قصيدة ( “بين عصرين” ) … الشاعر : أكثم حرب ( التيابي ) -الأردن …

0 5٬700

العالم الآن – “بين عصرين”

بَينَ عَصرَيْنِ ، يَا زَمانَ المَصَائِبْ
عَصرِ حُرِّيَتِي ، وَسِجنِ المَتَاعِبْ

لَستُ أَدري ، هَل كُنتُ قَد عِشتُ يَومًا
دُونَ شَكوى ، تَزيدُ حَجمَ النَّوائِبْ

كَيفَ بالّلهِ قَد مَضى مِنْ زَمَاني
كُلُّ هذا ، وَضاعَ مِنْ كُلِّ جَانِبْ ؟

بَينَ دَمعِي الغَزيرِ مُذْ كُنتُ طِفلًا
فَارغَ البالِ ، لاعِبًا وَمُشَاغِبْ

كُلُّ هَمِّي ، أَلعابُ طِفلٍ بريءٍ
يَنفضُ الهَمَّ مَاشِيًا ، أَو وَاثِبْ

كَيفَ أَصبحتُ بعدَ ذَلكَ كَهلًا
كُلَّما قُمتُ ، يَرجِعُ العَزمُ خَائِبْ

يَسخَرُ النَّاسُ مِنْ هَشَاشَةِ عَظمِي
وَهو جُزءٌ ، مِنْ صُلبِهمْ ، والتَّرائِبْ

يا زَماني ، مَاذا فَعَلتَ برُوحي
كَيفَ صَفوي عَكَّرتَهُ بالشَّوَائِبْ ؟

كُنتُ أُعجُوبةَ الخُلُوِّ مِنَ الضِّيـ
ـقِ ، أَسحُّ الضَّحكَاتِ سَحَّ السَّحائِبْ

كُنتُ كَالوَردِ حِينَ يَلقى نَدَاهُ
يَتَباهى عَلَى جَمِيعِ الكَوَاعِبْ

صِرتُ مِثلَ العُرجُونِ ، أَقفَرَ رَوضي
ظُفرُ أَهلِي ، في القَلبِ قَد بَاتَ نَاشِبْ

أَجبَروني ، وكَيفَ أَرجُو قُيُودًا
بَعدَ حُرِّيتي ، وَمَا مِنْ مُحَاسِبْ

صَارَ عَهدي بِهمْ كَعهدِ دَجَاجٍ
مَلَّ رَاعٍ لَها ، فَنَادَى الثَّعالِبْ

أَبدلوني بِبُلبلِ الدَّوحِ ظُلمًا
فَغُرابُ الدُّجَى عَلى الدَّوحِ نَاعِبْ

لَستُ واللهِ ناسيًا مَا جَنَيتُمْ
صِرتُ مِنكُم كَالثَّلجِ في النَّارِ ذَائِبْ

بَينَ عَصرينِ ، أَيُّهَا الأَهلُ عِشتُمْ
دُونَ رُوحي ، فَإنَّني مَحضُ غَائِبْ !

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد