جوليا ايقونة الغناء الملتزم .. عودي لقواعدك المسكينة – إخلاص القاضي- الأردن

1 819

العالم الآن -على ما يبدو ان المطربة اللبنانية الاستثنائية والتي احبها شخصيا اكثر من ” جدا ” ، لا زالت تغني ” وين الملايين ” ولكن هذه المرة ليست للعرب , ولا لسؤالهم عن القضية , لان القضية ” باتت ” وتداعت بعدها قضايا كبلت دمشق وبغداد وصنعاء واقلقت طرابلس وتونس والقاهرة  , وغيرها من دول حاولت كذبة الربيع العربي الفاشل النيل من امنها .

لا زالت بطرس  تغني ” وين الملايين ”  , نعم , ولكن هذه المرة ليست للعرب , بل للملايين من ” الدولارات ” التي تجنيها المطربة المناضلة من حفلاتها , اعلم  انها ليست بحاجة مادية , وزوجها عصامي بنى نفسه بنفسه , ولكني ادرك ايضا ان المطربات المناضلات اللواتي اتخذن خط المقاومة طريقا وخط ” الفن الرسالة ” دربا , ليس من المفترض ان يبنين حاجزا ماليا كبيرا بينهم وبين محبيهن ..

فاذا صدق ” جوجل ” وما يبث عبره , فان اجر جوليا المالي لقاء حفلاتها يعد الثالث بعد العظيمة فيروز , والملكة ماجدة الرومي , وانا حقيقة لست ضد المكسب المادي للفنان , الذي تعب وجد واجتهد , انا اعتراضي على جدار الفصل الكبير بين الفنان وعشاقه , اذ ان اسعار التذاكر لحفلات الفنانة الجميلة التي تذكرني بشموخ بعلبك , طارت ب ” العلالي ” حتى لو خصصت حصة من المقاعد للاقل حظا من الناس , فهذا لا يكفي , فمحبوبة الجماهير , اشرف والطف الفنانات , مطالبة بتنظيم حفلات تكون فيها الدعوة عامة للمقاومين في كل مكان , ولا اقصد هنا مقاومة المحتل فقط , بل مقاومة الفقر والبطالة والفساد والمحسوبيات والشللية والنفايات وانقطاع الماء والكهرباء , وكذلك الحال اطالب كل من فيروز وماجدة الرومي بذات المطلب ..

في عام1985 ارتكب العدو الاسرائيلي مجزرة في بلدة الزرارية في جنوب لبنان، الامر الذي استفز المطربة المختلفة هي واخيها  زياد وكانا في عمر الورود حينذاك , غضبا , فاطربا الشعوب العربية , فكانت ” بنرفض نحنا ” نموت للشاعر نبيل أبو عبدو , كانت هذه الملحمة التاريخية التي اسست دعائم غناء جوليا القوية  , وكرت سبحة الاغاني التي يحفظها العرب عن ظهر قلب .

” جوليا بطرس ” ايقونة الغناء الملتزم , لان العتب على قدر العشق هذه المرة , ندعوك لان ” توقفي الزمان ” على مرحلة حلمنا بها بان ” نرفض الموت ” , فقد ” تعودنا عليك ” ك ” حكاية وطن ” و ” بكرا شي نهار ” ننتظرك تنثرين الفضاء بعبير صوتك الهدار في مدرجات العواصم العربية وقد اتيت لنا كعامة الشعب للقائك ” بدون مقابل ” و ” الى النصر ” المؤزر يا حبيبة الملايين حقيقة , حبيبة من يريدون ان ” يتنفسوا حرية .. فلا تقطعي عنهم الهوا ” , الهواء هذه المرة هو صوتك الصداح , هو وجهك المهل ..

لك من السيرة الذاتية الفنية ما يرفع الرأس وما يواسينا بان لا زال هنالك موسيقى والحانا جياشة من توقيع الرائع زياد بطرس

جوليا بطرس , عودي لزمن الاغنية المقاومة , للمساكين من الناس الذين ” لا يمرق عليهم العيد ” فالمقاومون لا يمكلون من رغد الحياة الا الحلم , وانت سيدة الحلم والامل والحرية , ولتكن حفلات عن روح كل الشهداء العرب ..

وقبل وبعد كل شي .. نحبك

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة
تعليق 1
  1. غازي ابوالقرنين يقول

    اروع مقال يعبر عن الواقع وكيف ان هناك مصاري في الماءساه.

اترك رد