عالمي

مركز النيات الحسنة لإعادة التأهيل علاج كازاخستان لـ«الداعشيات»

العالم الآن  – فاطمة بدوى – اختارت كازاخستان أسلوب «اللمسة الناعمة» في التعامل مع «داعشياتها» اللاتي عدن من سوريا بعد انهيار تنظيم {داعش}. فبدلاً من اعتقالهن ومحاكمتهن تقوم السلطات بإعادة تأهيلهن في مركز يشرف عليه علماء نفسانيون.
والمركز عبارة عن فندق صغير في صحراء غرب البلاد ويزدحم بهؤلاء النسوة اللاتي تعتبرهن حكومات كثيرة مشتبهات بالإرهاب. وتسمح كازاخستان للرجال أيضاً بالعودة، رغم أنهم يواجهون احتمال الاعتقال الفوري وعقوبة السجن لـ 10 سنوات، ولذلك لم يقبل العرض سوى عدد قليل منهم.
وتقول احد النزيلات فى هذا الفندق «يريدون أن يعرفوا ما إذا كنا خطيرات». وبالنسبة لهذه السيدة، فإن الفارق شاسع بين حياتها الجديدة وحياتها السابقة بمخيم اللاجئين في شمال شرقي سوريا. وأفادت بأن وجود شخص ما يسأل الآن عن شعورها، أمر مدهش حقاً، مضيفة: «الأمر هنا كما لو أن أمك نسيت أن تستعيدك من روضة الأطفال، ثم تذكرت فجأة وعادت من أجلك. هكذا يعاملوننا».
وفي المركز العلاجي الذي يحمل اسم «مركز النيات الحسنة لإعادة التأهيل» يجري تزويد النساء بالمربيات لرعاية أطفالهن، وتقدم الوجبات الساخنة لهن، ويتلقين العلاج من الأطباء وعلماء النفس.
ويقول المنظمون إن المركز أنشئ في يناير الماضي، لمعالجة عشرات النساء اللاتي قد تميل أفكارهن إلى مزيد من التطرف، حال جرى إلقاؤهن في السجن لفترات طويلة. إن الفائدة التي ستعود على المجتمع أكثر بكثير من الفائدة التي ستعود على هؤلاء النسوة.
و“اللمسة الناعمة” هو اسم البرنامج الذي اعتمدته كازاخستان في استقبال مواطنيها المرتبطين سابقا بتنظيم داعش الإرهابي بعد انهياره أمام الضربات التي تلقاها في العراق وسوريا، عوضا عن زجهم بالسجن، مخالفة سياسة الحذر التي تبنتها دول كثيرة رفضت استقبال رعاياها ممن انضموا للتنظيم، بل وصل الأمر إلى أن سحبت بعض تلك الدول جنسيات مواطنيها تحت ذرائع عدة، في سبيل ألا تحرج بإعادتهم أو حتى محاكمتهم لديها.
ونشرت وسائل اعلام غربية تقريرا تحدث بالتفصيل عن المنهج المتبع والفئات المستهدفة في إطار برنامج تتبناه الدولة لمكافحة التطرف، وفي فندق صغير غربي كازاخستان جُمعت نساء كن حتى زمن قريب يعشن في كنف “داعش”، ويجري في هذا المركز العلاجي الذي يحمل اسم (مركز النيات الحسنة لإعادة التأهيل) تزويد النساء بالمربيات لرعاية أطفالهن، وتقدم لهن الوجبات الساخنة، ويتلقين العلاج من قبل الأطباء وعلماء النفس.
ونقلت وسائل الاعلام عن خبيرة في شؤون التطرف قولها إن “الحكومات ليست من المعجبين بتجربة هذا الأسلوب، بسبب المخاطر الكبيرة التي تنطوي عليه فالطريقة موجودة منذ عقود مضت، لكنها فشلت في إظهار فوائد واضحة”، وقالت مديرة لمركز تحليل النزاعات والوقاية منها، إن برامج إزالة التطرف من أذهان معتنقيه لا تقدم أي ضمانات، لكنها بديلة عن السجن أو عقوبة الإعدام لأجل غير مسمى.
يذكر أن كازخستان الدولة الوحيدة التي وافقت على عودة جميع مواطنيها من سوريا، بعدد كبير بلغ 548 شخصا حتى الآن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى