توتر في وسط بيروت بين مؤيدين لحزب الله ومحتجين على الطبقة السياسية

0 249

العالم الآن – شهد وسط بيروت الجمعة توتراً تطور إلى تضارب بالأيدي بين مجموعة مؤيدة لحزب الله اعترضت على تصنيف الأمين العام للحزب حسن نصرالله ضمن الطبقة السياسية الفاسدة التي يطالب مئات آلاف اللبنانيين برحيلها منذ أكثر من أسبوع.

وتكتظ الشوارع والساحات في بيروت ومناطق أخرى من الشمال إلى الجنوب منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، بحراك شعبي لم يشهد لبنان له مثيلاً على خلفية مطالب معيشية وإحباط من فساد السياسيين. وكسر المتظاهرون “محرمات” عبر التظاهر في مناطق تعد معاقل رئيسية لحزب الله وتوجيه انتقادات للحزب ولأمينه العام.

واندلع توتر في ساحة رياض الصلح، وفق ما أفاد مصور لفرانس برس، إثر إقدام مجموعة مؤيدة للحزب، أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذا في البلاد والوحيد الذي يمتلك ترسانة سلاح الى جانب القوى الأمنية الشرعية، نصبت خيمة في وسط ساحة رياض الصلح ووضعت سيارة وسط الطريق مزودة بمكبرات صوت، على إطلاق هتافات مؤيدة لنصرالله، بينها “كلن يعني كلن والسيد أشرف منهم”.

ومع بدء متظاهرين مناهضين للسلطة إطلاق شعار “الشعب يريد إسقاط النظام” و”كلن يعني كلن”، مطالبين برحيل الطبقة السياسية من دون استثناء، توترت الأجواء بين الطرفين، وتطورت إلى تدافع وتضارب.

وتدخلت قوات مكافحة الشغب بحزم للفصل بين الطرفين. وبعدما تمكنت من تفريقهم، تجدد الإشكال مجدداً بين الطرفين وسادت حالة من الهرج والمرج بين المتظاهرين أوقعت عدداً من الجرحى.

وقال أحد المتظاهرين لتلفزيون “ال بي سي”، “سماحة السيد ليس سارقاً”، بينما ردد آخر بغضب “سندعس في قلب من يشتم السيد”.

ويحظى نصرالله باحترام شديد بين مؤيديه إجمالاً، وإن كانت التظاهرات أقل حجما في مناطق نفوذه، لكنها لافتة.

ويشارك حزب الله في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري) وحلفاء.

وجاء التوتر الجمعة قبل وقت قصير من خطاب يلقيه نصرالله ويتناول فيها التطورات اللبنانية، بعدما كان رفض في خطاب ألقاه قبل أيام استقالة الحكومة، داعياً الى معالجات تأخذ بالاعتبار هموم الناس.

– “شرذمة التظاهرات” –

واستبقت قوات مكافحة الشغب وقوع الإشكال بتعزيز قواتها في وسط بيروت ووضع عوائق حديدة على كافة المداخل المؤدية إليه، بحسب مصور فرانس برس.

وشهد وسط بيروت توتراً ليل الخميس جراء السبب ذاته، إلا أنه بقي محدوداً وسرعان ما تم احتواؤه.

في مدينة النبطية التي تعد من أبرز معاقل حزب الله جنوباً، أقدمت شرطة البلدية قبل يومين على تفريق متظاهرين بالقوة، وتعرضت لبعضهم بالضرب، إلا أن المتظاهرين أصروا الخميس على مواصلة تحركهم. وقدّم خمسة أعضاء في المجلس البلدي استقالاتهم احتجاجاً على قمع المتظاهرين السلميين.

وقال عصام (30 عاماً)، وهو موظف إداري، صباح الجمعة لفرانس برس “نريد البقاء في الشارع لتحقيق مطالبنا المعيشية وتحسين البلد”، مضيفاً “نريد أن يسقط النظام.. والشعب بأكمله بات جائعاً ولا حلّ آخر أمامنا”.

وأضاف “لا نخشى تخريب التظاهرات لأننا جميعاً شعب واحد.. لقد ظهر لكل الأحزاب أننا موحدون ونريد تحقيق مطالبنا”.

ويرى فارس الحلبي (27 عاماً)، وهو ناشط وباحث في منظمة غير حكومية، أن “الأحزاب اللبنانية تحاول اختراق التظاهرات والضغط عليها أو شرذمتها ولا يقتصر الأمر على حزب الله فحسب”، لافتاً إلى أن الأخير “يستعمل حجة شتم نصرالله لافتعال بعض المشاكل مع المتظاهرين أو الضغط عليهم”.

وطالبت مديرة الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف في بيان الجمعة السلطات بـ”ضمان حماية المتظاهرين السلميين وقدرتهم على ممارسة حقهم في حرية التجمع بدون خوف من التعرض لمضايقات، أو، خصوصاً، لاعتداءات من مناصرين لأحزاب سياسية معارضة لهذه الاحتجاجات”.

– “التحدي الأساسي” –

وبدأ المتظاهرون في وقت مبكر قطع لطرق الرئيسية في بيروت وتلك المؤدية الى مطارها الدولي ومداخلها كافة، وفق ما أفاد مصورون في وكالة فرانس برس.

كما قطعت طرق في مناطق عدة شمالاً وجنوباً. ويستخدم المعتصمون لقطع الطرق عوائق ومستوعبات نفايات وقطعا حديدية. كما تم إحراق إطارات على طريق المطار. وفي أماكن أخرى، نصب متظاهرون خيماً وسط الطرق الرئيسية باتوا ليلتهم فيها.

وأبقت المصارف والمدارس والجامعات أبوابها مقفلة.

وأكدت قيادة الجيش في بيان ظهراً أنّ “حريّة التعبير والتظاهر مُصانة بموجب الدستور”، لكنها دعت “إلى احترام حريّة التنقّل” بعدما “تكرّرت في الآونة الأخيرة بعض الممارسات المسيئة والمخالفة للقوانين من بعض المعتصمين على الطرق”.

ودعا الرئيس اللبناني ميشال عون الخميس المتظاهرين إلى اختيار ممثلين عنهم ليلتقي معهم في “حوار بناء”، من أحل “الاستماع تحديداً الى مطالبكم، وتسمعون بدوركم من قبلنا مخاوفنا من الانهيار الاقتصادي”. كما أبدى انفتاحه على “إعادة النظر في الواقع الحكومي”.

لكن خطابه لم يلق آذاناً صاغية في الشارع.

وقبل دعوة عون الى الحوار، أعلنت الحكومة خطة إصلاح “جذرية” تضمنت خفضاً بنسبة النصف لرواتب المسؤولين، وتقديمات ووعود بإصدار قانون لاستعادة الأموال المنهوبة، وغيرها، رفضها الشارع أيضا لعدم ثقته بقدرة الحكومة التي لطالما وعدت ولم تف، على التنفيذ.

ويشارك مئات الآلاف المواطنين بشكل عفوي في الاعتصامات والتظاهرات من دون أي دعوات منظمة أو وقوف جهات محددة خلفهم، ومن كل المناطق والطوائف.

وقال عفيف يونس (30 عاماً)، موظف، لفرانس برس “ثمة محاولة لإثارة الخوف تقوم بها أحزاب السلطة (..) لكنهم لن ينجحوا”، مؤكداً أن ” حاجز الخوف من +الشبيحة+ الذين يرسلونهم للتخويف انكسر”.
” ا ف ب “

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد