سياسي برتبة جنرال

5٬573

 

لا تعرف كيف تصنفه جغرافيا، أردنيا أم فلسطينيا أم عروبيا .. كثيرون لا تهمهم هويته الجغرافية، لان إشعاعه وإنسانيته تكفي .. هكذا يصفه كل من اقترب منه وهو يسير بهدوء نحو بوابة التشريع البرلماني التي يؤمن ان الدخول منها يأتي تتويجا لتغيير المجتمع دون ان يتوقف عن طرح الآراء التي تثير الجدل، ولا يتوانى عن إلقاء حجر كبير في بحيرة المياه الراكدة محدثا اهتزازات في حالة الوعي في القواعد الانتخابية.

الجنرال غازي السرحان ذو الخلفية العسكرية يحمل افكاره ويجوب بها مناطق بدو الشمال لايصال رسالته التي لا تقبل الشك والتاؤيل يؤكد من خلالها للقواعد الانتخابية إنه لا يحمل “عصا موسى” لكنه سوف يسلك نهجا “براغماتيا” في إصلاح الاقتصاد واوضاع العباد، ومفتاحه لتحقيق ذلك ” معالجة القصور التشريعي وبناء تشريعات تتوافق مع البيئة الواقعية التي تمهد الطريق، للبدء باصلاحات تدشين واقعا جديدا”.

ويرى الجنرال السرحان أن مهمة “بناء مشروع وطني لا يقصي أحدا”، ليس بالمهمة السهلة جراء عملية التقاطعات السياسية والاقتصادية لكنه يشير الى ان الامر ليس صعبا ان توفرت الارادة لذلك ما يسهل الوصول الى اعادة “فك وتركيب ” جميع المعادلات بما يضمن المرور الآمن لتشريعات مزدوجة تحفظ حق المواطن وتحافظ على حق الدولة.

ويتوقف الجنرال السرحان كثيرا عند الخلل التاريخي التي وقعت به كل البرلمانات السابقة لفشلها في المزاوجة بين البرنامجين الاقتصادي والاجتماعي وهو يرى ان احد أهم أسباب الفشل في تحقيق هذه المزاوجة هو ابقاء الرجال يهرمون في مواقعهم ،وان المطلوب في هذه المرحلة تغيير قواعد اللعبة لتحظى المرأة والشباب فيها بحظوظ مرتفعة.

المتتبع لحملة الجنرال السرحان الانتخابية يرى أنه حاضر الذهن والبديهة، بحكم خلفيته العسكرية فقدم نفسه بفكر سياسي معتدل قائم على الواقعية السياسية فهو ماهر في فن الخطابة، ويحسن التودد لجمهور الناخبين باختلاف توجهاتهم، ويعد من  النجوم الصاعدة في سماء العمل السياسي في مرحلة تعيش فيها “الشعبوية” عصرها الذهبي.

يتحدث بمثالية مغرقة بالتفاؤل في وضع معقد نسبيا بسبب الاوضاع العامة في البلاد، وتجاهل الحكومات للاقاليم في مشاريع الخدمات وهو يرى ان الظلم الاكبر لحق بخاصرة الاردن الاهم التي تشكل مثلثا امنيا يشكل فيه البدو رديفا هاما للقوات المسلحة والاجهزة الامنية لحماية هذه الخاصرة فغياب المشاريع التنموية والاهتمام الاقتصادي يعبر بوضوح عن قصور الحكومات المتعاقبة في معالجة الملفات الاقتصادية بشكل شمولي.

الجنرال السرحان سياسي يستشرف المستقبل ويقف على الخطوط الامامية في مقاومة التطبيع متسلحا بالارث الوطني والديني ويعتبر ان صفقة القرن تشكل استهدافا مزدوجا للاردن وفلسطين ولم يسجل عليه اية مواقف تقلل من شأن اي جهة تعمل في الشأن العام والسياسي لان الهدف لدية  مصلحة الاردن اولا واخيرا .

ويمتلك الجنرال السرحان رؤية للاصلاح التي يعتبر انها صمام أمان واستقرار للبلاد ولا يعارض العمل الحزبي لكنه يعارض نمط “القيادة الأبوية” لبعض الاحزاب التي تعني أنه لا يمكن للإنسان السير إلى الله إلا بشيخ أو مرشد، وهو بذلك لا يعارض الاسلام السياسي ان كان يعمل وفق رؤية الدولة مدافعا بذلك عن موقفه المعتدل من جميع القوى مؤكدا بوضوح  انه:” لم يعارض الاسلام السياسي في مكان ويصفق له في مكان آخر”.

 

رابط مختصر:
مقالات ذات الصلة
تعليق 1
  1. د. ماجد العبلي يقول

    أنعم وأكرم

التعليقات مغلقة.