رغم الإجهاد والحر الشديد الآلاف يحتشدون في السودان للمطالبة بحكم مدني

0 238

العالم الآن – يتحدى المتظاهرون في السودان الحر الشديد والإجهاد في سبيل سعيهم لدفع الحكام العسكريين الجدد للبلاد إلى تسليم السلطة للمدنيين وذلك بعد أن لعبت احتجاجاتهم المستمرة منذ أسابيع دورا مهما في عزل الرئيس عمر البشير.
وأصبحت منطقة تبلغ مساحتها نحو كيلومترين مربعين خارج وزارة الدفاع بوسط العاصمة الخرطوم الموقع الرئيسي للاحتجاجات منذ أن تدفق الآلاف على المنطقة في السادس من أبريل نيسان لإقناع الجيش بالوقوف إلى جانبهم وتلبيه مطالبهم.

ويبيت آلاف المحتجين في الميدان الذي يعتصمون به لمواصلة الضغط على المجلس العسكري الانتقالي، الذي تولى زمام السلطة في البلاد بعد الإطاحة بالبشير في 11 أبريل نيسان، لدفعه لتسليم السلطة للمدنيين.

وكان أغلب المحتجين من النساء، حيث بلغ عددهن ضعف عدد الرجال تقريبا، وهو أمر غير معتاد في بلد يقطنه نحو 40 مليون نسمة غالبيتهم العظمى من المسلمين المحافظين.

ويريد المحتجون من الجيش المساعدة في تفكيك كيانات الحركة الإسلامية التي أسسها البشير خلال 30 عاما قضاها في السلطة ثم العودة لثكناته.

وقال عبد الله عوض (21 عاما) وهو طالب جامعي ”سنبقى في الميدان لحين تشكيل حكومة مدنية… لن نسمح للإسلاميين بالسيطرة مرة أخرى على البلاد“.
وقدم المجلس العسكري الانتقالي بعض التنازلات للمتظاهرين وأقال بعض المسؤولين وأعلن اعتقال آخرين من بينهم اثنان من أشقاء البشير. كما أصدر المجلس قواعد تنظيمية بشأن الشفافية المالية.

وبينما يبدي المجلس استعداده للقبول بحكومة مدنية إلا أنه يصر على أن السلطة النهائية ستبقى في يده لحين إجراء الانتخابات.

ويستعد المتظاهرون لصراع طويل.

ورغم استبعاد المجلس العسكري لاحتمال استخدام القوة لفض الاحتجاجات إلا أن المتظاهرين يتوقعون كل الاحتمالات.

واستخدم شبان وشابات الحجارة وقطع الحديد لإقامة طوق أمني حول موقع الاحتجاج، ونظموا حراسة على مدار الساعة لفحص هويات الأفراد وتفتيش السيارات المارة بالمنطقة.

وينتشر بعض أفراد ”اللجنة الأمنية“ الذين يرتدون سترات صفراء في أنحاء موقع الاحتجاج، ويديرون نقاط تفتيش كإجراء أمني إضافي ضد أي مخربين محتملين أو داعمين للحركة الإسلامية التي ينتمي إليها البشير.

وأقام أطباء شبان مستشفى وصيدلية متنقلة في خيمة داخل المنطقة.

ويشتكي المحتجون من أن المنطقة التي تقع قرب بعض أشد المؤسسات العسكرية والأمنية حساسية في البلاد تفتقر إلى المطاعم والأسواق.

وسعى باعة جائلون لملء الفراغ ببيع كل شيء من الأعلام الوطنية المطلوبة بشدة الآن وحتى زجاجات المياه.

ويوزع نشطاء الأغذية والمياه التي يقدمها أثرياء سودانيون عبر صندوق أقيم للحفاظ على استمرار الاعتصام. ويتقاسم المتظاهرون في الغالب الأغذية والمشروبات مع الجنود الذين يحرسون المبنى.

وسُمح للمتظاهرين أيضا باستخدام نحو 10 مراحيض في مبنى حكومي مجاور.

وتتضاءل أعداد المتظاهرين خلال النهار مع وصول الحرارة إلى 40 درجة مئوية.

ومع ذهاب كثير من المحتجين لأعمالهم أو مواصلة دراساتهم يأوي المتبقون إلى عدد من الخيام المتناثرة في منطقة الاحتجاج في حين يعود آخرون إلى بيوتهم للاستحمام وتغيير الملابس والحصول على قسط من الراحة.

وانضمت حشود ضخمة للمحتجين خارج وزارة الدفاع بعد ظهر الخميس ويوم الجمعة.

وأقرت الطبيبة سارة علي (24 عاما) بأن المتظاهرين يشعرون بقدر من الإرهاق بعد نحو أربعة أشهر من المظاهرات منها نحو أسبوعين خارج وزارة الدفاع لكنها تقول إن معظمهم يرغبون في الاستمرار.

وقالت سارة لرويترز ”أسقطنا الطاغية البشير وليس من الصعب علينا إجبار المجلس العسكري على تلبية مطالب المحتجين أو التنحي“.
” رويترز “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد