أروع قصص حب المقاومة للشعب الفلسطيني العظيم – د. عصمت حوسو – الأردن

0 879

العالم الآن – أيقونة الصبر الفتاة الرائعة (شذى العلي) وأيقونة المقاومة المناضل (هادي الهمشري)..
كلاهما من مدينتي الحبيبة “طولكرم”، أحبّا بعضهما جدًا، وجمعتهما ذات القضية “فلسطين” ومقاومة الكيان الغاصب، كان من شباب الانتفاضة والمقاومة الذين سخّروا حياتهم مطاردين للذود عن أرضهم وعرضهم، وكانت شذى تدعمه وتقف بجانبه، وتكلّلت قصة حبهما المقاوم بالخطبة على أمل الزواج سريعًا مثل غيرهما، على الرغم أنه كان مُطارَد من قبل الاحتلال الغاشم، وبقيا هكذا صامدان أمام الجميع إلى أن وقع في فخّ الصهاينة وتم اعتقاله وصدر الحكم بحقه بالحبس لمدة (١٦) عامًا.

حتمًا كان ذلك صدمة للجميع بمن فيهم شذى، ولكنها أقسمت وقطعت وعدًا على نفسها وله أن تخلص لحبه وتنتظره، على الرغم أن ذلك كان بنظر محيطها محض خرافة، ولكنها أثبتت للجميع أنها حقيقة، واستمرت تزوره من وراء قضبان سجن سارقي فلسطين، وتدعمه وتعمل بكدّ وتجهّز لبيتهما لحين خروجه..

ومن المعلوم أن الصهاينة لا أمان عليهم وربما لا يخرجونه أبدًا، ولكن شذى صبرت وآمنت بحكم الله وبحبهما على أمل اللقاء خارج القضبان مرة أخرى والعيش معًا بما تبقّى من عمرهما..

التقيتها عام ٢٠١٥ في بيت أمي الثانية زوجة عمي الغالية ( أمّولة)، لأنها تكون خالتها-شقيقة أمها- وحدثتني شذى آنذاك عن تفاصيل قصة حبهما، وانصدمت وقتها من شدة إيمانها وقناعتها بما تفعله حتى وإن تسلّل اليأس أحيانًا لها، ورغم استهجان الكثيرين حولها لما تفعله وإهدار عمرها لأجل غير مسمّى، ولكنها قاومت وصمدت، لا أنكر أنني وقتها استهجنت مثلهم بأن صبية صغيرة بعمرها مؤمنة جدًا بحتمية الانتظار وحتمية اللقاء، ولكنني في ذات الوقت كنت معجبة جدًا بها وبصمودها، ونصحتها آنذاك أن استمري إن كنتِ مؤمنة بما تفعليه وبحبيبها أيضًا وتحدّي الظروف، رغم خوفي أن يذهب صبرها وانتظارها هباءً..

وبعد عودتي من تلك الرحلة أول ما أخبرت به المرحوم زوجي هو هذه القصة، وكان مذهولاً من صمود الشعب الفلسطيني على جميع الصُعُد، وتمنينا لهما معًا تكليل حبهما بالأبدية، فمن يذوق لذّة الحب الحقيقية يتعاطف مع هذه النوعية من قصص الحب الأسطورية..

خرج المناضل “هادي الهمشري” قبل يومين وكانت شذى أو من استقبله مع والدته وأحبائه وأصدقائه كما يظهر في الفيديو أدناه، وتلك المشاهد وكلماته التي تلامس القلب تثبت لشذى وللعالم أجمع أن صبرها لم يذهب سدى، وأن فلسطين تستحق الصبر والمقاومة، وهذا أدنى ما نستطيع أن نقدمه لأبطال المقاومة الذين يدافعون عن شرف الأمة العربية أجمع وليس فقط دفاعًا عن فلسطين..
ألف مبروك لعروسي فلسطين، وأتمنى لكما حياة تليق بصبركما وحبكما لبعضكما كما هو حبكما لفلسطين..

وللمرة المليون ما زلت مصرّة على القول بأن شعب فلسطين هو الشعب الوحيد (( غير المحتلّ )) …

قصة شذى وهادي ربما هي غريبة للشعوب الأخرى، ولكنها معتادة لدى أهل فلسطين، شيم الإخلاص والوفاء هي أصيلة في دمائهم..
تحيا المقاومة ويحيا شعب فلسطين العظيم..
كل الحب والاحترام لشذى العلي، ولخطيبها هادي الهمشري، فكليكما يستحق ذلك وأكثر…
#دةعصمتحوسو

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد