بلدة هندية لا وجود فيها لأبواب

0 305

العالم الآن- أماني صالح -لا يزال سكان بلدة “شاني شينغنابور” الهندية يحافظون على تقليد قديم يتمثل في عدم تركيب أبواب لمنازلهم، وجعلها مفتوحة على مصراعيها أمام الجيران وزوار المنطقة من الحجاج الهندوس.

تمتد البلدة على مساحة لا يزيد نصف قطر دائرتها على كيلومترٍ واحد، بمدينة أحمدناغار في ولاية ماهاراشترا.

وتستقبل هذه القرية الصغيرة، التي لا يتجاوز عدد منازل سكانها نحو المئتين، حشوداً من الحجاج الهندوس الذين يتدفقون عليها لأداء صلواتهم للإله الهندوسي شاني.

هناك ستجد أحد أكثر المعابد في الهند تبجيلاً لهذا الإله، الذي يضع سكان البلدة ثقتهم الكاملة فيه باعتباره حامياً لهم. وقرر هؤلاء، بسبب أسطورةٍ تعود إلى 300 عامٍ تقريباً، عدم تركيب أبواب لأيٍ من منازلهم.

ولا يقتصر ذلك على البيوت فحسب، وإنما يمتد إلى كل المباني الخدمية في “شاني شينغنابور” تقريباً؛ من الفنادق إلى مركز الشرطة، وحتى المصرف. ولذا لن تجد هناك محلاً واحداً يبيعك أقفالاً أو مفاتيح.

أمرٌ نادرٌ في عالمنا اليوم

يتمثل المزار الخاص بالإله شاني الموجود في البلدة في حجر ضخم أسود اللون، يبلغ طوله 1.5 متر، موضوع على منصة بدون غطاء من أي نوع.

ويتدفق زيت الخردل طوال الوقت من حاوية مُعلقةٍ فوق المزار، ليستحم “المعبود” بذاك السائل الذي يرمز للتفاني الذي يكرسه له المؤمنون به. ولا يغلق المعبد أبوابه على الإطلاق، إذ يظل مفتوحاً ليلاً ونهاراً على مدار السنة.

ورغم أن هذا المعبد – كثيف الزوار – يمثل مزارا متواضعا، فإنه يُدار حالياً من جانب وقفٍ يتلقى تبرعاتٍ ماليةً كبيرةً من الحجاج والهندوس المخلصين.

وبمرور الوقت، ذاعت شهرة هذه البلدة، وترسخ إيمان سكانها بعقيدتهم. ويعيش هؤلاء في مساكن بسيطة وعمليةٍ، تُتْرَك أبوابها مفتوحةً خلال فصول السنة، دون أن تجد فيها سوى إطارات الأبواب فحسب عند المداخل.

وبينما توفر الستائر نوعا من الخصوصية، يُستخدم نوع من الخشب الرقيق في بعض الأحيان لحماية النصف السفلي من المدخل، للحيلولة دون دخول الحيوانات الضالة إلى المنازل.

اللافت أن السكان يمارسون أعمالهم اليومية دون شعورٍ بالقلق إزاء مسألة تأمين منازلهم أو ممتلكاتهم. ويبلغ إيمانهم الراسخ بالإله الهندوسي حد إقدامهم على السفر خارج القرية لأيامٍ، دون أن يطلبوا من الجيران التحلي باليقظة حتى لا تتعرض منازلهم للسرقة.

ويقول ديانيسوار كودالكر الذي يدير بيت ضيافة مخصصا للحجاج الزائرين للقرية: “إذا كان هناك شخصٌ مخادعٌ أو يحاول السرقة في البلدة، فإنه لن يستطيع الفرار مما سينزله به الإله شاني من ألوان العقاب، وسيتحمل عواقب أفعاله”.

ويضيف كودالكر بالقول: “عندما ننعم بالحماية إلى هذه الدرجة، لا داع للقلق بشأن اتخاذ ترتيباتٍ للسلامة والأمن. هناك حالاتٌ شهدت تركيب البعض أبواباً أو مزاليج في منازلهم، وقد عانى هؤلاء من الحظ السيء أو وقعت لهم حوادث، أو تكبدوا خسائر في أنشطتهم التجارية”.” BBC “

مقالات ذات الصلة

اترك رد