سفينة مهاجرين جديدة ترسو في لامبيدوسا في تحد آخر لوزير الداخلية الايطالي

0 260

العالم الآن – رست سفينة إنقاذ تابعة لجمعية خيرية في أحد موانىء جزيرة لامبيدوسا الايطالية على متنها 41 مهاجرا تم انقاذهم في عرض البحر، هي الثانية التي تتحدى محاولات وزير الداخلية اليميني المتطرف ماتيو سالفيني إغلاق الموانىء الايطالية في وجه المهاجرين.

وعلى رصيف الميناء كان هناك حضور كثيف للشرطة بانتظار السفينة “أليكس” التابعة لمنظمة “مديتيرانيا” والتي ترفع العلم الايطالي، ولم يسمح لا لطاقمها ولا للمهاجرين وطالبي اللجوء على متنها بمغادرتها.

وكتب سالفيني على تويتر “لا أسمح بأي رسو لمن يهزأون تماما بالقوانين الايطالية ويساعدون المهربين”.

والشهر الماضي وقع سالفيني مرسوما يفرض غرامات تصل إلى 50 ألف يورو (57 ألف دولار) على قبطان ومالك ومشغّل أي سفينة “تدخل المياه الإقليمية الإيطالية من دون السماح لها”.

ونشرت “ميديترانيا” تغريدة طالبت فيها بانزال من تم انقاذهم، وقالت إنها أبحرت الى “المرفأ الوحيد الآمن للرسو”.

واضافت “ركاب القارب الغارق والطاقم منهكون (…) الاشخاص الذين تم انقاذهم يحتاجون الى العناية (…) هذا موقف عبثي واطالة الانتظار قسوة غير ضرورية”.

واحتجزت السلطات الإيطالية في لامبيدوسا الأسبوع الماضي سفينة تابعة لمنظمة الاغاثة الألمانية سي-ووتش تحمل عشرات المهاجرين واعتقلت قبطانتها كارولا راكيتي لدخولها المرفأ من دون إذن.

وأمرت قاضية إيطالية هذا الأسبوع بالإفراج عن القبطانة لأنها سعت لإنقاذ أرواح، ما أثار غضب سالفيني.

ولا تزال راكيتي تواجه تحقيقين منفصلين بتهمة ممارسة العنف بحق سفينة حربية والمساعدة على الهجرة غير المشروعة، بعدما رست بالقوة متحدية سفن الجمارك الإيطالية.

ووصلت ايضا الى المياه الاقليمية قبالة لامبيدوسا سفينة ثالثة هي “الان كردي” التابعة للمنظمة الخيرية الألمانية “سي-آي” وعلى متنها 65 مهاجرا تم انقاذهم بعد غرق مركبهم قبالة ليبيا.

-“انعدام مسؤولية أوروبي”-

وتظاهر أكثر من ثلاثين ألف شخص في نحو مئة مدينة ألمانية السبت تضامنا مع قبطانة سفينة “سي ووتش” للمطالبة بتولي أمور المهاجرين الذين تنقذهم منظمات غير حكومية في البحر المتوسط، وفق المنظمين.

وتظاهر نحو ثمانية آلاف شخص في برلين وأربعة آلاف في هامبورغ، فيما جرت اعتصامات ومسيرات في نحو مئة مدينة في مختلف انحاء المانيا.

وقالت راكيتي في رسالة للمتظاهرين في برلين إن “عمليات الانقاذ في البحر لا حدود لها، وكذلك تضامننا”.

وأضافت الشابة الألمانية الموجودة حاليا في إيطاليا أن “انعدام المسؤولية لدى دول أوروبية أجبرني على التصرف كما تصرفت”.

وطالب وزير الداخلية الالماني هورست سيهوفر نظيره الايطالي في رسالة باعادة النظر بسياسته، وفق مصادر قريبة من الحكومة الالمانية.

وكتب الوزير الالماني “لا يمكننا أن نتحمل مسؤولية بقاء سفن تقل ناجين لاسابيع في البحر المتوسط لمجرد أنها لا تجد ميناء” يستقبلها.

ويتهم سالفيني سفن الاغاثة التابعة لمنظمات غير حكومية بمساعدة المهربين وقال إن السفينة “أليكس” ينبغي أن تبحر باتجاه فاليتا عاصمة مالطا، بعد نقل 13 شخصا “من الضعفاء” الجمعة إلى لامبيدوسا وبقاء 41 شخصا على متنها.

وطلبت مالطا بدورها من السفينة التوجه إلى فاليتا لإنزال المهاجرين لكن منظمة “مديتيرانيا” قالت إن الرحلة ستكون بالغة المشقة.

وأظهرت صور عشرات المهاجرين وطالبي اللجوء وهم يحاولون تجنب أشعة الشمس تحت بطانيات على الجهة الضيقة من السفينة الشراعية البالغ طولها 18 مترا.

-رحلة ال15 ساعة-

وكتبت اليساندرا شيوربا من منظمة “مديتيرانيا” على تويتر “من المستحيل في هذه الظروف مواجهة 15 ساعة من الإبحار. ننتظر ترتيبات من البحرية الإيطالية أو المالطية لاستقبال هؤلاء الاشخاص الموجودين على متن المركب”.

وتضم مديتيرانيا أساسا نشطاء من اليسار، العدو اللدود لسالفيني الذي ازدادت شعبية حزب الرابطة الذي يتزعمه بسبب موقفه المتشدد من سفن إنقاذ المهاجرين.

وبحسب استطلاع نشر السبت في صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية فإن 59 بالمئة من الإيطاليين يؤيدون قرار سالفيني إغلاق المرافئ بوجه سفن المنظمات غير الحكومية.

وغرق مركب مطاطي أبحر من ليبيا وعلى متنه 86 شخصا، قبالة السواحل التونسية الأربعاء. وقضى ركابه جميعهم أو فقدوا ما عدا ثلاثة.

وليبيا التي تشهد فوضى منذ سقوط معمر القذافي عام 2011 ومقتله، تشكل نقطة عبور رئيسية للمهاجرين وخصوصا من إفريقيا جنوب الصحراء، الساعين للوصول إلى أوروبا.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد