من كان منكم بلا ألم – هيثم العجلوني – فلوريدا

0 714

العالم الآن –

تلعب البلاغة دوراً مهماً ليس في السياسة والشعر وحسب ، بل في الكذب والنصب دائماً ، وأحياناً في التعبير عن طيبة القلب او عذابه ، نقرأ بكآبة او إعجاب أعمال جيلٍ من العباقرة لم يكتبوا الاّ عن الحزن والأحلام الميته على أرصفة المدن ، جيل أبدع في اليأس ، وأفاق على عصر مليء بالفقر والسجون ومقاهي الأمل ، جلسوا فيها ينقلون إلينا دعاباتهم وعذاباتهم في جمال وإبداع ولا مبالاة . نقرأ حتى البلل لجيل كتب في وجه الملل والبطاله والإستسلام ، وحاول برمّته الابحار الى بلاد اخرى لا يعرفها ولا تعرفه ، جيل من ساده معذّبون لسبب ، سوف يصبحون من الروائع، يجبلون غبار الحياة باليأس ، ويبنون منها بروجاً أدبيه تزين أبوابها وشرفاتها رياحين وياسمين وقمر حزين !! ” سوف أخون وطني ” يقول الماغوط ، وليس في ذهنه ذاك الوطن الذي كان ، بل الذي يريده ان يكون ، وذاك الحاوي خليل ، يطلق النار على طائر الشعر الذي بداخله كما فعل السبول ، ونقرأ للسيّاب الذي عاش في كنف جدٌته وكنف السجون ، وعاد بعد غربه لساحات البصره تذكاراً برونزيّاً بعد ان أعادوه جُثماناً !! كان عصر الحدادين ، عصر الطرق المسدوده ، وعصر طرق مسروقه ومخطوفين يكتبون رسائل الشكر لخاطفيهم ، عصر زكريا تامر ” وصهيل حصانه الأبيض ” الذي لا يقوى على ركوبه لأنه تناول للتو حبوب الإنتحار !! عصراً لا زلنا فيه ، نقرأ من كانوا فيه ، يؤلمنا ، لكننا بلا خيار ، ومن كان منكم بلا ألم فليرحمني بحجر 

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد