الضمير الغائب – هيثم العجلوني – فلوريدا

0 471

العالم الآن –  دعونا ننصب المبتدأ ونرفع الخبر ، ونستدعي ( الضمير الغائب ) ليشهد امام الملأ البشري ان الأمة العربيه ما زالت تائهه تعيش خارج التغطيه ، ثملة بالعواطف وتتلحّف برومنسية الوحده ، استشرف الضابط المصري جمال عبد الناصر ورفاقه ( الضباط الأحرار ) حاجة العرب للوحده ، فاول ما فكر به عام 1952 هو القيام بانقلاب عسكري في مملكةٌ مصر والسودان ( اسماه للتسويق ثوره ) تخلص بموجبه من الملك ، ولكن بالنتيجة انفصل السودان عن مصر ، ثم سارع الى التخلص من قائد الانقلاب والرئيس الاول محمد نجيب ، حيث جلس مكانه ووضعه قيد الاقامه الجبريه حتى وفاته ، والحديث يطول معه كما الاحداث ايضاً ، ولكي لا نبخس الرجل حقه ، فقد كان للراحل عدة انجازات لا زال يُشار لها بالبنان ،اعظمها على الاطلاق تأميم قناة السويس وبناء السد العالي ومحاربة الإقطاع ، ولكن غرّتها كانت توقيع معاهدة الوحده المصريه السوريه عام 1958 مع شكري القوّتلي ، التي أطلق عليها الجمهورية العربيه المتحده ، والتي أنعشت آمال الامّه الطامحة للوحده ، غير ان هذه الوحده لم يكتب لها ان تدوم اكثر من ثلاثة أعوام جرّاء انفجار مسلسل انقلابات مرعب في القطر السوري ابتدأ في العام 1961 وامتد لعشرة أعوام ، نتج عن أولها وأد الوحده الى غير رجعه فيما نتج عن آخرها وصول حزب البعث العربي الاشتراكي صاحب شعار ” امّه عربيه واحده ذات رساله خالده ” الى الحكم عام 1963 تبعه انقلاب على الانقلاب عام 1966 قاده هذه المره الزعيمين الأتاسي وصلاح جديد اللذيْن اطاح بهما فيما بعد رفيقهما وزير الدفاع حافظ الأسد وارسلهما خلف الشمس حتى وفاتهما ، ولكي تزداد محنة الامه وخيباتها ، سرعان ما أنشق حزب البعث الذي بات يحكم في العراق ايضاً على نفسه الى قطبين ، يكن احدهما للاخر شتّى انواع الكراهية والعداء والمكر ،، وهذا طبعاً ليس كل شيء ، اذ حينما اشتعلت الحرب العراقيه الايرانيه ،تحالف الشق السوري مع الخميني ضدّه في حرب ضروس أكلت اخضر ويابس توأمه ، وحينما غزت قوات التحالف بقيادة امريكيا العراق ، تخندق التوأم السوري مع التحالف ايضاً ضدّه فكانت القاضيه على كل امل لعودة الروح واللُّحمة للحزب وبالتالي آمال الامّة بالوحده !! هذا طبعاً باختصار ، وان سألوك عن الوحده ، قل امرها عند ربي والاحباط ليس جريمه ، ولمّا كان شر البليّة مُضحكاً ، غداة توقيع معاهدة الوحده المصريه السوريه وضمن برنامج استطلاعي سوري ، سأل مقدم البرنامج رجلاً عجوزاً يستظل بشجره ” ما رأيك بالوحده يا حجّي ” ؟ فأجابه ؛ ” والله الوحده خير من جليس السوء يا ولدي ” ،،، في كل الاحوال ، فان اليأس لا بُعد خيانه قوميه ، وتظل الاحلام المستحيلة على بشاعتها جميله ، والضجر في مضارب بني عبسٍ حتماً مشروع …..🦅🌴

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد