39 في المئة منها ضُبط عبر الحدود الأمريكية المكسيكية، بحسب وكالة مكافحة المخدرات.وجاءت معظم المضبوطات الحدودية عبر ممر سان دييغو، حوالي 1073 كيلوغراما في 2017، بزيادة نسبتها 59 في المئة مقارنة بعام سابق.
وعلى الرغم من أن معظم كميات الهيروين التي تدخل إلى الولايات المتحدة تأتي من المكسيك، تشير وكالة مكافحة المخدرات إلى إن معظمها تدخل عن طريق عمليات تهريب عبر منافذ الدخول القانونية، مخبأة في مركبات خاصة الملكية أو شاحنات نقل، مختلطة بسلع أخرى.
ونسبة صغيرة فقط من مضبوطات الهيروين كانت بين نقاط الدخول، حيث توجد حواجز أو مقترح وضعها.
وتوجد بالفعل حواجز في قطاعات دوريات الحدود التي تسجل أعلى كميات ضبط للهيروين.”BBC”