الفیصلي والوحدات: قمة كرویة بتفاصیل صغیرة قد تحدد مسار اللقب …
العالم الآن – بقلم : تيسير محمود العميري – یتفق كثیرون على أن مباراة الفیصلي والوحدات، التي أخذت مسمیات عدیدة على مدار
43 عاما منذ أن أقیم أول لقاء بین الفریقین یوم الأحد 28-11-1976 ،تعد أھم حدث كروي
محلي، وتحظى بمتابعة استثنائیة من الجماھیر، لأن نتیجة تلك المباریات غالبا ما حددت ھویة
البطل، قبل أن تدخل فرق أخرى حلبة المنافسة وتفرض كلمتھا في التأثیر على اتجاھات اللقب.
من ”الدیربي“ الى ”الكلاسیكو“، ومن ”قمة الكرة الأردنیة“ الى ”لقاء القطبین“.. تعددت الأوصاف
والمباراة واحدة؛ حیث تجمع بین أكبر فریقین محلیین وأكثرھما حصولا على الألقاب.
واذا كان ظھور الفیصلي على صعید الدوري بدأ العام 1944 ،فإن الموسم 1976 شھد أول
مواجھة بین الفریقین، وحینھا فاز الفیصلي 3-0 ،وما لبث الوحدات أن ھبط الى الدرجة الثانیة
وغاب عن الموسم 1977 ،ثم صعد بسرعة في الموسم التالي، ولیبدأ منذ العام 1980 صراعا
كرویا مع الفیصلي على ألقاب البطولات، فسجل التاریخ حصول الفیصلي على 75 لقبا محلیا، منھا
33 بالدوري و19 بكأس الأردن و16 بكأس الكؤوس و7 بالدرع، بالإضافة الى لقبین بكأس
الاتحاد الآسیوي، بینما حصل الوحدات على 48 لقبا، منھا 16 بالدوري و13 بكأس الكؤوس و10
بكأس الأردن و9 بالدرع.
وأقیم آخر لقاء بین الفریقین على صعید الدوري یوم الجمعة 28 أیلول (سبتمبر) الماضي على ستاد
الملك عبدالله الثاني، وانتھى الى التعادل السلبي، فیما یستعد الفریقان لخوض لقاء الإیاب، عند
الساعة 30.6 من مساء بعد غد، على ستاد عمان، ضمن الجولة 16 من دوري المحترفین.
المواجھة رقم 84
ویحمل اللقاء المقبل بین الفریقین الرقم 84 على صعید الدوري، ویتمتع الوحدات بتفوق بسیط في
میزان المواجھات المباشرة؛ إذ فاز الوحدات في 29 مباراة منھا 13 ذھابا و16 إیابا، وسجل 78
ھدفا منھا 28 ذھابا و50 إیابا، بینما فاز الفیصلي في 28 مباراة، منھا 14 ذھابا و14 إیابا،
وسجل 74 ھدفا منھا 33 ذھابا و41 إیابا، وتعادل الفریقان 26 مرة منھا 13 ذھابا و13 إیابا.
ویحتل الفیصلي المركز الثاني على سلم الترتیب برصید 32 نقطة، بعد أن فاز في 9 مباریات
وتعادل في 5 وخسر مباراة واحدة، وسجل 24 ھدفا مقابل 11 ھدفا دخلت مرماه، فیما یحتل
الوحدات المركز الرابع برصید 29 نقطة، بعد أن فاز في 9 مباریات وتعادل مرتین وخسر 4
مباریات، وسجل 23 ھدفا مقابل 10 أھداف دخلت مرماه، وبالتالي یتساوى الفریقان بفارق
الأھداف +13 ،فیما یسبق الفیصلي نظیره الوحدات بفارق 3 نقاط.
تسخین غیر مبرر
وفي الوقت الذي بدأ فیھ التسخین السلبي مبكرا وانطلق من المدربین والإداریین، فإن ثمة مخاوف
من انعكاس تلك التصریحات والتعلیقات غیر المسؤولة بشكل سلبي على الجماھیر، التي تكون
متوترة من دون التسخین الإضافي، علما أن الفیصلي سیحظى في المباراة المقبلة بنسبة حضور
جماھیري تبلغ 90 % مقابل 10 % للوحدات، بعد أن كان الأخیر حظي بنسبة 90 % في مباراة
الذھاب مقابل 10 % للفیصلي، وسیقود المباراة المقبلة طاقم حكام من الخارج بناء على طلب
الوحدات.
ویتطلع عشاق الكرة الأردنیة الى أن یقدم الفریقان مباراة تسودھا الروح الریاضیة، وترتقي فیھا
سلوكیات اللاعبین والمدربین والإداریین والجماھیر، كما یرتقي فیھا المستوى الفني حتى تكون
مباراة قمة حقیقیة.
أھمیة الفوز
لعل كثیرین یتساءلون عن أھمیة الفوز في تلك المباراة، وھل سیحسم الصراع على اللقب؟.
ربما لا یستطیع أحد التكھن بھویة الفریق الفائز وأیھما یمتلك الأفضلیة، ذلك أن المواجھات السابقة
أكدت أن الأفضل لا یفوز دوما، بل ثمة تفاصیل صغیرة یمكن أن ترجح كفة فریق على آخر
بمعزل عن المكان ونسبة الحضور الجماھیري؛ حیث تضاف تلك التفاصیل الى الجاھزیة الفنیة
والبدنیة والنفسیة والانضباط التكتیكي والسلوكي على أرض الملعب، واستغلال الفرص المتاحة
للتسجیل وحسم النتیجة.
وقبل ھذه المباراة تجاوز الفریقان عقبتین كبیرتین في طریقیھما؛ إذ تمكن الفیصلي من الفوز على
السلط بنتیجة كبیرة بلغت 4-0 ،فیما فاز الوحدات على المتصدر آنذاك شباب الأردن بنتیجة 2-0،
ما جعل الشباب یتراجع الى المركز الثالث برصید 31 نقطة، فیما إنقض الجزیرة على الصدارة
برصید 33 نقطة.
ولا یستطیع أحد تجاھل أھمیة الفوز في المباراة المقبلة بین الشقیقین الفیصلي والوحدات، وإن كانت
الطموحات والأمنیات تشیر الى أن یتوج فوز أحد الفریقین بالأخلاق.
الفیصلي یبتعد عن الوحدات بفارق 3 نقاط، وفي حال فوزه فإن الفارق سیصبح 6 نقاط، وھذا
یؤدي الى تعقید مھمة الوحدات في المحافظة على اللقب، لا سیما وأنھ سیبتعد عن الصدارة بفارق
7 نقاط قبل 6 جولات من انتھاء البطولة، ما سیؤدي الى تقلیص فرصھ خصوصا وأنھ یخوض
منافسات كأس الاتحاد الآسیوي جنبا الى جنب مع مسابقتي الدوري والكأس المحلیتین، وسیصبح
بإمكان الفیصلي المضي قدما نحو المنافسة على اللقب الذي یطمح إلى الحصول علیھ للمرة 34 في
تاریخھ، وقد ینال الصدارة اذا ما تعثر الجزیرة مع الصریح یوم الجمعة المقبل.
لكن فوز الوحدات سیجعل الفریقین یتساویان بعدد النقاط ”32 لكل منھما“، لكن الوحدات سیتقدم
بفارق الأھداف، لكن خسارة الفیصلي أو تعادل الفریقین معا، سیكون في مصلحة فریقي الجزیرة
وشباب الأردن وربما السلط أیضا، لأن خسارة الفیصلي وفوز الجزیرة سیمنح الأخیر التقدم بفارق
4 نقاط عن الفیصلي والوحدات، وبفارق نقطتین عن شباب الأردن، اذا ما حقق الأخیر الفوز على
الصریح یوم الجمعة المقبل، كما سیكون في مقدور السلط تقلیص الفارق واستعادة حظوظ المنافسة،
كما أن تعادل الفیصلي والوحدات سیبقي الحال بینھما، لكنھ سیمنح الفرق الأخرى فرصة أكبر
للمنافسة، لاسیما الجزیرة الذي یحلم بالتتویج باللقب للمرة الرابعة بعد غیاب دام 62 عاما فقط.
ھل تسھم قمة الفیصلي والوحدات في تتویج أحد الفریقین باللقب، أم تكون سببا في ذھابھ صوب
فریق آخر، أم أنھا ستكون مجرد مباراة ستعقبھا 6 مباریات ھي التي ستحدد ھویة البطل؟.