فتح تحقيق بـ”افتعال أعمال شغب على نطاق واسع” في روسيا اثر تظاهرة للمعارضة

العالم الآن – فتح القضاء الروسي الثلاثاء تحقيقا بتهم “افتعال أعمال شغب على نطاق واسع” وهي جريمة تعرّض المدان بها للحبس لمدة تصل إلى 15 عاما، وذلك على خلفية التظاهر نهاية الأسبوع للمطالبة بانتخابات نزيهة.
أوقفت الشرطة الروسية نحو 1400 شخص بعد تجمعهم في موسكو السبت للمطالبة بانتخابات نزيهة في تظاهرة فرّقتها شرطة مكافحة الشغب بالهراوات، في وقت يتصاعد الغضب إزاء منع السلطات الروسية مرشّحين بارزين من المعارضة من خوض الانتخابات المحلية.
وبحسب منظمة “او في دي -اينفو” غير الحكومية المتخصصة بمتابعة التظاهرات، فقد شهدت هذه التظاهرة أكبر عدد من التوقيفات منذ الاحتجاجات عام 2012 ضد عودة فلاديمير بوتين إلى الكرملين.
وأعلنت لجنة التحقيق فتح تحقيقات بارتكاب أعمال عنف ضد عناصر الشرطة ومسؤولين، مضيفة أن التحقيق لن يقتصر على المنظّمين بل سيشمل المشاركين في التظاهر.
واوضح بيان للجنة أن “التحقيق خلُص إلى أنه قبل تظاهرة غير مرخّص لها نشر عدد من الأشخاص مرارا على الانترنت دعوات للمشاركة فيها، مدركين تماما أن هذه الأفعال قد تؤدي إلى أعمال شغب على نطاق واسع”.
وأضافت اللجنة أن المشاركين في تظاهرة السبت خرقوا النظام العام واستخدموا العنف ضد السلطات و”شلّوا حركة السير” في وسط العاصمة الروسية.
وتندد المعارضة برفض ترشيحات مستقلين للانتخابات المحلية المرتقبة في 8 ايلول/سبتمبر والتي تبدو صعبة للمرشحين الذين يدعمون السلطة في جو من النقمة الاجتماعية.
ويقضي المعارض الروسي اليكسي نافالني (43 عاما) عقوبة بالحبس ثلاثين يوماً بعد إدانته الأسبوع الماضي بالدعوة إلى تظاهرة محظورة. وقد نقل إلى المستشفى الأحد لإصابته بـ”عوارض حساسية خطيرة”، بحسب محاميته أولغا ميخاييلوفا.
وأعربت الطبيبة اناستاسيا فاسيلييفا التي سبق أن عالجت نافالني العام 2017 عن قلقها إزاء إعادته الى السجن من دون “أن يتعافى كليا”.
والثلاثاء اشتكت من عدم السماح لها بمعاينته في زنزانته.
ومنذ التظاهرة سُجن عدد من المعارضين الذين رُفضت طلبات ترشيحهم للانتخابات المحلية المقبلة المقررة في أيلول/سبتمبر.
– اضطرت لاستخدام القوة –
والثلاثاء قال نائب المدعي العام الروسي الكسندر بوكسمان إن القضاء “يجب أن يمنع بقسوة أي عمل للمنظمين والمشاركين في أعمال عامة غير مشروعة او غير مرخص لها” كما نقلت عنه وكالة الانباء ريا نوفوستي.
ومن المرتقب تنظيم تظاهرة جديدة للمعارضة في موسكو السبت. ورخصت لها بلدية موسكو بحسب المنظمين لكن المكان الذي تقترحه السلطات، جادة ساخاروف في وسط المدينة، لم يرض المعارضين.
واذا رفضت المعارضة التجمع في جادة ساخاروف واختارت مكانا آخر، فانه من الممكن ان تعتبر التظاهرة غير مرخص لها.
واتهم رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين المعارضة بـ”التحضير لاستفزاز جديد” في 3 آب/أغسطس وشكر الشرطيين على قمع تظاهرة السبت التي اضطروا خلالها “لاستخدام القوة” وتصرفوا “بالشكل المناسب”.
وقد دانت الدول الغربية طريقة تعامل الشرطة الروسية مع المتظاهرين السبت، ولا سيّما استخدام الهراوات.
وتبدو السلطات الروسية عازمة على وأد أي حركة احتجاج مرتبطة بالانتخابات المحلية المقررة في 8 أيلول/سبتمبر في مهده.
وتشكل الانتخابات المحلية فرصة نادرة للأصوات المعارضة للمشاركة في الحياة السياسية إذ إن الأحزاب المعارضة للكرملين خرجت من البرلمان خلال عقدين من حكم بوتين.
” أ ف ب “





