إيران تحذر الأوروبيين من عرقلة تصديرها للنفط والحوار يتواصل

0 239

العالم الآن – حذرت إيران الأوروبيين الأحد من وضع أي عقبات أمام صادراتها النفطية، معتبرةً أن ازدياد الحوادث في هذا الإطار يقوّض الجهود القائمة لإنقاذ الاتفاق النووي المهدد بسبب الانسحاب الأميركي منه.

وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في ختام اجتماع في فيينا حضره ممثلون لفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي، أنّ “أي عقبات أمام سبل تصدير إيران لنفطها ستتعارض مع خطة العمل المشتركة”، في إشارة إلى الاتفاق النووي.

وأشار الدبلوماسي الإيراني بشكل صريح إلى احتجاز ناقلة نفط إيرانية في مضيق جبل طارق بداية تموز/يوليو، والذي أدى إلى تدهور إضافي في ظل تصاعد التوترات في الخليج.

وكان عراقجي قال قبل اجتماع فيينا إنّ “تطورات مثل احتجاز ناقلة النفط الإيرانية (…) تشكّل انتهاكاً” للاتفاق.

وأضاف “ينبغي على الدول الاعضاء في الاتفاق ألا تخلق عقبات أمام صادرات النفط الايرانية”.

وعند توقيعه قبل أربع سنوات، اعتبر الاتفاق النووي نجاحاً دبلوماسياً دولياً، لكن النص الذي فاوضت عليه إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ضعف جراء انسحاب إدارة دونالد ترامب منه في ايار/مايو 2018. وأتبعت واشنطن هذه الخطوة بإعادة فرض عقوبات قاسية جدا على ايران أنهكت اقتصادها.

ورداً على العقوبات الأميركية، أعلنت إيران في أيار/مايو أنها ستبدأ بالتنصل من بعض التزاماتها الواردة في الاتفاق النووي، وهددت باتخاذ تدابير إضافية إذا لم تقم الأطراف المشاركة في التوقيع على الاتفاق، خصوصاً الأوروبية، بمساعدتها في الالتفاف على العقوبات الأميركية.

-“جو جيّد”-
وقال عراقجي إنّ مباحثات فيينا جرت الأحد في ظل جو “بناء”، ولفت إلى أنّ كل الأعضاء الذين لا يزالون ضمن الاتفاق النووي “لا يزال مصممين” على إنقاذه.

من جانبه أعلن ممثل الصين أنّ المباحثات اتصفت ب”توترات” ولكنّها جرت في “جو جيّد”.

وأشار عباس عراقجي إلى انّ جميع الأطراف اتفقت على مواصلة الجهود لإيجاد “حلول عملية” بغية السماح لإيران بمواصلة النشاطات التجارية مع بقية العالم.

وكشف أنّ آلية انستكس الأوروبية للمقايضة التجارية مع إيران بغية الالتفاف على العقوبات الأميركية من خلال تفادي استخدام الدولار، “لم تعمل بعد ولكن يجري حالياً وضع اللمسات الأخيرة عليها”.

وتأتي هذه التطورات في سياق تصاعد التوترات في الخليج فيما سبق لبريطانيا أن دعت إلى تنفيذ مهمة بحرية أوروبية في المنطقة.

واعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن مهمة أجنبية ستكون “السبب الاساسي” في توتر الاوضاع. وقال روحاني الأحد بعد لقاء مع وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبدالله إن “تواجد القوات الاجنبية لا يدعم أمن المنطقة بل يعد ايضا السبب الاساسي للتوتر فيها”.

وجاء الردّ الفرنسي بارداً على الاقتراح البريطاني، إذ قالت وزيرة الجيوش فلورانس بارلي في مقابلة نشرت الجمعة إنّ باريس وبرلين ولندن تعتزم “تنسيق” إمكاناتها و”تقاسم المعلومات” بينها من أجل تعزيز أمن الملاحة، لكن بدون نشر تعزيزات عسكرية إضافية. وشددت بارلي “لا نريد المشاركة في قوة يمكن النظر اليها كقوة تفاقم التوتر”.

ومنذ مطلع تموز/يوليو، لم تعد ايران تتقيد بكمية اليورانيوم المخصب التي يحق لها امتلاكها، كما زادت من تخصيب اليورانيوم في منشآتها ليتجاوز نسبة 3،67% الواردة في الاتفاق، وهي خروقات تعتبر هامشية ويمكن الرجوع عنها في هذه المرحلة.

وتريد طهران، التي تؤكد أن برنامجها النووي سلمي رغم الشكوك الأميركية والإسرائيلية، أن تستعيد خصوصاً القدرة الكاملة على تصدير نفطها الذي تأثّر بفرض العقوبات الأميركية عليها مجددا.
” أ ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد