أول انتخابات تشريعية منذ بدء برنامج الانفتاح والإصلاح في أوزبكستان

0 214

العالم الآن – ادلى ملايين الناخبين في أوزبكستان باصواتهم الأحد في أول اقتراع تشريعي منذ اطلق الرئيس شوكت ميرزويف سياسة إصلاحات وانفتاح أثر وفاة سلفه في 2016.

واغلقت مكاتب الاقتراع في الساعة 20,00 (15,00 ت غ) في الجمهورية السوفياتية السابقة ولن تصدر النتائج قبل صباح الاثنين.

واوزبكستان هي البلد الأكثر اكتظاظا بالسكان في آسيا الوسطى مع 33 مليون نسمة بينهم نحو 20 مليون من الناخبين.

ويقتصر الخيار على خمسة أحزاب موالية للحكومة، إذ لم يسمح لأي مستقل أو معارض بالمشاركة في التصويت. لكن للمرة الأولى سمح لهذه الأحزاب بالتنافس والتمايز عن الرئيس ميرزويف.

ويتنافس في الانتخابات الحزب الليبرالي الديموقراطي أكبر تشكيل موال للسلطة، والحزب القومي للتجديد الديموقراطي والحزب الشعبي الديموقراطي والحزب الاشتراكي الديموقراطي والحركة البيئية لأوزبكستان، للتمثيل في مجلس النواب الذي يضم 150 مقعدا.

والجديد في الاقتراع أن المواطنين باتوا يعبرون عن بعض تطلعاتهم في بلد يشهد مشاكل في الكهرباء والغاز بسبب البنى التحتية المتهالكة. وتطرح فيه باستمرار أيضا موضوع غلاء المعيشة.

وصوت الرئيس ميرزويف ظهرا في احد مراكز الاقتراع في طشقند، حيث وصل مع عائلته وخصوصا ابنته سعيدة ميرزويفا التي عينت في نيسان/ابريل في منصب حكومي رفيع.

وقال بعد التصويت “نصنع التاريخ والشعب يفهم ذلك جيدا”، مشيدا بالاحزاب السياسية التي تنافست في الحملة الانتخابية ومضيفا “لقد تغير المجتمع وعلاقاته مع الاحزاب ايضا”.

وقالت لجنة الانتخابات أن نسبة المشاركة ناهزت 68 في المئة قبل ساعتين من اغلاق مكاتب الاقتراع.

– نظام استبدادي –

قال سردار أنازاروف (45 عاما) الذي يعمل في قطاع العقارات في طشقند أن “غلاء الأسعار يطال كل شيء. يجب أن يتحسن كل شيء وأن يكون لدى الناس أجور طبيعية (…) اليوم لا يفكر الناس سوى بلقمة العيش ولا شيء آخر”.

أما المتقاعدة آمنة لوتسينكا (70 عاما) التي تعيش في العاصمة أيضا، فقد صرحت أنه “بعد الانتخابات أتمنى أن تتصرف السلطات بحكمة لتوفر ما هو ضروري لتقدم أوزبكستان”.

وأملت الطالبة نيجينا لطف اللاييف (22 عاما) أن يكافح البرلمان الجديد الفساد المستشري. وقالت “قد لا نتمكن من القضاء عليه بالكامل ولكن سيكون التخلص منه ولو جزئيا أمرا جيدا”.

وكان التعبير عن مواقف من هذا النوع غير مقبول في عهد الرئيس الراحل اسلام كريموف الذي حكم البلاد بقبضة من حديد.

أما شوكت ميرزويف الذي تولى الرئاسة بعد وفاة كريموف في 2016، فقد دعا المرشحين إلى القيام بحملات ولقاء الناخبين منتقدا جمود النواب المنتهية ولايتهم.

بعد حوالى ثلاثة عقود من حكم استبدادي، بدأ ميرزويف الذي كان رئيسا للحكومة في عهد الرئيس الراحل، سياسة إصلاح حذرة وفتح البلاد للسياحة والاستثمارات.

وقد قام ببعض المبادرات الخجولة لتحرير النظام السياسي، خصوصا عبر الإفراج عن حوالى ثلاثين معارضا وإطلاق جهود أولى لمنع التعذيب.

وجرت هذه الانتخابات تحت شعار “اوزبكستان جديدة، انتخابات جديدة”.

لكن منظمة الامن والتعاون في اوروبا التي ارسلت مراقبين اعتبرت ان العديد من صفات النظام السابق لا تزال ماثلة ولم تلاحظ سوى “مؤشرات قليلة الى حملة” انتخابية.

غير ان رئيس الجمعية البرلمانية في المنظمة جورج تسيريتيلي الذي ينسق اعمال بعثة المراقبين قال لفرانس برس ان البلاد تشهد “عملية تطوير سياسية”.

ولاحظت منظمة هيومن رايتس ووتش بعض الجهود “الاصلاحية، وخصوصا لتحسين وضع حقوق الانسان”، لكنها رأت ان “النظام السياسي لا يزال استبداديا الى حد بعيد”.

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة

اترك رد