الطورة يحيي ذكرى شهداء الوطن بصرح على تلة “منصورة الشوبك”

العالم الآن – على الرغم من الحرقة والألم الذي أصاب الأردنيين جميعا في أوقات الأحداث الإرهابية، إلا أن باسم الطورة قرر تجسيد ألمه بطريقة مختلفة.
باسم الذي يعيش في مدينة الشوبك، قرر مع مجموعة من شباب المحافظة، منطقة الشوبك، أن يجهزوا مجسما للعلم الأردني على تلة المنصورة وهي من تلال الشوبك المعروفة.
باسم (38 عاما)، ويعمل في قطاع الحركة بالضمان الاجتماعي، حمل مع زملائه الصخور إلى تلك المنطقة ووزنها عشرون طنا، وجسموها بطول 16 مترا، وعرض 8 أمتار، ودهنوها، وباتوا يرممونها كل عام.
وبعد الأحداث الإرهابية الأخيرة، والاشتباكات بين الأجهزة الأمنية والإرهابيين، شعر أن من واجبه أن يحيي ذكرى الشهداء ممن قدموا أنفسهم وأرواحهم ودماءهم فداء للوطن، ويضع أسماءهم على صرح يذكر الجميع بتلك الدماء والشهادة والمجد.
ويقول “صنعت صروحا تذكارية لـ27 شهيدا في أحداث الإرهاب في المدن الأردنية إربد والكرك والفحيص والسلط، بالقرب من علم الأردن، لتطل تلك التلة بصروح شهدائها على الشوبك، وتذكر أبناءها بأن الأردن بأبنائه من الشمال والجنوب والوسط هم مسؤولون عن حماية الوطن وهم يد واحدة أمام الإرهاب”.
ويؤكد أن هذه المساحة التي أعطاها هو وشباب بلدته للعلم الأردني، باتت مساحة لها مكانة كبيرة في قلوب الأردنيين، وهي اليوم مكان يزوره الكثيرون من أبناء البلدة بشكل يومي، ويعتنون به وبنظافته.
ويشير إلى أنه يعمل اليوم على توصيل الكهرباء لتلك المنطقة حتى تصبح تلك الأسماء شعلة ومنارة لكل أردني على وجه العموم وكل شوبكي على وجه الخصوص، فالعمل والسعي وحب الوطن لا يمكن أن تكون أغلى من تقديم الروح لأجله ودفاعا عنه.
ويضيف الطورة، أنه وأبناء بلدته ينتمون كثيرا لعمل الخير والتطوع؛ إذ اشترك في الكثير من الأعمال التطوعية التي تقوم بها الجمعية الخيرية في بلدته وكذلك النادي الرياضي، والذي قدم له الكثير من الجوائز والميداليات في رياضتي البلياردو والتنس الأرضي.
ويخطط الطورة، لأن تصبح الصروح منارة لجميع الأردنيين ومعلما يزوره الكثيرون من الشمال والوسط والجنوب؛ حيث سيزرع الورود بين تلك الصروح، لتظل أسماؤهم تعيش في منطقة خضراء وكأنها جنتهم في الأرض، وهم يعيشون في جنات السماء.
والشوبك مدينة تقع في الجنوب، في الجزء الشمالي الغربي من محافظة معان وتبعد عن المركز حوالي 50 كم، وتقع قراها على سلسلة جبلية يتراوح ارتفاعها ما بين 1120 و1651 مترا. ويدل اسمها على تاريخ المنطقة ذات الأشجار المتشابكة والكثيفة، وهي مدينة عريقة مرت عليها حضارات عدة دلت على قيمتها المكانية والتاريخية، فالأدوميون أول من سكنها ثم تعاقبت عليها الحضارات. وكثير من الرحالة الذين مروا بها وصفوا طبيعتها الجميلة.





