مصر تستهجن تصريحات إردوغان بشأن وفاة مرسي

0 229

العالم الآن – أعربت مصر، امس (الثلاثاء)، عن بالغ استهجانها واستغرابها لتصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حول وفاة الرئيس الأسبق محمد مرسي، التي وصفتها بأنها «واهية وباطلة».
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد حافظ، إن تصريحات إردوغان «ظاهرها الادعاء بالدفاع عن قِيَم العدالة، وباطنها مشاعر الحقد والضغينة تجاه مصر وشعبها الذي لا يكن سوى كل التقدير للشعب التركي».
وكان إردوغان تناول وفاة مرسي في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقال إن «وفاته وهو ينازع في قاعة المحكمة وعدم السماح لأسرته بدفنه، جرح نازف بداخلنا»، مشيراً إلى أن بلاده ستواصل البحث أيضاً في قضية وفاة مرسي، مديناً الإجراءات التي اتخذت بحقه.
وأشار حافظ، في بيان، إلى أنه «من المفارقات الساخرة أن تأتي تلك الادعاءات من شخص مثل إردوغان، على ضوء رعايته للإرهاب في المنطقة، فضلاً عما يرتكبه نظامه من انتهاكات صارخة في حق الشعب التركي الصديق حيث يحاول أن يجعله رهينة لحرية زائفة وعدالة مزعومة»، مشيراً إلى وجود ما يزيد عن 75 ألف مُعتقل سياسي في تركيا بين مدنيين وعسكريين، ووقوع عشرات حالات الوفاة بين المسجونين، وفصل أكثر من 130 ألف موظف تعسفي، ومُصادرة أكثر من 3000 جامعة ومدرسة ومؤسسة تعليمية مع فصل آلاف
الأكاديميين، وحبس وسجن المئات من الصحفيين والعاملين بالمجال الإعلامي بالإضافة إلى فرار عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك إلى الخارج نتيجة الحملات القمعية في البلاد، على حد قوله.
وأضاف المتحدث أن تصريحات الرئيس التركي الأخيرة ضد مصر «لا تعدو كونها محاولة يائسة منه لصرف النظر عن تدهور وضع نظامه، والخسائر المُتتالية التي يُعانيها، سواء على المستوى الحِزبي أو على الساحة الداخلية التركية والساحة الدولية».
وتابع: «تعدّدت الممارسات الخبيثة للرئيس التركي، على النحو الذي يبدو جلياً أمام الجميع، من خلال احتضانه (جماعة الإخوان) الإرهابية وعناصرها في تركيا، وتوفير الدعم السياسي والمنصات الإعلامية لعناصرها الإرهابيين، بهدف استمرار الترويج لأفكارهم التخريبية في مصر والمنطقة بأسرها»، مضيفاً: «هذا مع رعايته للإرهاب في سوريا، ما أسفر عن طول أمد صراع راح ضحيته مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري الشقيق، وتعمد استهداف الأكراد بعينهم بالقمع والقتل والإبادة، وهو ما يدخل في مصافّ الجرائم ضد الإنسانية التي تستوجب المحاسبة، والتي لا تسقط بمرور الوقت، فضلاً عن تسهيل مرور العناصر الإرهابية والمُقاتلين الأجانب وتقديم الدعم لهم للنفاذ إلى دول المنطقة وأوروبا وأفريقيا وآسيا لزعزعة الاستقرار بها والترويج للفكر المتطرف وانتشاره، واستخدام الإرهاب في محاولة لتحقيق أغراضه وأحلامه الزائفة في التوسع وبسط النفوذ والسيطرة خارج حدوده».
وقال حافظ: «لا يمكن إغفال مواصلته دعم الجماعات الإرهابية والمتطرفة والميليشيات المُسلحة في ليبيا، عبر توفير كل الدعم السياسي واللوجيستي من أسلحة ومعدات؛ كل ذلك في سياسة مُمنهجة تنطوي على استمرار الدعم للعناصر الإرهابية، بحيث امتدت إلى بقاع أخرى في المنطقة والعالم، ومنها عدد من مناطق القارة الأفريقية وغيرها».
وأضاف المُتحدث أنه لطالما أدانت مصر «استمرار الرئيس التركي، من خلال التواطؤ مع دول داعمة للإرهاب والفكر المُتطرف، في التدخل في الشؤون الداخلية لعددٍ من دول المنطقة، بهدف تهديد استقرارها الداخلي والسعي اليائس لفرض الهيمنة والنفوذ عليها».
وأكد حافظ على أنه «إذا كان الرئيس التركي يريد حقيقياً تحقيق العدالة، فإنه يتعين من هذا المنطلق قيام المجتمع الدولي بمحاسبة إردوغان على جميع جرائمه، خاصة دعم الإرهاب وإمداده بالسلاح وإيواء الإرهابيين وتوفير الملاذ الآمن لهم، بالمخالفة لقرارات مجلس الأمن، فضلاً عن جرائمه ضد شعبه وضد الأكراد».
” الشرق الاوسط”

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد