الأفغان أدلوا بأصواتهم في انتخابات رئاسية محفوفة بالمخاطر

0 227

العالم الآن – ادلى الأفغان بأصواتهم السبت لاختيار رئيسهم في الدورة الأولى من انتخابات تجري تحت تهديد اعتداءات وعمليات تزوير ومقاطعة، وشهدت هجمات أوقعت خمسة قتلى و37 جريحا على الاقل.

ويخوض 18 مرشحا هذه الانتخابات للفوز بولاية رئاسية من خمس سنوات. وتشتد المنافسة بصورة خاصة بين المرشحين الأوفر حظا الرئيس الحالي أشرف غني ورئيس الحكومة عبدالله عبدالله.

وضاعفت حركة طالبان التحذيرات للناخبين البالغ عددهم حوالى 9,6 ملايين لردعهم عن المشاركة في الانتخابات، وتوعدت الخميس بأنها ستستهدف “مكاتب ومراكز (الاقتراع) التي تستضيف هذه المهزلة”.

واغلقت مراكز الاقتراع الساعة 17,00 (12,30 ت غ) بعد تمديد التصويت لساعتين.

وينتظر صدور النتائج الاولية في 19 تشرين الاول/اكتوبر والنهائية في السابع من تشرين الثاني/نوفمبر. وتجري الدورة الثانية اذا استدعى الامر خلال 15 يوما من تاريخ صدور النتائج النهائية.

وقال وزير الداخلية مسعود اندرابي في مؤتمر صحافي “احصينا خمسة شهداء في قوات الامن واصابة 37 مدنيا”. واكد وزير الدفاع اسد الله خالدي ان “العدو شن عددا اقل من الهجمات مقارنة بالانتخابات السابقة” من دون ان يدلي بارقام.

وبدت حصيلة الهجمات محدودة مقارنة بالانتخابات التشريعية العام 2018، حين سقط اكثر من ستين قتيلا. وقد تتغير الحصيلة كون السلطات ادلت بمعلومات ضئيلة عن الحوادث في انحاء البلاد. ففي الدورة الثانية من انتخابات 2014 الرئاسية، كانت الحصيلة الاولية هزيلة قبل ان تتجاوز مئة قتيل في اليوم التالي.

وكانت وزارة الداخلية نشرت 72 ألف عنصر لحراسة حوالى خمسة آلاف مركز اقتراع في البلاد.

كما حُظر منذ مساء الأربعاء دخول جميع الشاحنات والشاحنات الصغيرة إلى العاصمة خشية استخدامها في اعتداءات بآليات مفخخة.

وقال الناخب محي الدين (55 عاما) لوكالة فرانس برس في كابول “أعلم أنّ هناك تهديدات، لكنّ القنابل والهجمات جزءٌ من يوميّاتنا”. وأضاف “لست خائفا. علينا التصويت إذا اردنا أن نكون قادرين على تغيير حياتنا”.
وبدأت الحملة الانتخابية في أواخر أيلول باعتداء أوقع عشرين قتيلا. كما قتل بعد ذلك أكثر من مئة شخص آخرين في اعتداءات تبنتها حركة طالبان.

– رابع انتخابات رئاسية –

هي رابع انتخابات رئاسية في تاريخ أفغانستان، وجرت الأولى عام 2004.

وصرح الرئيس الافغاني بعد الإدلاء بصوته أن “هذه الانتخابات ستمهد الطريق حتى نسير في اتجاه السلام بشرعية حقيقية”.

ويأمل غني في الفوز بولاية ثانية، ما سيفرضه في موقع محاور لا يمكن تجاوزه للتفاوض مع طالبان. غير أن المتمردين يعتبرونه “دمية” وينكرون له أي صفة شرعية.

وسبق أن تواجه غني وعبدالله عام 2014 في انتخابات شهدت مخالفات خطيرة إلى حد أن الولايات المتحدة فرضت على كابول إنشاء منصب رئيس السلطة التنفيذية لعبد الله.

وأكدت السلطات الأفغانية أنها اتخذت جميع التدابير لمنع وقوع عمليات تزوير، فنشرت خصوصا مجموعة من الوسائل التقنية بينها أجهزة بيومترية لكشف البيانات.

وقال سيد نور حمد (31 عاما) وهو موظف في مدرسة في العاصمة لوكالة فرانس برس “أنا قلق بشأن شفافية التصويت وما يقلقني أكثر هو معرفة ما اذا سيقبل المرشحون ام لا نتيجة الانتخابات”.

وتحدث ناخبون عديدون في مختلف الولايات عن حوادث تقنية مع سجلات غير مكتملة او تعطل اجهزة بيومترية.

واكدت اللجنة المستقلة لحقوق الانسان في افغانستان هذه الملاحظات. وقالت في بيان ان “مراقبيها نقلوا ان عدد الناخبين في المكاتب كان متدنيا، خصوصا لاسباب امنية”.

وستكون نسبة المقاطعة في هذه الانتخابات تحت المجهر. ولزم العديد من الناخبين منازلهم بعدما فقدوا الأمل في أن يعمل قادتهم على تحسين ظروفهم المعيشية.

وسيتولى الرئيس المقبل مقاليد السلطة في بلد يعاني حربا وكان 55% من سكانه يعيشون بأقل من دولارين في اليوم عام 2017، وبلغت فيه حصيلة النزاع مع طالبان في النصف الأول من 2019 أكثر من 1300 قتيل من المدنيين بحسب ارقام الأمم المتحدة.

وجرت الانتخابات في ظل توقف المفاوضات بين الولايات المتحدة وطالبان حول تسوية سلمية تشهد انسحاب القوات الأميركية مقابل ضمانات أمنية من المتمردين.

وكان الاتفاق الذي تم التفاوض عليه بدون مشاركة حكومة غني، ينص على بدء حوار بين الأطراف الأفغان.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد