ميسي والـ VAR.. منع إساءة استخدام السُلطة

0 240

العالم الآن – في عالمٍ موازٍ كان يُمكن أن نتحدث عن أفضل أداء لمنتخب الارجنتين منذ سنتين، يُمكن أن نفتح النقاش هو هذا الـ”غابرييل” الذي يلعب على الجناح وكيف يُمكن أن يكون حلاً لغوارديولا، نفتح ملف كوتينيو أو لاوتارو مارتينيز، نتحدث عن الجيل القادم للأرجنتين أو عما يجب أن يُطوره منتخب قطر،كل هذا كان يُمكن أن يكون في عالم موازٍ لكن أهلاً بكم في عالم الـ VAR.

حين كان يتهم ميسي اتحاد أمريكا الجنوبية بالـ”فساد”، أعلنت إنجلترا أنها لن تسمح لتقنية الفيديو بـ”قتل الانسيابية”، وفي الوقت الذي شكل عدم العودة إلى الفيديو أزمة حقيقية في مباراة البرازيل والارجنتين، أُعيد من جديد فتح ملف هذه التقنية وكيفية الاستعانة بها وتطبيقها.
لماذا وجد الـ VAR ومتى يتم استخدامه؟

لا تبدو الإجابة هنا صعبة: من أجل تحقيق العدالة في كرة القدم وتقليص الأخطاء البشرية التي يُمكن أن يرتكبها الحُكام في أرض الملعب. وهناك 4 حالات تتم فيها العودة إلى تقنية الفيديو: تأكيد هدف أو إلغائه، احتساب أو إلغاء ركلة جزاء محتسبة، البطاقة الحمراء المباشرة، رفع بطاقة صفراء أو حمراء للاعب الخطأ.

لكن ما يبقى فوق كل هذا هو أن القانون يمنح الحكم الرئيسي “حق التقدير” وهنا وقعت المشكلة الحقيقية.

لم تكن كرة أغويرو مجرد لقطة عادية، فركلة الجزاء التي لم تحصل عليها الأرجنتين تحولت إلى هدف خيسيوس القاتل، هنا كان لا بد أن تتدخل تقنية الفيديو، لكن المعضلة كانت برفض الحكم الرئيسي العودة على الرغم من أن نُصح بذلك، وهو ما دفع الاتحاد الارجنتيني للمطالبة بالتسجيل الصوتي للحوار الذي حدث.
يتحدث الإتحاد الإنجليزي عن الحالات التقديرية مؤخراً ومنها عدم العودة لتقنية الفيديو في حال تجاوز الحارس الخط في ركلة الجزاء، كذلك تحدث عن لمسة اليد واستمرار عملية التقدير فيها.

قصة التقدير تلك مشكلة أساسية، في كثير من الأحيان يصعب على خمسة أشخاص الاتفاق على قرار ما، لقطة ركلة الجزاء على أوتامندي الذي اعتبرها لاعبو الارجنتين ظُلما يُمكن أن تجد مئات من يقولون أن الاحتكاك فيها عادياً.

من هنا يجب أن نعود إلى مكان أساسي وهو أن القانون يترك للحكم الرئيسي هامش يسمح له باتخاذ قرار العودة إلى الفيديو من عدمه، وبالتالي فإن كل هامش تحت اسم “التقدير” يترك الباب مفتوحاً.

قبل وبعد الـ VAR

في عصر ما قبل تقنية الفيديو كان يُمكن أن تمر كرة أغويرو باعتراض لكن من دون اتهامات. فالشعور بالغبن في وقت كان يُمكن تفادي الخطأ فيه أكبر بكثير من الشعور بالغبن في وقت كان يجب أن يتخذ فيه الحكم قراره في جزء من الثانية.

تعتبر تقنية الفيديو “سيف ذو حدين”، فإساءة استخدام ما يُمكن أن “يُعيد تحقيق” العدالة يعد جريمة أكبر من عدم تحقيق العدالة من الأساس، ولهذا يجب أن يتضمن القانون مواد تمنع “إساءة استخدام الحكم لسلطته” وألا تدخل سلطة العدل في خانة “التقدير”.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد